قبل أن أكتب ما أراه خير وسيلة لنصرة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أوضح حالى الذى أنا عليه وقت الكتابة، فلقد كان قدرى وأنا من المؤمنين بالفطرة ومن عشاق رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أن أرى المقطع المذاع من الفيلم المسىء لخير خلق الله، وآلمنى ما شهدته شر ألم، فالذى يمسه منا كلمة تنال من الصورة المثالية لأبيه أو أمه يثور ثورة عارمة، فما بالنا برسول الله الذى نفتديه بآبائنا وأمهاتنا! ولهذا فأنا أوجه النصح للجميع أن يجنبوا أبناءهم رؤية هذه المشاهد المفزعة لرسول الله، صلى الله عليه وسلم، بل نتجنبها جميعاً حتى لا نقع فى قدر مؤلم كما وقعت فيه أنا ربما بحكم عملى، ولكنى فى النهاية أتمنى لو أنى لم أشاهد هذا العمل البغيض المستفز عن عمد، ومن الوصف الأخير للعمل "المستفز عن عمد" أنتقل لأصل الموضوع.
علمنا التاريخ وخاصة تاريخ خاتم الأنبياء حقيقتين.. الأولى: إيمانية وهى الصبر على البلاء، والثانية: عقلانية وهى ربط الموقف بالإمكانيات والتوقيت السليم، فلا يفرض أحد علينا معركة فى غير توقيتها ولا غير مناسبتها.. وفى هذا استعان رسولنا الكريم بفضيلة الصبر على البلاء.
فى عام مولد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، اقتحم أبرهة الكعبة بأفياله وأوى عبد المطلب جد الرسول وزعيم قريش بقومه وإبلهم إلى جبل يعصمهم من جيوش أبرهة وأفياله، وتركوا الكعبة بلا حراسة، وعندما أبدى أبرهة اندهاشه أمام عبد المطلب لتركه الكعبة دون دفاع، خاصة وهو يعلم مدى قدسيتها لدى قريش، قال عبد المطلب قولته المشهورة "للبيت رب يحميه"، ولم يكن عبد المطلب جباناً أو جاحداً بقدسية البيت، ولكنه كان فى موضع القيادة والمسئولية من قبيلته وأمته التى أراد أن ينجو بها ويحميها من الفناء على يد جنود أبرهة، لتستمر فى الوجود وليخرج منها خير البشر برسالته الإلهية.
وفى مكة عندما كان "عقبة بن أبى معيط يتربص بالنبى، صلى الله عليه وسلم، لإيذائه، ويلقى بسلا الجزور "مخلفات ذبح الإبل" على رأسه، كان رسولنا الحكيم يعتصم بالصبر على البلاء، حتى لا يلقى بأتباعه فى مواجهة بدون استعداد وفى غير مناسبتها، الرسول الكريم لم ينفعل للأذى الذى أصابه ولكنه انفعل وثار فى المدينة بعد ذلك بسنوات لما أصاب امرأة مسلمة من أذى على يد البعض من يهود بنى قينقاع، وانتهت ثورته بغزوهم وطردهم من المدينة، والفرق بين الموقفين هو العقل والحكمة واختيار التوقيت المناسب لا الوقوع تحت وطأة الانفعال غير العاقل، رسول الله ركز فى دعوته وفى تقوية الأمة حتى أصبحت بقوتها فى حماية طبيعية من الأذى ومن كيد الكائدين، فالهوان على الناس فى الضعف والحماقة.
وبعد وفاة الرسول، صلى الله عليه وسلم، ووصول الخلافة، بعد أبى بكر وعمر، إلى عثمان بن عفان، قُتل عثمان وصارت فتنة بين معاوية بن أبى سفيان بأغراضه المتداخلة وعنفه وانفعاله وبين على بن أبى طالب بحكمته وإحساسه بالمسئولية عن الأمة الإسلامية، فقد كان معاوية يريد التحقيق فى مقتل عثمان والثأر له، وكان "على" يرى إرجاء هذا فى وقت الفتنة تتصاعد فيه وتهدد الأمة، ولم يكن على جباناً أو ضعيفاً أو جاحداً لعثمان، بل كان قائد أمة يستشعر الخطر المحيط بها ويتخذ من السياسات والمواقف ما يمكنه من الخروج بها من مخاطر الفتنة والتشتت.
منذ أعوام ليست ببعيدة شهدت المنطقة العربية صعودا وموجة تحرر من الاستعمار الذى ظل راسخاً على أنفاس أبنائها أعوامًا طويلة.. وفى هذه الفترة تنامت فيها قوة العرب وانتعش اقتصادهم واعتزازهم بأنفسهم وبأوطانهم واستقلالهم وابتعادهم عن التبعية لأى من الدول الاستعمارية الغربية فى أى مجال، اقتصادياً كان أو ثقافياً، أو غير ذلك.. فى هذه المرحلة لم يكن أى من رعايا دول الغرب ليجرؤ على الاستهانة بمقدسات العرب أو دياناتهم أو معتقداتهم.. ببساطة كنا أقوياء ومستقلين، والاستفزاز المتعمد له غرض وهو ضمان عدم تركيزنا فى سبل العودة لما كنا عليه من قوة واستقلال، وببساطة أكثر أقول: هواننا على العالم يبدأ من هواننا على أنفسنا.. لعلى أكون قد أوضحت.
نصرة الرسول بنهج الرسول.. لبيك رسول الله.. فداك أبى وأمى رسول الله حقاً ولا خلاف ولكن كيف؟.. وببساطة أقول: هواننا على العالم يبدأ من هواننا على أنفسنا
الإثنين، 17 سبتمبر 2012 10:12 م
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
مسلم
صلى الله عليك ياعلم الهدى
جزاك الله خيرا اصبت الهدف
عدد الردود 0
بواسطة:
Barhoomys
المصيبة الكبرى ...
عدد الردود 0
بواسطة:
hanafy makram
ولنا فى رسول الله الأسوة الحسنة فى مجابهة المكاره
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرى أمريكى
ماذا لو عاد رسول الله ؟
عدد الردود 0
بواسطة:
حلمي زايد اغا
ليتنا نتعلم
عدد الردود 0
بواسطة:
عطاف الخطيب
احياء سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم