فى أحداث السفارة الأمريكية.. النيابة تستعجل تقرير الطب الشرعى حول جثتى السفارة.. والنيابة تخلى سبيل فتاتين وحدث غيروا أقوالهم.. وتجديد حبس 76 متهما.. وعدد المحبوسين فى القضية يصل إلى 155 متهماً

أمرت نيابة وسط القاهرة بإشراف المستشار عمرو فوزى، المحامى العام الأول لنيابات وسط القاهرة، باستعجال تقرير الطب الشرعى بشأن الجثتين حصيلة أحداث السفارة الأمريكية، لبيان سبب الوفاة، ومعرفة الأداة المستخدمة فى الجريمة، وتحديد مكان ووقت الوفاة، وتفريغ الفيديوهات والصور التى تم التقاطها للتعرف على المتهمين.

وشهدت التحقيقات مع المتهمين فى أحداث السفارة الأمريكية وميدان التحرير العديد من المفاجآت فى أقوال المتهمين أمام النيابة التى وجهت لهم ارتكاب جرائم التجمهر والترويع واستخدام العنف ومقاومة السلطات، وإتلاف الممتلكات العامة والخاصة، وحيازة أدوات مما تستخدم فى الاعتداء على الأشخاص، والتعدى على موظفين عموميين بالضرب الذى نشأ عنه جروح وإصابات أثناء تأدية وظيفتهم.

جاء ذلك على خلفية التظاهرات التى بدأت اعتباراً من الثلاثاء أمام مقر السفارة الأمريكية بوسط القاهرة، بسبب المشاهد التى احتواها أحد الأفلام الذى تم إنتاجه فى الولايات المتحدة، وعرض عبر موقعى التواصل الاجتماعى "فيس بوك" و"يوتيوب"، وحمل مساساً وإساءة بالغة للدين الإسلامى الحنيف، والنبى محمد صلى الله عليه وسلم.

وتبين من التحقيقات التى أجراها وليد عبد الحميد، رئيس نيابة جنوب القاهرة الكلية بإشراف طارق أبو زيد، المحامى العام الأول، أن قوات الأمن ألقت القبض على فتاتين وحدث أقل من 13 عاما، ضمن 48 متهما، تم عرضهم على نيابة جنوب، وأنهم غيروا أقوالهم أمام النيابة عن أقوالهم فى محضر الشرطة الذى اعترفوا فيه بأنهم تعدوا على قوات الشرطة بإلقاء الحجارة والمولوتوف احتجاجا على منعهم من اقتحام السفارة الأمريكية، إلا أنهم أنكروا ذلك أمام النيابة، مؤكدين أنهم كانوا فى مظاهرة سلمية احتجاجا على الإساءة للرسول، وقد أمرت النيابة بإخلاء سبيل الفتاتين وتسليم الحدث لذويه، وحبس 45 متهما على ذمة التحقيقات.

وأوضح عبدالله محمود رئيس نيابة حدائق القبة أن أقوال المتهمين تعددت روايتهم، فبعضهم أكدأانه كان ضمن اللجان الشعبية التى جاءت لمكان الواقعة للتدخل بين المتظاهرين والشرطة فى محاولة لفض الاشتباكات، فى حين أنكر الآخر من المتهمين تواجده فى مكان الحدثـ مشيراً إلى أنه كان متوجهاً لمحطة مترو السادات، إلا أن قوات الأمن ألقت القبض عليه عن طريق الخطأ.

وقالت مجموعة أخرى من المتهمين إنهم تجمهروا أمام السفارة للتظاهر السلمى فقط دون التعدى على قوات الأمن، وذلك لتوصيل رسالة للولايات المتحدة الأمريكية برفض المصريين الإساءة لرسول الله، بينما قال بعض المقبوض عليهم إنهم جاءوا لمكان الواقعة لمشاهدة الحدث، ومتابعة الموقف عن قرب فقط دون الاشتراك فيه.

وفى سياق متصل كشفت تحقيقات النيابة التى باشرها وليد البيلى رئيس نيابة الوايلى أن أحد المتهمين تم ضبطه، وبحوزته مخدرات للتعاطى تم التحفظ عليها، ومتهم آخر ضبط معه واقى للغازات، بالإضافة لواقى صدر، موضحا أنه ضمن اللجان الشعبية منذ الثورة، وأنه جاء لفض الاشتباكات بين المتظاهرين والشرطة.

وفى إطار التحقيقات المستمرة مع المتهمين فى أحداث السفارة الأمريكية وميدان التحرير، قرر قاضى المعارضات بجنح قصر النيل تجديد حبس المجموعة الأولى من المتهمين الذى بلغ عددهم 31 متهما، 15 يوما على ذمة التحقيقات.

وقرر قاضى المعارضات بمحكمة جنوب القاهرة تجديد حبس 45 متهما آخرين، بعد أن وجهت لهم النيابة تهمة التجمهر وإتلاف ممتلكات عامة وخاصة، ومقاومة سلطات، واستخدام أدوات فى التعدى على قوات الشرطة.

كما أمر المستشار أحمد البحراوى المحامى العام الأول لنيابات غرب القاهرة حبس 44 متهما آخرين 4 أيام على ذمة التحقيقات، ومن المنتظر تجديد حبسهم غدا الاثنين، وبذلك يصل عدد المحبوسين على ذمة القضية 155 متهما.

ومازالت نيابات القاهرة تباشر التحقيقات مع المتهمين الجدد الذى ألقى القبض عليهم، وقامت نيابة الاستئناف بتوزيعهم على نيابات القاهرة لكثرة أعدادهم، حيث يشترك فى التحقيقات نيابات وسط وغرب وجنوب القاهرة للاستماع إلى أقوال المتهمين والمصابين من ضباط وجنود وبعض المتظاهرين، والاطلاع على أوراق القضية، حيث إن النيابة لا تزال حتى الآن تتلقى محاضر الشرطة الخاصة بإلقاء القبض على متهمين آخرين.

واستمع محمد مأمون وكيل أول نيابة قصر النيل، برئاسة المستشار محمد عبد الشافى رئيس النيابة، إلى أقوال الضباط المصابين، والذى بلغ عددهم حوالى 17 ضابطاً، من بينهم ضابط مصاب بجروح قطعية وكسور، وأكد الضباط أن المتظاهرين تعدوا عليهم بإلقاء الحجارة وقنابل مولوتوف يدوية الصنع، وذلك بغرض اقتحام السفارة، ومنعهم من تأدية وظيفتهم بفرض الحماية على محيط السفارة.