على رمضان يكتب: سقوط بالون اختبار "الفيلم المسىء"

الأربعاء، 19 سبتمبر 2012 09:20 م
على رمضان يكتب: سقوط بالون اختبار "الفيلم المسىء" أحداث السفارة الأمريكية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ربما كان هذا المقال محض خيال تصنعه الأحداث المتلاحقة المرهقة للعقل، وربما كان حقيقة صنعتها جموع الذئاب الجائعة المنتشرة حالياً فى صحراء السياسة المترامية الأطراف، فاسمح لى بعرضه عليك ولنمهل أنفسنا بعض الوقت لنعرف حقيقته من خياله.

هل تصدق أن أمريكا بمخابراتها ذات التقنية العالية المتقدمة الحديثة لم يكن لديها أدنى علم بتصوير فيلم يسىء إلى المسلمين فى شخص النبى الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم ؟ وهل يمكن ألا يتعاون الموساد مع الـCIA فى عملية من العمليات ؟ أم أن الـ CIA قد خدع من الموساد وفوجئ بإنتاج هذا الفيلم البذىء؟
الحقيقة أننا اعتدنا من أمريكا عبر التاريخ احترافا فى أن تمهد لأحداث مستقبلية مؤثرة موضوع لها الخطط والتدابير طويلة الأجل مع حليفتها إسرائيل حول تحقيق مآربهما للسيطرة على الشرق الأوسط وإحكام النفوذ عليه وإطباق أياديهما على مجريات الأمور به ، مهيئة الرأى العام الدولى لتقبل الوضع الذى يفرضانه ، بقرصنة أو احتلال أو اغتصاب وضح جليا من التمهيد لاستغلال مهاجمة صدام حسين للكويت الذى أعقبه احتلال أمريكى للعراق القوى الصلد المواجه لأسرائيل – وكلنا يتذكر تصريحات السفيرة الأمريكية فى بغداد لصدام ووعدها له بعدم التدخل - وتم فى هذا الاحتلال الأمريكى نزع أظافر العراق واستنزاف ثرواته وتشتيت طوائفه وإخراجه من القرن العشرين،
كما نجحت الدولتان أمريكا وإسرائيل فى استغلال أحداث الحادى عشر من سبتمبر لإطلاق أيديهما فى ضرب طالبان واحتلال أفغانستان وفى محاربة علنية للإسلام والإسلاميين ولكل ما يمت بهما بصلة قريبة أو بعيدة – وكلنا قرأ عن التكهنات بتورط الموساد فى التخطيط له.

فإطلاق أمريكا لبالونات الاختبار ليس جديدا على العالم، وهى فى سعيها لتحقيق مصالحها تسعى بالجهد والمال لتشترى بهما "لبن العصفور" تقدمه قربان المودة والحب والإخلاص لدولة إسرائيل الحليفة.

فما هو السر الذى تخفيه أمريكا خلف ستار الفيلم الداعر المسىء للمسلمين؟
ربما كان السر هو إرسال نواة للقوات الأمريكية من بعض المارينز إلى الدول العربية المتاخمة لأسرائيل يتزايدون بمضى الوقت ليعطى لهم الحق فى البقاء لحماية الرعايا الأمريكان فى المنطقة ثم يستمر إحداث القلاقل بين الأقليات ليعطى ذلك تأشيرة بقاء دائم للمارينز يليه الفصل بين الأقليات المتناحرة على هيئة مناطق جغرافية منفصلة يتم بها تقسيم الدولة الفريسة.

وربما كان سر إطلاق البالون هو اختبار رد فعل الأنظمة الحاكمة الجديدة ومدى تمسكها بمبادئها أمام إغراءات المعونة المالية التى يعاون فيها الغرب بقطرات يصبها فوق أرض الربيع العربى "الشراقى" اليابسة الجافة المحتاجة للدعم والمؤازرة الإقتصادية.

وربما كان السر هو اختبارا الغرض منه المساومة السياسية والاقتصادية للحصول على تنازلات أكثر وأكثر ترضى إسرائيل.

وربما كان جس نبض لرد فعل العالم الإسلامى الذى تبين قوة عاطفته وتحمسه وحماسه للدفاع عن دينه الذى شابه تصرف الغوغائيين الذين سفكوا دماء أمريكية فى بنى غازى وهاجموا سفاراتها فى ليبيا والسودان ومصر ليزيدوا من جراح المسلمين المتهمين بأحداث الحادى عشر من سبتمبر فى ذكراها فتهيل هذه الأحداث الثرى فوق سمعة بلاد الربيع العربى ويتعرض المسلمون فى الغرب للمتاعب والازدراء والطرد بعدما زادت معدلات نسبة المواطنين المسلمين فى عديد من دول أوربا.

وربما كان الغرض من اختبار البالون المواكب لتصريحات هولندا بحق اللجوء السياسى للمسيحيين المصريين تصعيدا لفتنة طائفية متوقعة فى هذه البلدان تسيل فيها الدماء وتتناثر أشلاء الشعب فيضطر المارينز آسفا للهبوط على أرض الكنانة لفض الخلاف وتقسيم البلاد على العباد.
وأغلب الظن أن البالون هذه المرة قد ثقب بشدة وهوى محترقاً، فالفيلم المسىء سبب خسائر كان أبرزها سفير أمريكى قتل بلا ذنب وهو يؤدى وظيفته، فى مظاهرات بعضها من المتشنجين الموتورين والآخر من المأجورين، ولكن الفيلم حقق نجاحات ما كنا نحلم بها، فعاد الدين ليؤلف بين قلوب الكثيرين من المسلمين الذين غفلوا عن ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم واختلفوا فيما بينهم، وأنار الفيلم قلوبا أخرى أسلمت بعدما رأوا ما يتعرض له دين مسالم عادل من ظلم عالمى، وامتلأت قلوب الكثيرين غضباً وازدادت كراهية للنظام العالمى الأحادى من جانب أمريكا وإسرائيل الذى يعادى الإسلام دون مبرر، وازداد المسلمون مصداقية على مصداقيتهم التى تعرض أقلياتهم فى بلدان العالم لبطش وفتك وظلم واضطهاد منظم، وكان النجاح الأخير الذى لم يتوقعه صاحب البالون هو تحالف أقباط مصر متضامنين مع المسلمين ضد وضاعة فيلم بورنو سبقته آلاف الأفلام التى عرضتها دور عرض البورنو فى الغرب التى ليس لمنتجيها وصانعيها أى ملة أو دين يغارون عليه.

ولكن ما تسفر عنه الأيام القادمة ستبين لنا أكثر وتضع أمامنا الحقيقة والإجابة الصحيحة عن خفايا وأسرار بالون الاختبار.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة