واجهت بورصة مصر موجة من عمليات البيع على الأسهم بغرض جنى الأرباح خلال جلسة، اليوم الثلاثاء، بعدما أدى تلهف المتعاملين على شراء الأسهم تحت اغراء أسعارها الرخيصة إلى قفزة كبيرة للسوق خلال الأسابيع الماضية.
ووجدت الأسهم دعما قويا فى مساعى الحكومة المصرية لجذب استثمارات جديدة للبلاد المنهكة اقتصاديا منذ الانتفاضة التى أجبرت الرئيس المصرى السابق على التخلى عن الحكم فى مطلع 2011.
وقال إبراهيم النمر رئيس قسم التحليل الفنى بشركة نعيم للوساطة فى الأوراق المالية: "نشهد اليوم موجة جنى أرباح طبيعية بعد الارتفاعات الأخيرة، لا أتوقع أن تكون (هناك عمليات جنى أرباح) بشكل موسع".
وبعد أن فتحت على هبوط نحو 1.5 % قلصت البورصة خسائرها وبلغ تراجع المؤشر الرئيسى 0.66 % والمؤشر الثانوى 0.79 %.
وارتفعت بورصة مصر بنسبة أكبر من 60 % منذ بداية العام مسجلة أكبر مكاسب منذ عام 2005 بعد أن تراجعت أكثر من 49 % خلال 2011.
وزادت القيمة السوقية للأسهم المتداولة نحو 110.69 مليار جنيه (18.21 مليار دولار) منذ بداية العام الحالى وحتى جلسة اليوم بعد أن فقدت نحو 194 مليار جنيه خلال عام 2011.
وقال هشام توفيق رئيس مجلس إدارة شركة عربية اون لاين لتداول الأوراق المالية: "قد يكون السوق مبالغا فى التفاؤل كما كان مبالغا فى التشاؤم من قبل. أنا سعيد بالارتفاع لكن غير مرتاح له."
لكن نادر إبراهيم عضو مجلس إدارة شركة آرشر للاستشارات يرى أن المتعاملين فى السوق يشترون للمستقبل. وقال "هناك تفاؤل. الجميع يريد تعويض الخسائر وتحقيق مكاسب".
وأردف "سعى الحكومة لجذب استثمارات ومحادثات قرض صندوق النقد واندماج هيرميس مع كيو انفست القطرية ومحاولة بنك قطر الوطنى شراء أسهم بنك الأهلى سوسيتيه كلها عوامل إيجابية تدعم السوق."
وأبلغ رئيس الوزراء المصرى هشام قنديل مستثمرين أجانب أمس الاثنين إنه يعد لإجراءات سريعة لجعل مصر أكثر جاذبية وإعادة الاقتصاد لمساره بعد أكثر من عام ونصف من الاضطرابات السياسية.
وطلب مصر فى بداية سبتمبر أيلول الجارى قرضا من صندوق النقد الدولى بقيمة 4.8 مليار دولار.
ووافق مساهمو هيرميس المصرية الأحد الماضى على الدخول فى شراكة إستراتيجية مع كيو انفست القطرية، كما يسعى بنك قطر الوطنى للاستحواذ على أكثر من 75 بالمئة من أسهم البنك الأهلى سوسيتيه جنرال مصر.
وقال توفيق "وجود رئيس فى الحكم وإقصاء المجلس العسكرى من أهم أسباب صعود السوق الفترة الماضية بجانب الحديث عن جذب استثمارات أجنبية بأرقام كبيرة".
وعزز الرئيس المصرى محمد مرسى سلطته على الجيش بعد إن أقال كبار القادة وشكل حكومة معظمها من التكنوقراط تبذل جهودا مضنية للحصول على مساعدات أجنبية لدعم الاقتصاد.
وسعت الحكومة المصرية على مدى الأسابيع القليلة الماضية لإغراء المستثمرين والحصول على مساعدة حكومات أجنبية لدعم الاقتصاد الذى نما اثنين بالمائة فحسب منذ الانتفاضة الشعبية العام الماضى، وحصلت مصر حتى الآن على وعود بمليارات الدولارات.
وقال توفيق لرويترز "السوق يسبق دائما الاقتصاد الحقيقى. السوق افترض أن هناك استثمارات قادمة. إذا لم تأت سنتراجع مرة أخرى".
وصعدت بورصة مصر لخمسة أسابيع متتالية بدون تراجع أسبوعى وسط ارتفاع ملحوظ فى قيم التداولات.
ويرى النمر أن السوق "كون قاعا أعلى من قاع وقمة أعلى من قمة بجانب أحجام تداولات مرتفعة، مما يؤكد الاتجاه الصاعد للسوق على المدى المتوسط"، وأضاف "قد نستهدف مستويات 6500-7000 نقطة بنهاية 2012".
ويؤكد عبد الرحمن لبيب رئيس مجلس إدارة شركة ستاليون انفستمنت الأجواء التفاؤلية فى السوق قائلا: "هناك سيولة جديدة بالسوق وأحجام تداول مرتفعة وتخطى المؤشر الرئيسى لمستويات 5400-5600 نقطة. سنواصل الصعود. قد نصل إلى 7000-7200 نقطة بنهاية العام".
وكان لأسهم القطاع العقارى الحظ الأوفر من الصعود منذ بداية العام بعد سعى الحكومة المصرية إلى تسوية نزاعات على أسعار أراضى وقضايا أخرى مع نحو 20 مستثمرا أجنبيا ومحليا فى محاولة لتجنب عملية تحكيم مكلفة ولبناء الثقة فى مصر.
وقفزت أسهم سوديك 227 % منذ بداية 2012 وحتى جلسة اليوم كما ارتفعت أسهم بالم هيلز 191 % وطلعت مصطفى 80 %.
لكن إبراهيم من آرشر للاستشارات قال محذرا "لابد أن يتخوف المستثمر من ارتفاع السوق الكبير. قد يكون غير حقيقى وننزل من جديد. لابد ألا ننسى أيضا أن الوضع الاقتصادى مازال سيئ".
وخلال 12 شهرا حتى نهاية يونيو حزيران اقترضت مصر نحو 12 مليار دولار أو حوالى 4.5 بالمائة من الناتج المحلى الإجمالى مباشرة من البنك المركزى فى إجراء غير معتاد يشير إلى نفاد خياراتها لتمويل عجز الميزانية، وتحتاج مصر الأموال بشدة لسد عجز مزدوج فى الميزانية وميزان المدفوعات.
وقال أحمد أبو السعد العضو المنتدب لشركة رسملة لإدارة صناديق الاستثمار "لا ننكر إن انخفاض المخاطر السياسية فى ظل وجود رئيس وحكومة وكذلك انخفاض عوائد أذون وسندات الخزانة من أهم أسباب صعود السوق."
وهبطت عائدات سندات الخزانة المصرية بشكل حاد من مستويات تاريخية مرتفعة منذ يونيو.
وأضاف أبو السعد إن السوق يعبر دائما عن المستقبل وأنه فى حالة عدم تحقق تصريحات رئيس الوزراء حول الاستثمارات القادمة لمصر سيكون ذلك سيئا جدا للسوق.
وقال قنديل للمستثمرين أجانب أمس إن الحكومة الجديدة تلقت وعودا بقيمة 150 مليار دولار مضيفا "لو استطعنا الحصول على خمسة أو سبعة بالمائة من ذلك هذا العام فأعتقد أنه سيمكننا أن نصنع فارقا كبيرا فى هذه الدولة."
الأسهم المصرية تدخل موجة جنى أرباح بعد مكاسب هائلة
الثلاثاء، 18 سبتمبر 2012 04:15 م
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة