رأى المفكر الكبير الدكتور سمير أمين، أن فترة حكم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، لم تكن حكماً عسكريًا، كما يرى البعض، حيث أوضح أنه على الرغم من نقده القاسى للفترة الناصرية، إلا أنه غير معادٍ لها، وأنه فى هذا السياق يرى أنها لم تكن حكمًا عسكريا بقدر ما تطورت إلى مشروع وطنى برجوازى فى إطار التطوع لتكوين برجوازية وطنية ورأسمالية مصرية مشتركة بشكل فاعل وليس تابع.
جاء ذلك خلال الندوة التى عقدت لمناقشة كتاب "حول الناصرية والشيوعية فى مصر"، للمفكر سمير أمين، وذلك على هامش حفل افتتاح المقر الجديد لدار العين للنشر بوسط البلد أمس، وحضره العديد من المثقفين المصريين.
وأشار "أمين" إلى أن تاريخ مصر المعاصر منذ محمد على وحتى التسعينيات من القرن الماضى كان محاولة لبناء بذور هذا المشروع البرجوازى الاشتراكى الوطنى، وأن التصور الرأسمالى بدأ منذ 1919 حتى عام 1967 حيث كان الفصل الأخير فيه هو النكسة، وبدءاً من عصر السادات وحتى الآن، فإننا نعيش موجة الردة العميقة، وهو ما أطلق عليه "أمين" أنها التنمية الرثة والتى تعمل على حقن الموت، فأدت إلى تدهور مصر الشديد.
وأوضح أمين أن مشروع ناصر ظل وطنى برجوازى، ولكن ظروف التوسع الرأسمالى العالمى كان يمنع بلاد التخوم من هذا التوسع أن ينهض ويستمر فى هذا الإطار ولكنه ممكن أن ينجز ويتطور ولكن محكوم عليه بالفشل وهو ما لم يفهمه ناصر.