ما أجمل أن يكون هناك شخص ما فى حياتك يشعرك بوجودك بكيانك، يتحمل تصرفاتك مهما كانت ويتقبلك على ما أنت عليه من مميزات وعيوب، لا تحتاج معه إلى اختلاق تبريرات وأعذار .. فهو يصدقك لأنه يعرفك حق المعرفة لأنه يحبك يدرك ما بين أفعالك وهمساتك.. تجده عندما تحتاجه .. الآن وليس غداً يدرك ما أنت فيه .. ويقدر ذاتك يحول ما تفتقده وما تفقده إلى مزايا تشعرك بالثبات النفسى.. وهناك الكثير مما يتعاطفون معك ويقدرونك ولكن لا تجدهم وقت احتياجك فهم كالسراب.. يقول بام براون : " أجدك عندما احتاجك أما الآخرون فرغم تعاطفهم واهتمامهم ورحمتهم فأنا لا أجدهم عند الحاجة".
وما أجمل الصديق الذى يكون عونا لك.. يجعل من قصورك .. مزايا تحفزك إلى خطوات واثقة بالنفس ويكمل ما فقدته من قدرات .. ليجعلك تنعم بحياة هادئة مستقرة .. تقول هيلين كيلر : " أحال أصدقائى بالآف الطرق قصورى إلى مزايا جميلة ومكنونى من السير هادئاً سعيداً رغم حرمانى".
ومن أجمل الصداقات وأندرها فى التاريخ صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ونخص بالذكر الصديق أبو بكر رضى الله عنه وقد كان علامة فارقة فى تاريخ الإسلام.
وهناك الكثير منا اصطدموا بأشخاص كانوا يظنون فيهم خيراً واستفاقوا على واقع مؤلم لذلك يقول أرسطو "يا أصدقائى ليس هناك أصدقاء".. وقد يكون محقا فى كلماته القاسية ولكن يأتى الخطأ دائماً فى سوء الاختيار.. فهناك الكثير من المؤشرات قد تكون أمامك تنذرك لتحتاط ممن نقدرهم ولكننا نتغاضى عنها حتى نفاجأ ونصطدم بكارثة ومن أشهر من أساءوا لمعنى الصداقة.
بروتوس الذى طعن يوليوس قيصر فى ظهره بخنجره وضرب بكل معانى الإنسانية والصداقة عرض الحائط ليجد يوليوس قيصر الطعنة من أقرب المقربين له.
يقول أرلين فرانسيس: "ما نواجهه من متاعب غربال نفرز به معارفنا، فلا يبقى فى الغربال سوى الأصدقاء أما غير الأصدقاء فيسقطون".
أجمل ما فى الصداقة هو التآلف بدون شروط.. وتقبل الصديق على ما هو عليه.. وتحمل تصرفاته.. وإذا أصابه عارض لا يتركه إلا بما فيه الفائدة.
