يعتقد الكثير من الناس نتيجة الثقافة الجنسية المغلوطة التى نخضع لها أن أى خلل جنسى أو اضطراب جنسى هو معناه أن الإنسان يسعى إلى المثلية ويشعر بميول ناحيتها، وهو أمر نفاه الأطباء، وأكدوا أن هذا تجسيد للتخلف المعرفى جنسيا الذى نعيشه، فنحن لا نستطيع التفريق بين الخلل والمثلية فأى اضطراب جنسى فى نظرنا هو مثلية، فما الرأى الطبى بالتفصيل؟
وعن مدى صحة هذا الاعتقاد يتحدث الدكتور حامد عبد الله أستاذ أمراض الذكورة والعقم، مؤكدا أن الاعتقاد بأن الخلل أو أى اضطراب جنسى هو يساوى فى معناه الميول إلى المثلية هو فكر سائد، ولكنه خطأ شائع جدا، فكثير من الناس يعتقدون ذلك. وهو أمر مناف للحقائق الطبية.
ويؤكد الدكتور حامد أن السبب وراء هذا التفكير والاعتقاد الجمعى الخاطئ تماما هو فى الأصل بسبب التربية الجنسية المغلوطة التى نتلقاها جميعا والانغلاق المشهور به مجتمعنا، وعدم التحدث فى الفروق بين هذا وذاك إلا فى الغرف المغلقة وجلب المعلومات من المصادر الخاطئة.
ويبين الدكتور حامد أن هناك اختلافا وفرقا كبيرا بين المضطرب والمثلى، فالمضطرب ليس مثليا ولا يريد أن يمارس الجنس فى صورته الحالية لديه، بينما المثلى هو مريض مقتنع بهويته الجنسية ولا يذهب إلى الطبيب، لأنه مقتنع برغباته فى نفس نوعه، عكس الذى يعانى من خلل أو اضطراب جنسى.