علم "اليوم السابع" من مصدر مطلع فى الخارجية الأمريكية، أن بيان السفارة الأمريكية بالقاهرة الذى أصدرته قبل ساعات من اندلاع موجة غضب عارمة فى القاهرة وكبرى عواصم العالم بسبب الفيلم المسىء لرسول الإسلام "محمد" عليه الصلاة والسلام وقبل مقتل السفير الأمريكى فى ليبيا، كريس ستيفنز، أشعل أزمة كبيرة بين أروقة الخارجية الأمريكية، خاصة أن الإدارة الأمريكية كانت رافضة لنشر هذا البيان، لأن صيغته تحمل بين طياتها لهجة اعتذار و"تعاطف تجاه المهاجمين"، وطالبت واشنطن من السفارة إدخال بعض التعديلات على البيان، لكن السفارة نشرت البيان كما هو، وعندما أرسلت الخارجية بريدا إلكترونيا يقول "هذا البيان ليس جيدا ويحتاج إلى تعديل"، ردت السفارة الأمريكية فى القاهرة "لقد نشرناه للتو".
وقال المصدر الذى رفض ذكر اسمه نظرا لحساسية الأمر، إن لارى شوارتز، كبير موظفى الشئون العامة فى السفارة الأمريكية بالقاهرة، تسبب فى إحراج كبير للرئيس الأمريكى، باراك أوباما وجعله عرضه للانتقادات اللاذعة من جانب خصمه اللدود، المرشح الجمهورى للانتخابات الرئاسية الأمريكية، ميت رومنى، الذى ما لبث أن استغل الأزمة وأخذ ينتقد لهجة البيان الذى أصدرته السفارة واصفا إياه بـ"المشين" لأنه يعد بمثابة اعتذار عن القيم الأمريكية المتعلقة بحرية الرأى والتعبير.
وجاء فى البيان الذى نشره شوارتز رغم عدم وجود السفيرة الأمريكية بالقاهرة، آن باترسون بمصر –لأنها كانت فى عطلتها السنوية بواشنطن_ "تدين سفارة الولايات المتحدة فى القاهرة استمرار محاولات بعض الأفراد المضَللين لإيذاء مشاعر المسلمين الدينية -كما ندين محاولات الإساءة للمؤمنين من جميع الأديان. اليوم فى الذكرى السنوية الحادية عشر للهجمات الإرهابية على الولايات المتحدة يوم 11 سبتمبر 2001، يكرم الشعب الأمريكى مواطنينا الوطنيين والذين يخدمون أمتنا كرد مناسب على أعداء الديمقراطية، إن احترام المعتقدات الدينية هى حجر الزاوية للديمقراطية الأمريكية، نحن نرفض بشدة أفعال من يسيئون استخدام الحق العالمى لحرية التعبير للإساءة للمعتقدات الدينية للآخرين".
وعلى ما يبدو شعر الرئيس أوباما بالغضب الشديد حيال هذا البيان حتى أنه وصفه فى حوار أجراه معه برنامج "60 دقيقة" ذات الصيت الواسع فى الولايات المتحدة أنه "محاولة لتهدئة الوضع، فهو لم يصدر منى، ولم يصدر من وزيرة الخارجية هيلارى كلينتون، وإنما صدر من أناس فى موقع الحدث وأغلب الظن كانوا فى خطر محتمل. وأميل إلى منح هؤلاء المساحة الكافية عندما يكونون فى هذا الموقف، بدلا من أن أشكك فى حكمهم من مكانى فى مكتب الحملة الانتخابية".
ومع ذلك، عكست تصريحات الرئيس الأمريكى غضب واستياء المسئولين فى وزارة الخارجية الأمريكية والبيت الأبيض تجاه هذا البيان، الذى نشر وأرسل إلى وسائل الإعلام والمواقع الاجتماعية مثل "تويتر"، ووصفه بعض المحللين الأمريكيين بأنه يساوى بين العنف وحرية التعبير.
وأثير جدل أكبر عندما أعاد المستخدمون على موقع "تويتر" نشر البيان فى الوقت الذى احتدمت فيه الأزمة أمام السفارات الأمريكية فى مصر وليبيا وعدد من الدول الأخرى، وقتل فيه السفير الأمريكى، فبدا وكأن البيان رد فعل على هذه الهجمات، ولكنه فى حقيقة الأمر كان محاولة لتهدئة الموقف قبل أن يتفاقم ويصل بالفعل إلى العتبة الأمامية للسفارة الأمريكية فى القاهرة.
ويقول جيمس جونيور، فى مدونة "أوت سايد ذا بيلت واى" الأمريكية "أرى أن هذه التصريحات شائنة إذا كانت تعبيرا عن سياسة الحكومة الأمريكية.. وجزء من غضبى هو أن الانطباع السائد كان أن هذا البيان تلا الهجوم على أرض السفارة، إلا أنه كان محاولة يائسة وإن كانت مضللة للحيلولة دون وقوع هذا الهجوم".
ومضى يقول "ورغم أنى أروج لفكرة أن المواطنين الأمريكيين ينبغى عليهم أن يضيقوا الخناق على كلامهم حتى لا يثيروا غضب المتشددين حول العالم، إلا أننى أوافق الرئيس أوباما هنا فى أن الموظف المسئول عن هذا البيان ينبغى أن يراجع القانون وأن يوضع تحت المراقبة لفترة قبل أن يسمح له بإصدار بيانات باسم الحكومة مجددا. ولكن الظروف المحيطة به بالفعل تغفر له".
وقال موقع "دبلوبدينت" الأمريكى والمعنى بالسياسة الأمريكية إن شوارتز أكد أنه قبل إصدار البيان لم يكن هناك سوى مسئول واحد أعلى منه وهو مارك سيفرز، وكان المسئول عن شؤون السفارة هذا اليوم. ونقل عن أحد المسئولين الأمريكيين فى الإدارة الأمريكية قوله "المسئولون هنا سواء فى الخارجية أو البيت الأبيض لم يكونوا مسرورين بنشر هذا البيان، بل ولم يفهموه، وأعتقد أن الإشارة إلى أحداث 11 سبتمبر لم تكن موفقة، ونحن لا نحبذ هذه اللهجة التى ظهرت فى "استمرار الجهود من قبل أفراد مضللين لإيذاء المشاعر الدينية للمسلمين".
ونقل الموقع الأمريكى عن خبراء قولهم، إن البيان لم يكن اعتذارا وذلك لأنه لم يتضمن كلمة "اعتذار" أو "نحن متأسفون"، كما أنه أدان أفعال طرف ثالث ولم يعتذر عن الحق فى حرية التعبير.
"اليوم السابع" يكشف سر بيان السفارة الأمريكية الذى أحرج أوباما.. واشنطن طلبت تعديل بيان الاعتذار عن الفيلم المسىء.. والسفارة ردت عليها: لقد نشرناه للتو
الثلاثاء، 18 سبتمبر 2012 11:48 ص
السفير الأمريكى فى ليبيا كريس ستيفنز
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد نشأت محمد عبد الله
ام ريكا
عدد الردود 0
بواسطة:
mesh.mesh
رونى
رونى بيفكرنى بواحد خمنا
عدد الردود 0
بواسطة:
مواطن سيناوى
يناهار اسود ومهبب
عدد الردود 0
بواسطة:
عبدالحميد
لصاحب التعليق رقم 3
بصراحة مصر مش هتتقدم طول ما فيها امثالك
عدد الردود 0
بواسطة:
علاء الدبن
أاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااه
طب وبعدين
عدد الردود 0
بواسطة:
medhat
الصريح
عدد الردود 0
بواسطة:
ahmed
الى التعليق رقم 4
عدد الردود 0
بواسطة:
مواطن سيناوى
ياصاحب التعليق رقم ( 4 )