عجيب أمر حكام العرب من قضية الفيلم المسىء للرسول عليه الصلاة والسلام، ففى الوقت الذى تثور فيه كل الشعوب العربية وتشتاط غضبا على دينها وعلى نبيها، لا نجد للحكام العرب الذين يعدون الرموز و"القدوة" لشعوبهم إلا الظهور بصورة مخزية وهزيلة، فردود الأفعال من جانب هؤلاء الحكام لم ترتق إلى مستوى طموحات الشعوب، فقد أصيب الحكام العرب والمسلمون بالخرس ولم ينطقوا بمواقف قوية ورادعة ضد الإدارة الأمريكية، وكان أبلغ رد منتظر على هؤلاء الفجرة الذين قاموا بإهانة نبينا من خلال مجموعة من أقباط المهجر قاموا بتصويرالفيلم المسىء للرسول عليه السلام على أرضهم وبإحدى ولاياتهم وتدعى "كاليفورنيا"، والذى قام بتمويل الفيلم هو إسرائيلى من أصل أمريكى، وكذلك من قام بالتمثيل والإخراج أيضًا ولانجد من الدولة لعظمى التى لا أدرى من أين جاءت عظمتها، وهى لا تتخذ موقفا رادعا ضد هؤلاء لذين أساءوا للإسلام والمسلمين بإهانة وسب نبى الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم، بحجة الحريات وأن الفيلم يعكس حرية تعبير عن الرأى
أى رأى وأى حرية تتحدثون عنها، منذ متى ويسمى التطاول حرية والسب والإهانة حق فى التعبير، فداك نفسى وأبى وأمى يا رسول لله، وما يزيد الطين بلة أن الإدارة الأمريكية تتنصل من كل هذا وتصف نفسها بأنها بعيدة كل البعد عن هذا الفيلم ولكنها لاتقبل ما جاء به من سب وإهانة للنبى ولم ينتبهوا أن الفيلم فيه حث على الكراهية وازدراء الأديان وإثارة الفتنة، والسؤال ألا يوجد فنون فى الدولة العظمى يعاقب هؤلاء السفلة الذين تطاولوا على الإسلام والمسلمين مع العلم بأنها ليست المرة الأولى التى يسب فيها النبى، ولن تكون الأخيرة مادام حكامنا غافلين، فقد أيقنت الدول الغربية وأمريكا أن الحكام العرب لا يغيرون على دينهم ولا على نبيهم، وللأسف عندما تكون أول هذه الدول هى البلد التى فيها مقام النبى صلى الله عليه وسلم وقبره وصحابته وأهل بيته والكعبة المشرفة والبيت الحرام، والسؤال أين خادم الحرمين الشريفين مما حدث؟ كنت أتوقع أن تكون المملكة وحاكمها أول من يتخذ قرارات رادعة وسريعة ضد الإدارة الأمريكية بوقف ضخ البترول لدول الغرب، التى أساءت للنبى وعلى رأسها أمريكا لردعهم وتأديبهم عن التطاول على الرسول عليه السلام، وأين أمير دولة قطر، الذى يريد أن يكون كبير حكام العرب وأقول لك "الكبير كبير بأفعاله"، فأين موقفكم يا أمير قطر يا كبير وأين موقفك ممن سب نبيك؟
والله إنى أتعجب ومازلت أتعجب من الموقف المخزى لهاتين الدولتين تحديدا السعودية وقطر، فلم نسمع عن أى رد فعل من جانب شعوب هذه الدول أو حكامها ردا على الإساءة للنبى محمد، وهو ما يجعلنا نسأل عن هوية هذه الدول وعن وجود مسلمين فيها من عدمه، وإذا كان هناك مسلمون فلماذا لم يغضبوا للرسول فى مواجهة الانحطاط والسفالات التى ترتكب فى حقه فى أمريكا والغرب، وأين باقى حكام العرب فى كل الدول العربية، وأين موقفهم من إهانة النبى صلى الله عليه وسلم، فلم نسمع وليس تحيزا لأحد سوى الرئيس المصرى د. محمد مرسى، يعلن عن موقفه على الملأ بشجاعة عندما قال إن"النبى خط أحمر" لا ينبغى المساس به وإننا نعادى من يهينه ويسبه وكان هذا تصريحًا فى وقت حرج يقوم فيه بتدعيم علاقاته بدول الغرب وأمريكا، لكنه لم يعبأ بهذا كله بل طلب من السفارة المصرية باتخاذ الإجراءات القانونية ضد المسيئين للرسول فى هذا الفيلم، أعتقد أن الحكام العرب الغافلين لو أدركوا قيمة نبيهم ماكان هذا موقفهم منه، منتهى الخزى والعار موقفكم ياحكام العرب.. فلا نامت أعين الجبناء.
رأفت محمد السيد يكتب: شعوب ثائرة وحكام غافلون
الثلاثاء، 18 سبتمبر 2012 09:22 م
الدكتور محمد مرسى