من حقنا أن نغضب، أن نثور، ونحن نتلقى هذا الإعتداء السافر على عقيدتنا وإسلامنا.
ومن حقنا أن نتساءل: لماذا نحن مستهدفون؟ ولماذا وكلما تكررت هذه الإساءات نثور بهذا الشكل العشوائى والعنيف، وبعدها يسكن هذا الفوران بعد أن يخلف الكثير من الشوائب التى تعلق بنا !! لماذا نكون فريسة سهلة وساذجة لكل هذه الدسائس والفخاخ !! ولماذا يعرض هذا الفيلم التافه والسخيف فى هذا التوقيت بالذات، ونحن مقبلون على كتابة دستور الأمة المصرية !!دعونا نتروى قليلا لكى ندرك أنهم يدفعون بنا نحو هاوية الفتنة، دعونا نتروى لكى ندرك أن من قام بهذا الفعل المشين هم نفر قليل من البشر الآثمين وليس شركاءنا فى الوطن الذين عاشوا معنا وقاسمونا وقاسمناهم المحبة والسلام منذ فجر التاريخ؛ هل تعلمون أن مخرج الفيلم هو الصهيونى (سام بازيل) بمشاركة ومباركة القس الموتور (تيرى جونز) وأيضا دعاة الدولة القبطية الانفصالية (زقلمة وصادق) !! وهم معروفون بعدائهم السافر للكنيسة القبطية.
لقد قاموا بدبلجة الفيلم إلى اللهجة المصرية العامية !! ألا يجعلنا ذلك نمعن التفكير قليلا !! إنهم يراهنون على براءة انفعالنا وعاطفتنا الجموح، ويجعلون العالم كله وفى يوم 11 سبتمبر يرانا ونحن نقوم بالاعتداء على السفارات، وقتل الناس، يجعلون العالم يرانا ونحن نطالب بحرق الإنجيل الذى هو ركن من أركان إيماننا !! هناك الكثير من الناس حول هذا العالم لا يعرفون شيئا عن الإسلام والمسلمين إلا ما تقدمه لهم الفضائيات فى لقطات مختزلة، وهذا ما سيرونه، لينتشر الخوف من المسلمين.
هل تعلمون أن هذا الفيلم التافه والمشين، قد انتشر انتشارا واسعا بسبب دعايتنا نحن له بكل هذه الأفعال عرض هذا الفيلم المدبلج باللهجة المصرية وفى هذا التوقيت مقصود به تمزيق هذا القلب، تمزيق مصر.
فكيف ننجر بهذه السهولة لفخاخهم ونخرج كل ما فى أنفسنا من غضب، يمنحهم تأكيدا لا نطباعاتهم التى أرادوا أن يزرعوها عنا فى أذهان العالم، لقد أساءوا للرسول، فهل نسئ نحن للإسلام !! إن معركتنا أكبر من هذه الانفعالات، والمؤامرة علينا أكبر من أن يكون سلاحنا غضبا وإساءة تعود علينا!!، نحن نمتلك المحبة، نمتلك الخير، نمتلك السلام، فلماذا لا تكون هذه رسالتنا إلى العالم، نحملها كما حملها حبيبنا المصطفى، فوصل إلى أقصى العالم، دعونا نعيد النظر، ولا نستسلم لأهواء الغضب.
دعونا نحب أنفسنا أولا لكى يرضى عنا الله، دعونا نتسامى فوق أنانيتنا ومصالحنا، وننظر إلى هذا الوطن الذى بات قاب قوس من الفتنة.
الله محبة، فدعونا نعمل بمحبة الله على هذه الأرض، وإلا عشنا جحيم الدنيا.
