على الرغم من الاشتباكات العنيفة التى شهدتها شمال سيناء اليوم بين قوات الجيش والشرطة من جانب والعناصر المسلحة من جانب آخر إلا أن الأهالى ينتظرون الإعلان عن القبض على عدد من المتورطين فى الهجوم على الجنود فى رفح الشهر الماضى، حيث تم ضبط 10 مشتبهين، جارى التحقيق معهم.
عودة الجيش إلى استئناف العمليات فى سيناء جاء إثر ضغوط دولية كبيرة على مصر من القيادة العامة للقوات متعددة الجنسيات قرابة 12 دولة لها جنود وضباط فى سيناء.
قال مصدر مطلع إن ضابط الاتصال فى القوات الدولية أخطر ضابط الاتصال المصرى بأهمية وسرعة التحرك لإنقاذ القوات الدولة، كما تم إخطار القيادة العامة للقوات التابعة للأمم المتحدة بالموقف، وحسب المصدر، فإن الجيش المصرى يتحمل الجزء الأكبر فى الهجوم الذى تعرضت له القوات الدولية جراء عدم توفير الحماية الكاملة، وبالتالى استغلت جماعة التوحيد والجهاد تراجع العمليات وشنت هجوما عنيفا على القوات الدولية أسفر عن إصابة 3 جنود من كولومبيا وإحراق عدة عربات وسيارة إطفاء والاستيلاء على أجهزة لاسلكى وأسلحة من مقر القوات، وتم رفع علم الجهاد فوق مقر القوات وتكرار نداء "خيبر خيبر يا يهود جيش محمد سوف يعود" وذلك منذ يومين.
إثر الانتقادات الحادة لمصر من قيادة القوات برئاسة الجنرال ديفيد ساترفيلد وفق الإخطار الوارد له من الجنرال جيمس وارن وايتننج قائد القوات فى سيناء حول الهجوم العنيف الذى تعرض له المعسكر وما لحق به من أضرار كبيرة خلال الاحتجاجات من قبل المسلحين جراء الفيلم الأمريكى المسىء "للنبى صلى الله عليه وسلم" أصدر وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسى تعليمات لقائد الجيش الثانى الميدانى اللواء أحمد وصفى لتنفيذ عملية مداهمة سريعة لضبط عناصر متورطة فى مهاجمة مقر القوات بالجورة فى ظل وصول معلومات وصور من القوات الدولية للمخابرات الحربية المصرية حسب بروتوكول التعاون بين القوات ومصر وإسرائيل حول هوية المتورطين فى الهجوم.
انطلقت القوات قرابة 12 مدرعة بخلاف ناقلات الجنود إلى مناطق جنوب الشيخ زويد فجر اليوم بالقرب من قرى الجورة والمقاطعة والمهدية وسدرة ووقعت اشتباكات عنيفة وإطلاق قذائف صاروخية بين القوات وبين العناصر المسلحة واستمرت المطاردات لنحو 3 ساعات فى المنطقة أسفرت عن إصابة 3 جنود جراء انقلابها إثر إصابتها بقذيفة صاروخية وإصابة فتاة وسيدة كانتا تسيران قرب مناطق الاشتباك.
خلال عودة القوات شنت العناصر المسلحة هجوما عنيفا على قوات حفظ السلام، إلا إن قوات الجيش صدت الهجوم بقوة وأصيب 7 جنود بالنار وأصيبت 3 آليات عسكرية، كما حاول المسلحون استهداف الطائرة الهليكوبتر بقذيفة صاروخية أدت إلى تعطلها عن العمل دون إصابتها إصابة مباشرة حسب شهود عيان إلا أن الأمن ينفى الأمر جملة وتفصيلا ويشيرا إلى أن كل ما يقال عن إصابة مدرعات أو طائرة مجرد شائعات فقط.
هدأت الأوضاع فى الشيخ زويد بعد عودة قوات الجيش إلى قسم الشرطة بعد اشتباكات ومطاردات للعناصر المسلحة المتورطة فى مهاجمة القوات الدولية متعددة الجنسيات لحفظ السلام بشمال سيناء منذ يومين.
كانت اشتباكات عنيفة بين القوات المدعومة بـ 12 مدرعة وطائرة مروحية فى قرى المقاطعة وسدرة والمهدية والجورة اندلعت صباح اليوم، وذكر شهود عيان أن صوت الانفجارات الناجم عن الاشتباك سمع على مسافة تصل مسافة تصل إلى 10 كيلو مترات.
وأضافوا إن 3 سيارات دفع رباعى منصوب عليها مدافع رشاشة وجرونوف لاحقوا الحملة أثناء تمشيطها للمناطق.
وأضافت المصادر أن العناصر المسلحة فى سيناء لمحاولة تخفيف الضغط على الشيخ زويد هاجمت بضراوة مديرية أمن شمال سيناء ومحكمة العريش، حيث قال مصدر أمنى إن مديرية أمن شمال سيناء طالبت بتعزيزات جوية عاجلة للتصدى للمسلحين الذين يمطرون مديرية الأمن ومحكمة العريش بالرصاص والقذائف الصاروخية من طرز "أر بى جيه".
وبحسب مصادر مطلعة وشهود عيان فإن عشرات المسلحين الملثمين أمطروا قوات الأمن بالرصاص مستخدمين سيارات دفع رباعى كروز ومدافع جرونوف فى الوقت الذى تتصدى لهم أجهزة الأمن بالرد عليهم وتواصل تمركزها داخل المديرية فيما خلت الشوارع من المارة تماما.
قوات مشتركة من الجيش والشرطة تبادل العناصر المسلحة إطلاق النار فى انتظار وصول تعزيزات جوية أو تعزيزات من الكتيبة 101 التابعة للجيش الثانى الميدانى بالعريش وسط حالة غليان فى الشارع من ضعف أداء قوات الأمن وعدم قدرتها على التصدى للعناصر المسلحة والقضاء عليها.
وأكد شهود العيان أن مسلحين تسلقوا أسطح عدد من عمارات مساكن الرائد العربى المواجهة لمديرية الأمن بمنطقة ضاحية السلام بالعريش لإطلاق النار على مقر مديرية الأمن ولاذوا بالفرار إلى خارج المدينة بسيارات ودراجات نارية، حيث سادت منطقة ضاحية السلام ومقر مديرية الأمن ومحكمة شمال سيناء حالة من الهدوء وجارى حصر التلفيات.
قالت مصادر مطلعة بشمال سيناء، إن هناك غضبا فى مديرية الأمن بقيادة اللواء أحمد بكر جراء عدم تعاون الجيش معها بصورة فعالة وتأخر وصول التعزيزات للمديرية خلال الهجوم عليها اليوم علاوة على بطء التحرك خلال التنسيق المشترك، مما أدى إلى هروب عناصر خارجة على القانون بسيناء الفترة الماضية.
أضافت المصادر أن اللواء أحمد بكر أخطر وزير الداخلية اللواء أحمد جمال الدين بضعف التنسيق مع الجيش وتأخر وصول تعزيزاته للمديرية علاوة على عدم تنفيذ حملات مداهمات مشتركة الفترة السابقة، مما أدى إلى هروب عناصر خطرة على الأمن المصرى.
فى الوقت نفسه سادت حالة من الغضب أهالى العريش بسبب هروب العناصر وعدم القبض عليها، مطالبين قوات الجيش بتحمل مسئوليتها ومساعدة مديرية الأمن فى الحملات والمداهمات وإغلاق مداخل ومخارج المدينة والاستعانة بقوات مطاردة سريعة لضبط العناصر المسلحة بدلا من الرد عليها فقط.
طالب الأهالى الرئيس محمد مرسى بتنفيذ وعده بالثأر لشهداء رفح وتطهير سيناء من البؤر المسلحة والإجرامية، وهو ما لم يتم حتى الآن، كما طالبوا بتفعيل عمليات الجيش فى سيناء.
كانت جماعة التوحيد والجهاد قد قالت فى بيان لها إن 200 مسلح هاجموا قاعدة قوات حفظ السلام فى سيناء رفعوا رايات القاعدة فى فشل ذريع للعملية نسر التى استهدفت القضاء على التيار الجهادى فى سيناء.
وأضاف البيان المنشور على موقع جماعة الجهاد "اقتحم 200 مسلح قاعدة الجورة - جنوب الشيخ زويد - التى يتمركز بها قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، ووصلت بعد ذلك 11 مدرعة جيش الآن إلى معسكر القوات الدولية بالجورة لحماية المعسكر بعد أن اقتحموا جانبه الجنوبى ورفعوا أعلام السلفية الجهادية فوق المبنى، وأصيب عدة جنود بالرصاص من القوات الكولومبية التابعة لقوات حفظ السلام الدولية فى سيناء".
ودخلت طائرات الاباتشى التابعة للجيش الإسرائيلى سيناء المصرية لنقل جرحى قوات متعددة الجنسيات، وهتف الجهاديون: "خيبر خيبر يا يهود جيش محمد سوف يعود "، ورفعوا أعلام القاعدة السوداء على أبراج المعسكر، وأحرقوا عدة عربات كانت فى المعسكر، وقطعوا طريق الجورة، كما تم الهجوم على كمين الريسة للمرة 36.
تقرير للقوات الدولية بسيناء ينتقد عدم حمايته معسكر الجورة.. حملة أمنية لضبط العناصر المتورطة فى رفع علم الجهاد على مقرMFO.. وهجوم مسلح على مديرية أمن شمال سيناء وإصابة 10 جنود ومدنيين
الإثنين، 17 سبتمبر 2012 03:14 ص