زويل ومصير جامعة النيل

أعرف أن صاحب نوبل الدكتور أحمد زويل لا علاقة له بما حدث ويحدث لطلبة جامعة النيل فى المشهد المؤسف الذى قامت به قوات الأمن من ضرب وسحل للطلبة لفض اعتصامهم داخل الجامعة بالقوة الغاشمة، وليس مسؤولاً أيضاً عن أزمة الجامعة مع الحكومة المسؤول الأول عن كارثة وفضيحة الاعتداء على مجموعة من طلبة مصر المتفوقين الذين يدافعون عن مستقبلهم العلمى ومصير الجامعة التى كان إنشاؤها مبعثا للتفاؤل والأمل فى الدخول إلى عصر البحث العلمى والعلوم التطبيقية الحقيقية.

وأعرف أيضاً أن الحكومة ورطت الدكتور زويل فى الأزمة والمأساة الحالية على طريقة وعد بلفور، فقد أعطت ما لا تملكه لمن لا يستحق أرضا ومبانى تزيد قيمتها على 4 مليارات جنيه من أموال الشعب، فجامعة النيل جامعة أهلية تحصل على إيراداتها من مصاريف الطلاب وعائد مشاريع البحث العلمى وليست جامعة حكومية مثل جامعة القاهرة، وهناك فارق بين طبيعة نشاطها وبين مشروع مدينة العلوم والتكنولوجيا المسمى بمدينة الدكتور زويل، فالأخير مشروع قومى تتحمل الدولة الإنفاق عليه وأكثر شمولية فى أهدافه من جامعة النيل.

ورغم رفض الدكتور زويل لما حدث مع طلبة جامعة النيل على حسابه الشخصى فى «تويتر»، فإن الأنظار الآن تتجه إليه لتوضيح موقفه بشكل واضح وصريح من عملية تصفية الجامعة والاستيلاء على مبانيها وتأسيس مشروعه على أنقاضها وعلى حساب مصير أكثر من 400 طالب و270 طالب ماجستير ودكتوراه ونخبة من العلماء جاءوا من جامعات عالمية كبرى للتدريس فى مصر. والدكتور زويل بقيمته العلمية والعالمية التى نقدرها جميعا يرفض أن يثار حوله أو حول مشروعه القومى شكوك واتهامات يرددها الطلبة ومجلس أمناء الجامعة فى وسائل الإعلام الآن، بأنه جاء لتصفية الجامعة ومحوها من الوجود والحصول على كل منشآتها وأملاكها بغض النظر عن النتائج المترتبة على ذلك، وبالتالى فعليه أن يرد على تلك الشائعات والاتهامات، وقطع الشك باليقين وبالموقف الواضح من أزمة جامعة النيل.

وأنا على يقين من أن الدكتور زويل يهمه أن تكون هناك مشاريع متعددة ومتنوعة للبحث العلمى فى مصر ولا يقام مشروع على أنقاض مشروع آخر، فالأراضى كثيرة ومتاحة أمام مشروع مدينة زويل الذى ننتظر تحقيقه على أرض الواقع بعيداً عن جامعة النيل وتصفيتها وضرب وسحل طلابها.