أحمد الغـر يكتب: أمريكا ليس لها صديق !

الأربعاء، 19 سبتمبر 2012 09:37 ص
أحمد  الغـر يكتب: أمريكا ليس لها صديق ! صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إن الولايات المتحدة ــ ومهما أدعت غير ذلك ــ لا يوجد لها أصدقاء دائمون أو حلفاء على المدى الطويل سوى تلك الدول التى تتفق معها فى مشاريعها التوسعية التى تجعل من العالم فناء تعبث فيه كيف تشاء، فما قاله أوباما عن علاقة الولايات المتحدة بمصر هو توصيف للعلاقة سابقاً ولاحقا، مصر ليست حليفا لأمريكا وليست عدواً، مصر فى عهد مبارك كانت تابعة وخاضعة بشكل تام للإدارة الأمريكية، فللأسف جعل مبارك من مصر دولة تخضع لكل ما تريده أمريكا دون نقاش، وهو ما أضاع هيبة مصر التى سعى جمال عبدالناصر وأنور السادات من أجلها سنوات طويلة فى الماضى، لكن مبارك ببساطة جاء واحتمى بأمريكا دون شعبه، وهو ما جعل من مصر تابعاً لأمريكا ولسياساتها وتوجهات إدارتها العسكرية، ولإضفاء نوع من البريق على تلك العلاقة الوضيعة تم تسميتها علاقة تحالف أو شراكة استراتيجية وأحياناً صداقة، وكلها أوصاف ومصطلحات للاستهلاك المحلى ليس أكثر!

الرئيس مرسى لا يمكن أن يدين الاعتداء على السفارة دون أن يدين أولاً الاعتداء على قداسة الدين الإسلامى ونبيه الكريم "محمد – صلى الله عليه وسلم "، ويبدو أن الأمريكان قد اعتادوا من الإدارة القديمة لمصر أن تدين وتشجب وتستنكر كل ما يمس الذات الأمريكية حتى ولو كانت تلك الإدانة تتعارض مع ثوابت داخلية مصرية، لقد تغيرت مصر الآن، ليس فقط على صعيد الإدارة السياسية والعسكرية ولكن حتى على صعيد رجل الشارع الذى لم يعد حرجاً فى التعبير عن رأيه بكل صراحة ودون خوف، ولا يتورع فى النزول فى مليونيات بالميادين الشهيرة فى القاهرة وغيرها من المحافظات المصرية للتعبير عن رفضه للهيمنة الأمريكية والأوربية التى غالبا لن يأتى من ورائها أى نفع أو فائدة لبلاده، أمريكا تدرك جيداً ومنذ فترة ليست بالقصيرة أن التعامل مع مصر يجب أن يأخذ شكلاً مختلفاً، شكلا جديدا لا يقوم على مبدأ المعونة والضغوط مقابل تنفيذ أوامر الإرادة الأمريكية، وفى نفس الوقت لا تريد أن تستخدم لهجة شديدة ومستفزة مع مصر قد تؤدى فى النهاية إلى القضاء على ما تبقى من بقايا للعلاقات المصرية الأمريكية، ولعل هذا ظهر جلياً عندما قدم أوباما شكره للرئيسين اليمنى والليبى على ما قاما به لحماية السفارة فى بلديهما وتحدث عن مصر بلهجة مختلفة.

أود أن أذكر فى هذا المقام عن عدم قدرة الإدارة الأمريكية على عدم بث الفيلم أو إنتاجه متذرعة بالقانون وحرية التعبير، أتساءل ماذا لو كان هذا الفيلم يشكك فى صحة محرقة اليهود المزعومة، هل كانت أمريكا ستترك الفيلم يتم إنتاجه وبثه؟، وهل كانت شركة "جوجل" الألأمريكية ستدع مقاطع الفيلم على موقعها "يوتيوب" أم كانت ستحجبه عن إسرائيل فحسب وتترك باقى الدول تشاهده ؟، فى ظنى أنه لو حصل أمر كهذا فإن أمريكا ودول الغرب بأسره كانوا سينددون بصناع الفيلم ويطالبون بمحاسبتهم وعقابهم حتى ولو كانوا على أرض دولة لا تجرم التشكيك فى صحة محرقة اليهود، إذن أمريكا والتى تعد "صانعة الكراهية الأولى" فى العالم تجنى أولى ثمار نشرها للفتنة بين الأديان وتدخلها المفرط فى شئون الغير، بل وتدنيسها لمعتقدات ورموز الآخرين تحت مسميات مزيفة مثل : الحرية و الإبداع وعدم التضييق.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة