طالب الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين، الحكومة البنغالية بالإسراع فى إطلاق سراح جميع سجناء الفكر، مشيرا فى بيان له اليوم، إلى أن الاتحاد يتابع عن كثب وبقلق بالغ تصاعد وتيرة الأحداث فى جمهورية بنجلاديش فى ظل الحكومة الحالية، باتجاه التضييق على الإسلاميين فى الفترة الأخيرة لإخضاع المجتمع البنغالى للعلمانية القسرية.
وأشار البيان، إلى البدء فى محاكمة 8 من زعماء الجماعة الإسلامية من بينهم أمير الجماعة الإسلامية الشيخ "مطيع الرحمن نظامى" ونائبه الشيخ "دلاور حسين سعيدى"، والأمين العام للجماعة على أحسن محمد مجاهد، ومساعديه "قمر الزمان" و"عبد القادر ملا"، بسبب أفكارهم واختلافهم مع الحكومة الحالية، لافتا إلى وجود توقعات بإصدار أحكام بالإعدام لعدد منهم.
وأكد الاتحاد، أن هذه المحاكمات مُسيسة، حيث جاءت بعد أربعة عقود من القضية نفسها، حيث لم يتم توجيه إليهم أى تهمة عندما كان عدد منهم يشغل مواقع وزارية، ثم جاءت الحكومة الحالية فنسيت الماضى لحاجة فى نفس يعقوب، كما أنها جاءت برغبة جامحة فى تصفية حسابات قديمة للحكومة الحالية مع الإسلاميين، وتستهدف وقف التمدد الإسلامى فى شبه القارة الهندية، ليصب فى صالح أعداء الإسلام وشبكة المنصرين الواسعة، وبالتالى فليست لصالح المجتمع البنغالى.
وحذر الاتحاد، الحكومة البنجلاديشية من أن هذه الممارسات الخاطئة المتعلقة بإجراء التعديلات على القانون الخاص بجرائم الحرب، وتقليص فترة الاستئناف من شهرين إلى شهر، والتى تهدف إلى تعجيل المحاكمات وتنفيذ الأحكام الصادرة ضدهم خلال ولايتهم الحالية، ستكون لها آثار سيئة على بنجلادش حكومة وشعباً، وأن مصيرها إلى الفشل، كما أن مصير الظلمة والطغاة إلى الهلاك والدمار، وتلك سنة الله فيهم كما قال تعالى: {الَّذِينَ طَغَوْا فِى الْبِلَادِ فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ}.
وكرر الاتحاد، طلبه من الحكومة البنجلاديشية، بإطلاق سراح الشيخ البروفيسور غلام أعظم، وغيره من القادة السياسيين فوراً، حتى لا تؤدى هذه الاعتقالات إلى تعميق الخلافات السياسية، وإلى توسيع النزاعات الاجتماعية المستعصية، فى بلد إسلامى شقيق، نتمنى له كل النمو والازدهار، ونرجو أن تصرف فيه كل الجهود والإمكانيات نحو البناء والتنمية الوطنية الشاملة، ونحن نعترف ونتعاطف مع ضحايا حرب الاستقلال الذين عانوا طويلا، ونتفهم بحثهم عن العدالة، ولكن العدالة لن يخدمها إدانة الأشخاص الأبرياء.
كما ناشد الاتحاد، الدول الإسلامية والشعوب وأحرار العالم، والمنظمات الحقوقية، والإنسانية والإسلامية والدولية، لبذل كل ما فى وسعهما للضغط على الحكومة الحالية للكف عن التمادى فى انتهاكات حقوق الإنسان واسعة النطاق، والاعتداء على حرمات الناس، واستعمال وسائل التهديد والعقاب والسجن، فى سبيل كبت الحريات والأفكار المعتدلة، وثقتها هيومن رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية، وذلك قبل أن تستفحل الأمور، وتضيق الصدور.
"العلماء المسلمين" يعرب عن قلقه من تصاعد الأحداث ضد إسلاميى بنجلاديش
الأربعاء، 19 سبتمبر 2012 05:19 م