مرض الزهايمر وتحديات المستقبل

الثلاثاء، 18 سبتمبر 2012 09:35 ص
مرض الزهايمر وتحديات المستقبل صورة أرسيفية
(CNN)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم تمض ست سنوات على تشخيص آن جونسون مريضة بالخرف (الزهايمر) حتى انتقلت للعيش فى أحد بيوت المسنين فى مانشستر.

قد يبدو الأمر عاديا عند هذا الحد، غير أن الاستثناء يكمن فى الإشارة إلى أنها كانت فى الثانية والخمسين من عمرها عندما شخصت حالتها.

وبوصفها ممرضة ومحاضرة سابقة لدى جامعة مانشستر، لم يكن المرض غريبا عليها، حيث سبق وشاهدت معاناة والدها من مرض الزهايمر لسنوات قبل وفاته، فكان من السهل عليها التعرف على أعراض المرض بنفسها.

قالت آن "دق ناقوس الخطر، بدأت أنسى الكلمات، أصبحت ذاكرتى ضعيفة بالنسبة للأحداث القريبة، أصبحت أنسى ما اعتزم عمله، وواجهتنى صعوبة فى العمل أيضا، وأصبحت عاجزة عن الكلام فى الفصل."

وانقطعت آن التى تبلغ من العمر حاليا 58 عاما عن عملها كمحاضرة بعد وقت قصير من تشخيص حالتها، وأصبحت أشياء بسيطة كحساب النقود ومعرفة التوقيت والذهاب إلى المحال تحديات تواجهنى.

وقالت "آن أننى منفتحة بشأن الأمر ولم أمانع أبدا فى الحديث عنه، إذا اشتريت تذكرة قطار أقول لحاجز التذاكر (تحدث ببطء من فضلك حتى استطيع أن أفهمك)"، وأضافت آن المشكلة هى إنك "لا تستطيع أن ترى ما أعانيه من مشكلات، لذا فمن الصعب على الناس تفهم الأمر."

أصبحت آن مرهفة الإحساس تجاه إرشاد الناس إلى كيفية التعامل مع مرض الخرف.

فمنذ تشخيص حالتها المرضية سافرت آن فى شتى أرجاء البلد وأجريت أحاديثا مع اختصاصيين فى الصحة إلى جانب المصابين بالخرف.

كما ساعدت فى إطلاق حملة توعية بشأن مرض الخرف تابعة لوزارة الصحة البريطانية، فضلا عن أحاديثها فى المؤتمرات الدولية فى لندن ودبلن ولقاء رئيس الوزراء وعددا من المشاهير.

وتقديرا لحرصها الشديد على تناول القضية حصلت آن مؤخرا على درجة الدكتوراه الفخرية من جامعة بولتون لجهودها فى الحملة الدءوبة التى نظمتها من أجل المرضى الذين يعانون من الخرف.

وقالت "من المهم أن يعرف الناس ما هو مرض الخرف، لأن المريض به يختلف عن الآخرين، أسعى لتوعية الناس حتى لا يخافون منه، لذلك أحبونا".

ويسعى العلماء إلى معرفة سبب إصابة ما يزيد على 20 ألف شخص فى بريطانيا بالزهايمر قبل بلوغهم سن الخامسة والستين، حيث ثمة اعتقاد فى وجود صلة تربط بين بعض الجينات الوراثية وزيادة خطر الإصابة بالمرض، لكن إثبات هذا الاستنتاج يحتاج إلى إجراء المزيد من الأبحاث العلمية.

حقائق عن مرض الزهايمر
* 5% يصابون بمرض الزهايمر دون سن الخامسة والستين، ويمكن أن تظهر بدايات الإصابة فى سن الأربعينيات أو الخمسينيات أو الستينيات.

* أعراض الإصابة تتضمن مشكلات فى الذاكرة أو مشكلات فى الرؤية أو اختلاط الأمور أو التوهان فضلا عن حدوث تغيرات فى الشخصية.

* أسباب ظهور بدايات الإصابة ترجع على أرجح التقديرات إلى مزيج من (العوامل) تتألف من السن وأسلوب الحياة والبيئة وعوامل وراثية.

* مازال الخبراء غير قادرين على تحديد أسباب سرعة ظهور بدايات الإصابة فى سن مبكرة مقارنة بالأشكال الأخرى للمرض، لكنهم أكدوا على أهمية تشخيص المرض مبكرا.
* العلاجات بالعقاقير أو بدون عقاقير تساعد فى تخفيف حدة الأعراض، لذا من المفيد الجمع بين العلاج واستشارة الطبيب.

يقول نك فوكس، أستاذ الأمراض العصبية لدى مركز أبحاث مرض الخرف بكلية لندن الجامعية، أن الأبحاث التى تتناول معرفة أسباب ظهور بدايات الإصابة بالزهايمر بالغة الأهمية، لأن فهم أسباب إصابة أناس فى العشرينيات أو الثلاثينيات قبل آخرين قد يتيح لنا معرفة الأسباب وطرق العلاج.

ويضيف فوكس أن المرضى من صغار السن تظهر عليهم تغيرات غير عادية مقارنة بالآخرين، مؤكدا على أن الأمر لا يتعلق بالذاكرة فحسب، "بل يصيب وظائف الإدراك البصرية، حيث يجد المريض صعوبة فى إدراك الحيز المحيط به، فعلى سبيل المثال قد نجده يواصل النظر فى المرآة الجانبية لسيارته على الرغم من عدم وجود أى اعتلال فى الرؤية."

وتشير الأبحاث إلى أن الجزء الخلفى للمخ هو الجزء الذى يعانى الإصابة، فى حين يعد الجزء الأشد حساسية للذاكرة هو (الحُصين) الذى يقع فى منتصف الدماغ.

وعن أسباب حدوث ذلك يقول الخبراء، إن البروتينات تبدأ فى التجمع فى هذه الأجزاء بالدماغ على نحو يحد من أداء وظيفة الأعصاب وبالتالى تموت.
"تبعات مفزعة"

عندما تحدث الإصابة بالزهايمر فى سن صغيرة نسبيا تصبح الإصابة أكثر قسوة لأنها تصيب أناس أصحاء يعملون فى وظائف وربما يعولون أطفالا صغار.

ويقول فوكس، إن مرض الزهايمر "يحمل تبعات مفزعة فى أى وقت، غير أن المرضى فى سن الخمسينيات والستينيات تكون لديهم مشكلات إضافية".

مضيفا أن المرضى قد يعانون "مشكلات فى العمل إذا لم تكن لديهم معرفة بالإصابة، وربما يواجهون عثرات مالية ودوما يتطلعون إلى التقاعد فى ذلك الوقت."

يواجه تشخيص المرض صعوبات، ودوما يخبر الأطباء أولئك الذين ظهرت عليهم بدايات الإصابة بأنهم يعانون من الاكتئاب أو الضغط العصبى، لكن عندما يجرى تشخيص الإصابة فى النهاية بالزهايمر، قد يكون الأمر واضحا للمريض وأسرته.

وعلى الرغم من كون آن تتناول العقاقير الدوائية لكبح تطور المرض، فهى تعرف تمام المعرفة إنها لا تستطيع أن تعيد عقارب الساعة إلى الوراء، وتقول "لا أفكر فى المستقبل، أنه أمر مفزع، شاهدت والدى يفقد كل قدراته، لذا أعيش أيامى، واكتب قائمة بالأشياء التى أرغب فى إنجازها."

وتشعر آن حاليا براحة فى المكان الذى تعيش فيه وكذا حياتها، وعندما تسافر من أجل الحديث عن مرض الخرف ترافقها دوما صديقة لها، كما أنها تعد أيضا من المحظوظات لكونها تعيش وسط أناس يحيطونها برعاية وأصدقاء يحبونها ومكان آمن تعيش فيه.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة