محمد عبد السميع عامر مراد يكتب: المفاصل الرخوة

مفاصل الدولة - لفظ جديد أضيف إلى قاموس المصطلحات السياسية بعد الثورة.. ونتيجة للانفلات الأمنى، وقبله الانفلات الأخلاقى أصبحت ما يطلق عليها (الدولة العميقة) مستباحة.. ممَّن يدَّعون أنهم ثوريون وديمقراطيون.. ومظلومون.. والزمن ضن وبخل عليهم بالمناصب وبالمال.. ويطالبون بالإنصاف من خلال الوقفات الاحتجاجية.. التى غالبًا ما تؤتى ثمارها سريعًا.. رغم خطورة مردودها الاقتصادى.

ولا أعيب عليهم.. ولكن أعيب على من استجاب لهم.. خوفًا واتقاءً لشر ما قد يحدث!!

وآخر تلك الوقفات كان إضراب أطقم الضيافة الجوية فى الشركة الوطنية.. وهو يعتبر بداية وفتحًا جديدًا لاستمرار كل فئات الشعب فى أن تحذو حذوهم.. وتقوم بإيقاف العمل فى جميع مفاصل الدولة حتى يحصلوا على ما يدَّعون أنها حقوق لهم منسية.. والقانون وتطبيقه فى إجازة... وخاصة مع كل من يقف وقفة احتجاجية.. كأن تلك الوقفة الاحتجاجية هى كلمة السر.. لتوقف العمل والحصول على مميزات كانوا يتمنونها.

الخوف أصبح السمة الغالبة للسادة رؤساء مجالس إدارات الشركات وللوزراء.. ولِمَ لا..؟ وهناك ديوان المظالم مفتوح لكل مواطن يقول ويدَّعى ويصدِّق ما يدعيه من حقوق ضائعة، الخوف من غضب العمال والموظفين والخوف من السؤال عن طبيعة وحقيقة إدارة العمل فى كل مؤسسة وشركة.

كلنا نعرف كيف تدار الشركات الأجنبية فى مصر وفى الخارج.. ونعرف حدود كل موظف وحقوقه.. قبل أن يلتحق بالعمل.. أما المؤسسات المصرية فمازالت تحت الاختبار.. ولم تصل بعد إلى درجة الاكتمال.. القوانين وتعديلاتها فى إجازة؛ لغياب مجلس الشعب.. ولا يوجد قانون يحمى استمرارية العمل.. الكلام لا ينتهى.. فكل مواطن له رأى وله نظرة فى القوانين وفى العمل.. تلك هى المفاصل الرخوة فى مصر.