(1)
لا يمنع حذرٌ من قدر
ولا يأتى مطرٌ من قطر
فالنفطُ يكره الشجر
النفطُ نقيض الزيتون
والقمح والليمون
مرادف الصحراء والغباء
والحرب والجنون والمجون
مولانا قدَّ قميص الثورة
من قُبل ومن دبر
وظفر بالشواطئ انتصر
فهل تغير فى سمائك
سوى وجه القمر؟
(2)
غدًا على سواحلك الشمالية ترسو اليخوت
والناس فى طوابير الخبز ما زالت تموت
فهل أتى بعد فرعون إلا ثمود ؟
غدًا نبيع الشواطئ بالنقود
والماء والسماء
وسحركِ المشهود والخلود
وأمير النفط الذى تاهت بأجداده الناقة
زهد القمح واستثمر الأناقة
والنفط من باطن الأرض إلى السماء
لا يعرف الفقراء
يشئ الإنسان وينشر الغباء
فعذرا لمن بذلوا الدماء.
(3)
منعنى من حق الكلام فلما سكت
أسقط حقى فى الصمت
رأى الألحان تطربنى
فصب الشمع فى أذنى
سلب قمحى وزيتى وبيتى
ولما جدت خلاصى فى موتى
هتك حرمة الموت
وصعد إلى العرش يستثمر
فى كوب الماء والموت !
(4)
وحين تبسمين
يسقط فى قلبى المطر
وترقص أغصان الشجر
ويولد فى سماء العشق ألف قمر
أتنازل عما تبقى فى حياتى من سنين
وفى دمائى من ورد وياسمين
وعما تبقى فى فؤادى من أغانً ومن حنين
وأراكِ تبسمين.
(5)
نبنى المدن المضيئة ثم نرحل فى الظلام
كطيور بلا أجنحة كخيول بلا أقدام
نترك أجسادنا فى الحجر
عرقنا فى حبات المطر
ونقش أقدامنا على وجه القمر
وأشعارًا تحترق
ننتشى بالأمل لأيام تلوكنا الأوهام
نحيا ولا فرق نعرفه
بين حقيقة وأحلام
ونتناسى أن حكمًا قد صدر من أعوام
علينا بالإعدام !
(6)
ذهب الثوار إلى صناديق الموت
ليعيدوا لنا مصر والحرية
فأخرجت صناديق الاقتراع لسانها
واختارت العبودية
يا ليتهم قبل إسقاط النظام أسقطوا
الجهل والأمية!
