والدة الطالب فارس الذى لقى حتفه إثر لدغة العقرب له داخل فصله بمدرسة بلنصورة التابعة لمركز أبو قرقاص بالمنيا، تلك المدرسة التى طالب المسئولون فيها منذ أكثر من عام بإزالتها، لأنها أصبحت غير صالحة لاستقبال التلاميذ، إلا أن المسئولين لم يستجيبوا لطلبهم لتشهد تلك المدرسة أول مأساة حقيقة، وتفقد أحد تلاميذها فى الساعات الأولى من العام الدراسى الجديد.
أكدت رجاء عطا "35 سنة، ربة منزل" والدة الطفل المتوفى أنها مع بداية العام الدراسى وليلة اليوم الأول قامت بتجهيز ملابس ابنها الجديدة، ونامت تحلم بأول سفير لها فى المدرسة الإعدادية، وجهزت له الإفطار فى الصباح ورحل مع زملائه إلى المدرسة التى لا تبعد عن المنزل سوى أمتار قليلة، إلا أنه أخذ يبحث عن اسمه داخل الفصول ولم يجده وفى طريق عودته إلى المنزل، وعلى أبواب المدرسة طلبوا منه العودة، لأنهم وجدوا اسمه فى الصف الأول بفصل 1/3.
وأضافت الأم: ابنى دخل الفصل وبعد مرور وقت قصير جدا من الحصة الأول، قال للمدرس إن هناك شيئا لدغه، وإن اللدغة شديدة فقام المدرس بخلع بنطاله فإذا بعقرب يسقط على الأرض، فقام ابنى بقتلها إلا أنها كانت قد تركت فيه سمها ينتشر.
وقالت الأم، إن المدرس طلب منه أن يذهب إلى المسئول بالمدرسة حتى يتلقى العلاج وبالفعل أخذه أحد المدرسين وساعتها تم إخبارنا أن ابنى فى حالة تعب شديد، وأسرعت إلى الوحدة الصحية وإذا بالمدرس يعطيه لى ويتركنا، وكان ذلك فى الساعة الثامنة صباحا وكانت الوحدة الصحية مغلقة.
وتابعت: قررنا الرحيل إلا أن أحد الذين يقفون معنا قال، إن الصيدلية فتحت وكانت إحدى العاملات بالوحدة قد حضرت فقمنا بشراء سرنجة من الصيدلية، وأخذ ابنى المصل داخل الوحدة، والممرضة قالت لى إذا شعر ابنكم بإعياء فاذهبوا به إلى المستشفى، وبمجرد وصولنا إلى المنزل حدث قىء شديد وحمى شديدة فإذا بنا نتوجه إلى المستشفى وفى الطريق فارق الحياة.
وأضافت الأم: "ابنى فارس فارق الحياة نتيجة الإهمال وكنت أحلم به حاجه كبيرة جدا حتى ينقذنا من ضيق الرزق الذى نعيش فيه والذى بسببه ترك زوجى المنزل ورحل إلى غربته وحيدا من أجل لقمة العيش.
وأكدت أنها لم تتلق أى اتصالات هاتفية من أى مسئول بالتعليم حتى الآن، مشيرة إلى أن فارس له من الأشقاء 4 هم أحمد ومصطفى وعمر ومحمد جميعهم فى مراحل التعليم، قائلة: ابنى منذ صغره شهم ويشعر بظروفنا فكان يعمل بين الحين والآخر، بينما اتهم عم الطالب المدرسة بالإهمال والتسبب فى وفاة نجل شقيقه.
ومن جانبه، أكد الأب فى اتصال هاتفى من الخارج مع والدته أنه سوف يقاضى الحكومة وأن ابنه سيكون الطريق فى تصحيح مسار التعليم والاهتمام بأبناء الفقراء.
بينما أكد عبد المجيد على حسن، وكيل المدرسة والمشرف على الفترة المسائية بالمدرسة، أن الطالب دخل فصله فى وقت متأخر وكان المدرس يتعرف عليهم وأثناء ذلك وجده يقف مختلا فسأله ماذا بك قال شىء لدغنى وسقط العقرب على الأرض.
وأوضح وكيل المدرسة، أن المدرسة ليس بها زائرة صحية وأن الإخصائى الاجتماعى هو من قام بمرافقة الطالب إلى الوحدة الصحية التى توجد فى مواجهة المدرسة، وقام بإبلاغ الإدارة التعليمية عن الواقعة، مشيرا إلى أن المدرسة نظيفة وقاموا بغسلها قبل الدراسة بيوم واحد.
وأضاف محمود أحمد صفوت، مدرس تربية رياضية، أن لدغة الطالب كانت فى فخذه فهذا قد يشير إلى أن الطالب دخل الفصل بالعقرب.
كان اللواء ممدوح مقلد، مدير أمن المنيا، قد تلقى إخطارا من مأمور مركز أبو قرقاص يفيد بوفاة الطالب فارس أبو النجا محمد "13 سنة" طالب بالصف الأول الإعدادى بمدرسة قرية بلنصورة التابعة لمركز أبو قرقاص نتيجة لدغة عقرب بالفخذ اليمنى أثناء تواجده بالمدرسة، وتحرر عن ذلك المحضر رقم 5237 لسنة 2012.







