قال محللون إن إدارة الرئيس باراك أوباما تحصد نتائج إخفاقها فى البرهنة على قيادة قوية فى الشرق الأوسط الذى تهيمن عليه مشاعر معادية لأمريكا، بسبب الحرب فى العراق وأفغانستان.
وتشهد منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وبعض دول آسيا وأوروبا موجة من أعمال العنف بسبب فيلم أمريكى مسىء للإسلام. كما قتل السفير الأمريكى فى ليبيا وثلاثة أمريكيين آخرين فى هجوم على القنصلية الأمريكية فى بنغازى فى 11 سبتمبر.
ويخشى أخصائيون فى شئون المنطقة من تفاقم الأزمة إذا لم يتدخل الرئيس باراك أوباما المنشغل بالاقتراع الرئاسى، بحزم اكبر. وأكد خصمه الجمهورى ميت رومنى أن منطقة الشرق الأوسط بحاجة الى "زعامة أمريكية".
وقال سلمان شيخ مدير مركز بروكينجز الأمريكى للأبحاث فى الدوحة إن "مشاعر انعدام الثقة متأصلة فى العالم العربى الإسلامى والمواقف المعادية لأمريكا كامنة منذ عقود".
وأضاف أن الحرب فى العراق التى شنها الرئيس السابق جورج بوش فى 2003 أضرت كثيرا بالعلاقات بين الولايات المتحدة والعالم العربى، كما أن عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية معطلة منذ عامين.
وذكر شيخ أن محاولة إدارة أوباما إعادة تحريك هذه المفاوضات كانت "ناقصة" و"عهد بها إلى أشخاص غير محنكين". وكان إطلاق حوار مباشر بين إسرائيل والفلسطينيين أولوية لولاية أوباما.
وكانت هذه الغاية تحققت مطلع سبتمبر 2010 ثم فشلت بعد ثلاثة أسابيع مع رفض إسرائيل تمديد قرار تجميد المستوطنات اليهودية فى الضفة الغربية.
وتدعو واشنطن إلى قيام دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل ضمن حدود 1967 بموجب مفاوضات بين الجانبين.
وقال شيخ: "إذا أرادت الولايات المتحدة تغيير الانطباع فى العالم العربى بشأنها، وسيكون ذلك بالطبع على حساب إسرائيل يجب أن تكون أكثر تماسكا فى الملف الإسرائيلى الفلسطينى"، وعلى الأمريكيين أن يستمروا فى دعم الديمقراطية والتنمية فى دول الربيع العربى، على غرار ما قاموا به فى أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية.
وقال براين كاتوليس من مركز التقدم الأمريكى "من الضرورى أن يستمر الالتزام فى ليبيا وفى دول تشهد عملية انتقالية مثل تونس واليمن".
من جهتها قالت دانيال بليكتا من معهد "أمريكان انتربرايز" إن "ما نسميه بـ(التحول الأمريكى من الشرق الأوسط (وأوروبا) إلى آسيا - المحيط الهادئ (يعنى) أن ندير ظهرنا لهذه الدول) ونتركها لقدرها".
وقال كاتوليس إنه على العكس على الولايات المتحدة أن تساعد مصر وليبيا اقتصاديا تحت طائلة انتشار البؤس الاجتماعى والتطرف الدينى.
وقالت الخارجية الأمريكية اليوم الاثنين: إن "أمريكا لا يمكنها أن تدير ظهرها لهذه البلدان. علينا توسيع دعمنا" مشددة على رسالة هيلارى كلينتون التى دعت دول الربيع العربى "إلى عدم استبدال استبداد طاغية بالاستبداد الشعبى". ويقر الأخصائيون بأن هذا التحرك التاريخى لإرساء الديمقراطية فى العالم العربى أتى أيضا بـ"نتائج سلبية كثيرة" مثل "بروز منظمات إسلامية متشددة".
وقال حاييم مالكا من مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية إن "إطاحة الأنظمة الاستبدادية ساهمت فى تحرير قوى عنيفة مناهضة لأمريكا كانت حتى الآن تحت السيطرة".
خبراء يرون أن أوباما يحتاج لفرض زعامته فى الشرق الأوسط
الثلاثاء، 18 سبتمبر 2012 11:44 ص
الرئيس الأمريكى باراك أوباما
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة