أكدت الدكتورة وفاء داود، الباحثة فى العلوم السياسية، أن معالم السياسة الخارجية المصرية التى ينتهجها الرئيس محمد مرسى هى استكمال لما بدأه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، خاصة مشروع القومية والوحدة العربية، وذلك من خلال توحيد الصف العربى سياسيا واقتصادياً وثقافياً لتحقيق التكامل العربى مع إعادة ترتيب لأولويات السياسة الخارجية، والتى تقوم على الدائرة العربية، ثم الإسلامية، ثم الأفريقية، مؤكدة عدم إهمال مرسى للدائرة الغربية التى تأتى فى المرتبة الرابعة.
وأوضحت داود، أنه خلال الـ60 يوم الأولى فى عهد محمد مرسى مالت التوجهات السياسة الخارجية المصرية إلى الوسطية والاعتدال، وأن الدائرة الإسلامية تحتل المرتبة الثانية فى أولويات مرسى وهى الدائرة التى أهملها النظام السابق فى وقت بدأت تظهر طفرة تنموية لعدد من الدول الإسلامية، كما أن بعض الدول الإسلامية خاصة تركيا استطاعت خطف الدور الإقليمى من مصر مما أدى لتهميش دور مصر إقليميا وعربيا ودولياً، وأضافت أن مصر خلال هذه الفترة حرصت على فتح علاقات جديدة مع الدول الإسلامية تقوم على التقارب والتعاون وهو الأمر الذى يستقطب دول إسلامية مثل تركيا وماليزيا وسنغافورة، وأن حرص مصر على استقطاب إيران فى مواجهة الدول الغربية خاصة الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، وفتح علاقات جديدة مع روسيا والتحالف معها، وهو الأمر الذى يعطى الضوء الأخضر لروسيا لكى تعمق علاقاتها السياسية مع مصر بالتوازى مع سوريا وتتحول توجهات السياسة الخارجية الروسية بدلاً مما كانت قائمة على أن سوريا هى البوابة الوحيدة لروسيا للوصول للشرق، ستكون مصر وسوريا بالتوازى بوابتين أساسيتين للعبور للشرق، وذلك يعنى وجود تطلعات روسية لعودة جزء من دورها القيادى فى مواجهة الولايات المتحدة الأمريكية.
وأوضحت حرص مصر على فتح علاقات جديدة مع القارة السمراء حفاظاً على الأمن القومى المصرى خاصة مع دول الحوض وعلى رأسها أثيوبيا.
باحثة سياسية: الرئيس مرسى يستكمل مشروع عبد الناصر فى السياسية الخارجية
الأربعاء، 19 سبتمبر 2012 03:28 م