أكد د.محمد الهمشرى، الطبيب المصرى الذى اعتقل مؤخراً فى الأراضى اللبنانية أثناء توجهه للمشاركة فى جهود إغاثة اللاجئين السوريين باللبنان، أنه دخل إلى لبنان خلال مرة سابقة وهو يحمل نفس الجهاز الذى اعتقل بسببه خلال المرة الأخيرة، حيث اعتقدت المخابرات الحربية اللبنانية أنه تابع للجيش الحر فى سوريا، وأشاد بدور الخارجية المصرية التى انقذته من الاعتقال وساهمت فى الإفراج عنه بأسرع وقت، كما كشف تدخل د.عبد المنعم أبو الفتوح للإفراج عنه.
◄كيف تم اعتقالك من قبل المخابرات الحربية اللبنانية؟
أثناء تواجدى بمطار رفيق الحريرى استعداداً لدخول الأراضى اللبنانية للمشاركة فى إغاثة اللاجئين السوريين على الحدود اللبنانية، فوجئت باحتجازى من قبل جمارك المطار بعد إبلاغى بأنى أحمل جهاز اتصالات بالأقمار الصناعية غير مسموح بتواجده بلبنان، وقاموا بالاتصال بالمخابرات الحربية اللبنانية، حيث قام أفرادها باصطحابى إلى مكان غير معلوم بعد أن قاموا بوضع غمامة سوداء على عينى، وذلك قبل أن أتمكن من إبلاغ إى شخص عن اعتقالى.
◄هل كانت تلك هى زيارتك الأولى للأراضى اللبنانية؟
زيارتى الأخيرة للبنان كانت الزيارة الثالثة لى، حيث دخلك الأراضى اللبنانية مرتين سابقا، أحداهما كانت لأهداف متعلقة بعملى بجهود الإغاثة، والغريب إنى كنت أحمل نفس الجهاز الذى تم اعتقالى مؤخرا بسببه، والكثير من أطباء الإغاثة يقوموا باستخدام تلك الأجهزة خلال عملهم فى مناطق لايوجد بها اتصالات.
◄وهل تعرضت لأى مسائلة قانونية بسبب ذلك الجهاز؟
إطلاقاً، فقد تم السماح لى بدخول الجهاز بعد دفع رسوم الجمارك الخاصة به.
◄لكن لماذا تم إلقاء القبض عليك بسبب نفس الجهاز الذى سمح لك بإدخاله إلى الأراضى اللبنانية مسبقا؟
أعتقد أن ذلك بسبب الأوضاع اللبنانية الداخلية بلبنان، فهناك تشديد أمنى كبير، وفى جميع الأحوال الأمر تم تضخيمه، فبدلا من اعتباره مجرد قضية إدخال جهاز غير مصرح به تحول إلى قضية مخابراتية وشبهات بالتجسس لصالح جهات خارجية.
◄معنى ذلك أنه تم اتهامك بالتجسس لصالح إحدى الجهات؟
لم يتم توجيه تهمة محددة لى، لكن كانت هناك شكوك بقيامى بالتجسس لصالح الجيش السورى الحر، وتم التحقيق معى داخل النيابة العسكرية اللبنانية فى هذا الاتجاه، وتم التحقق من الارقام المتواجده على تليفونى المحمول ورسائل البريد الإلكترونى الخاص بى، حتى تأكدوا من عدم وجود أى علاقات لى مع أى جهة داخل سوريا، كما أنى لم أدخل إلى الأراضى السورية مطلقاً.
◄هل تم استخدام العنف معك خلال التحقيقات؟
لم يتم استخدام العنف معى خلال التحقيقات، لكن عملية الاعتقال فى حد ذاتها مؤلمة نفسياً، خاصة عندما تكون لأسباب غير منطقية، فقد ظللت معتقلاً داخل المخابرات لمدة 3 أيام، ثم انتقلت بعدها إلى مديرية الأمن العام.
◄وهل قابلت مصريين آخرين أثناء فترة احتجازك؟
قابلت عدد من المصريين فى ديوان الأمن العام، ألقى القبض عليهم بسبب الهجرة غير الشرعية، لكنى لم أقابل مصريين فى المخابرات الحربية.
◄متى بدأ تدخل السفارة المصرية فى قضيتك؟
بمجرد وصولى للنيابة العسكرية عقب انتهاء التحقيقات معى بالمخابرات الحربية، وجدت محامية السفارة المصرية فى انتظارى، كما أن السفير المصرى تابع تطورات قضيتى بنفسه، وهنا أؤكد أن السفارة المصرية لعبت دوراً أكثر من رائع لانقاذى، وبسببهم خرجت من تلك القضية فى أسرع وقت ممكن، كما أنهم لم يتركوا الفرصة لأحد أنه "يغلس عليا".
◄هل يوجد جهات أخرى تدخلت للإفراج عنه؟
بجانب الخارجية المصرية، علمت أن د.عبد المنعم أبو الفتوح، المرشح السابق لرئاسة الجمهورية وأمين عام اتحاد الأطباء العرب، فور علمه باحتجازه، أرسل نجله حذيفة المتواجد فى لبنان لمساعدة اللاجئين السوريين، إلى رئيس الوزراء اللبنانى لإقناعه بالإفراج عنى.
◄لكن لماذا استمر احتجازك ليوم كامل عقب صدور "أمر ترك" لك؟
أمر الترك يعنى تحويلى من النيابة العسكرية إلى ديوان الأمن العام وهو جهة مدنية، وليس إخلاء سبيل، كما اعتقد الجميع، وهذا سبب لى إحباطاً شديداً، لأنى اعتقد أنه سيتم الإفراج عنى فورا.
◄هل كنت تتوقع رد الفعل حول احتجازك داخل مصر؟
نعم توقعته، لأننا بعد ثورة 25 يناير، بما يعنى عدم وجود مخاوف من المطالبة بأى مطلب، وهذا التحرك والضغط الذى قام به زملائى ساهم فى سرعة الإفراج عنى.
◄ما هى الدول التى عملت بها كطبيب للإغاثة وهل تعتقد أنه يوجد تعمد للتضييق على الأطباء العاملين بهذا المجال؟
شاركت فى جهود الإغاثة بشكل فردى منذ دراستى بالجامعة، ومؤخرا شاركت فى المستشفيات الميدانية أثناء ثورة 25 يناير، وفى ليبيا ولبنان ورفح، وعلى العكس ما أراه هو أن جميع الدول ترحب بأطباء الإغاثة وتعمل على مساعدتهم.
◄بعد تجربتك الأخيرة، هل ستعود لمساعدة اللاجئين السورين؟
بالطبع، ولكن ليس عن طريق لبنان.
◄معنى ذلك أنك ممنوع من دخول لبنان؟
إطلاقاً، لم تبلغنى أى جهة بذلك، فقضيتى انتهت، ولم يتبقِ لى سوى استرداد الجهاز الذى تمت مصادرته فقط.
الطبيب المصرى العائد من لبنان بعد اعتقاله: المخابرات الحربية اللبنانية كانت تشك أنى تابع للجيش السورى الحر.. وجهاز الاتصالات الذى اعتقلت بسببه دخلت بيروت سابقا به.. وسفارة مصر لعبت دورا فى الإفراج عنى
الأربعاء، 19 سبتمبر 2012 05:02 ص