فى مهرجان الإسكندرية..
فنانو سوريا يديون ديكتاتورية الأسد وينتقدون موقف دريد لحام
الأحد، 16 سبتمبر 2012 04:48 م
جانب من المهرجان
الإسكندرية - محمود التركى - عمرو صحصاح
شهدت الدورة الـ28 لمهرجان الإسكندرية السينمائى الكثير من الفعاليات المهمة من ندوات ولقاءات خاصة مع الفنانين المشاركين، ومن اهتمام بسينما حقوق الإنسان التى خصصت لها إدارة المهرجان ندوة خاصة أدارها الكاتب الكبير محفوظ عبدالرحمن.
السيناريست ناصر عبدالرحمن أكد أنه قدم أفلام «هى فوضى» و«حين ميسرة» و«دكان شحاتة»، بحثا عن حقوق الإنسان، وأن المخرج العالمى الراحل يوسف شاهين الذى تعاون معه فى فيلم «هى فوضى»، واجه العديد من الصعوبات من أجل إخراج هذا الفيلم للنور، لافتا إلى أنه كتب هذا الفيلم دون حسابات مع أحد بل كتبه من أجل إظهار الواقع، مشيراً إلى أن المخرج الراحل هو الوحيد المسؤول عن خروج هذا الفيلم إلى النور، معلقا أن شاهين كان يملك الحرية الكافية والجرأة لكى ينتج هذا الفيلم من خلال شركته أفلام مصر العالمية، وكان مصمما على أن يخرجه ويقدمه حتى ولو فى الخارج إذا تم منعه فى مصر.
وأضاف ناصر أن التاريخ كفل حقوق الإنسان فى فترة طويلة حتى عصر النهضة، وبعدها ظهرت كلمة الإنسانية، مشيراً إلى أن المبدعين بمن فيهم من صحفيين وفنانين وإعلاميين وكتاب سيناريو ومخرجين يتحملون الجانب الأكبر فى نشر حقوق الإنسان، لأنهم هم الفئة المؤثرة فى الجمهور وهم الذين يخاطبونه.
وتشارك المخرجة السورية واحة الراهب فى المهرجان بفيلم «رؤى حالمة» الذى أنتج عام 2003، عن حقوق المرأة وحقوق الإنسان بشكل عام، وأشارت الراهب إلى أن ديكتاتورية بشار الأسد ووالده الراحل حافظ الأسد، منعتهما كمبدعين سوريين من تقديم أفكارهما ومناقشتها بكل حرية، خاصة أن معظم الإنتاج السائد كان من إنتاج الدولة، وعندما دخل الإنتاج الخاص أخذوا حرية غير ملموسة لمناقشة أفكارهم.
ومن بين أهم الندوات التى أقامها المهرجان ندوة النجمة التركية ميلتم كامبول التى خطفت الأضواء فى ندوتها عقب عرض فيلمها «متاهة» ورغم ما شهدته الندوة من سوء تنظيم وعدم وجود كراسى لتجلس عليها النجمة التركية، لكن ميلتم استطاعت احتواء الموقف وتعاملت بسهولة مع الأمر، وأشارت خلال الندوة إلى أنها لا تعرف الكثير عن السينما المصرية ولكنها شاهدت بعض الأفلام الحديثة ومنها فيلم «ميكرفون» الذى تحبه كثيرا، كما كانت عضوة لجنة تحكيم بإحدى دورات مهرجان القاهرة السينمائى.
وأوضحت النجمة التركية أن دورها فى الفيلم كان شديد الصعوبة وأنها تدربت حوالى شهرين حتى تتقن تجسيد دور ضابط الشرطة الذى يطارد مجموعة منظمة من الإرهابيين، مشيرة إلى أن أحداث الفيلم مستوحى من أحداث حقيقية، حيث شهدت تركيا مجموعة من التفجيرات التى راح ضحيتها العديد من الشباب والأطفال والنساء وكانت بمثابة قضية رأى عام فى تركيا.
وأضافت ميلتم أن إتقانها لرياضة الدفاع عن النفس الصينية مكنتها وساعدتها كثيرا على إتقان الدور، لأنه يتطلب لياقة بدنية فى بعض مشاهد الجرى والمطاردات والضرب أيضا، وأنها أيضاً جلست مع نساء يعملن فى مهن مشابهة حتى تعرف كيف تخرج انفعالاتهن وأحاسيسهن، ولاحظت أنهن أثناء عملهن لا يرسمن على وشوشهن أى ملامح حزن أو فرح.
وعن سر عشقها للسينما وتركيزها أكثر فى الأفلام السينمائية قالت النجمة التركية إنها لا تفضل العمل فى الدراما التليفزيونية وأنها تميل أكثر إلى السينما، خصوصا أن الأخيرة تبقى فى ذاكرة الجمهور أكثر، وأن الإنتاج السينمائى فى تركيا بالسنوات الأخيرة زاد كثيرا، وشهد تطورا أيضا على مستوى المضمون والتقنية والإخراج والتمثيل، وهو ما جعل الأفلام التركية تشارك بقوة فى العديد من المهرجانات السينمائية.
وعرضت فى إطار المهرجان مجموعة من أفلام الثورة السورية صورها مخرجون شباب، وتغلبوا من خلالها على العوائق التى اعترضت طريقهم أثناء تسجيلها ومنها أفلام «أحمر» و«ذكريات على الحاجز» و«ذاكرة الدموع»، وظهرت فى تلك الأفلام شخصيات ورموز بسيطة من الثورة السورية انتقدت وعبرت عن غضبها من ديكتاتورية الرئيس السورى بشار الأسد وقتله الأبرياء، وأنهم عاشوا حوالى 40 عاما مكممى الأفواه، كما انتقدت فيلم «على حدود عمر المختار» موقف بعض نجوم سوريا، وأبرزهم دريد لحام، الذين يساندون النظام السورى الحالى.
وأقيمت عقب عرض الأفلام السورية ندوة بعنوان «دور السينما فى دعم السورية الثورية» أدارها الناقد الأمير أباظة وحضرها الكاتب والشاعر حكم البابا وعبدالحكيم قطيفان والأخوان أحمد ومحمد ملص والمخرجة واحة الراهب، حيث أوضح الأمير أباظة أن إدارة المهرجان حرصت على إقامة تلك الفعالية تضامنا مع السورية الثورية، وذلك فى الوقت الذى ما زال البعض ينتظر مصير الثورة لكى يقرر هل يحتفل بها أم لا، بينما انتقد الناقد مجدى الطيب موقف المخرجين السوريين وقال إنه يجب عليهم أن يبقوا فى سوريا لكى يدافعوا عنها بدلا من أن يخرجوا ويهربوا منها لكى يعرضوا أفلامهم بالخارج، وهو ما أثار جدلا كبيرا فى الندوة ما بين مؤيد ومعارض.
بينما اعتذرت الفنانة بوسى عن حضور ندوة تكريمها التى كان من المقرر إقامتها ضمن فعاليات المهرجان، حيث علمت «اليوم السابع» أن الفنانة اكتفت بحضور حفل الافتتاح وتسلم درع التكريم ثم غادرت بعد ذلك لظروف خاصة.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
شهدت الدورة الـ28 لمهرجان الإسكندرية السينمائى الكثير من الفعاليات المهمة من ندوات ولقاءات خاصة مع الفنانين المشاركين، ومن اهتمام بسينما حقوق الإنسان التى خصصت لها إدارة المهرجان ندوة خاصة أدارها الكاتب الكبير محفوظ عبدالرحمن.
السيناريست ناصر عبدالرحمن أكد أنه قدم أفلام «هى فوضى» و«حين ميسرة» و«دكان شحاتة»، بحثا عن حقوق الإنسان، وأن المخرج العالمى الراحل يوسف شاهين الذى تعاون معه فى فيلم «هى فوضى»، واجه العديد من الصعوبات من أجل إخراج هذا الفيلم للنور، لافتا إلى أنه كتب هذا الفيلم دون حسابات مع أحد بل كتبه من أجل إظهار الواقع، مشيراً إلى أن المخرج الراحل هو الوحيد المسؤول عن خروج هذا الفيلم إلى النور، معلقا أن شاهين كان يملك الحرية الكافية والجرأة لكى ينتج هذا الفيلم من خلال شركته أفلام مصر العالمية، وكان مصمما على أن يخرجه ويقدمه حتى ولو فى الخارج إذا تم منعه فى مصر.
وأضاف ناصر أن التاريخ كفل حقوق الإنسان فى فترة طويلة حتى عصر النهضة، وبعدها ظهرت كلمة الإنسانية، مشيراً إلى أن المبدعين بمن فيهم من صحفيين وفنانين وإعلاميين وكتاب سيناريو ومخرجين يتحملون الجانب الأكبر فى نشر حقوق الإنسان، لأنهم هم الفئة المؤثرة فى الجمهور وهم الذين يخاطبونه.
وتشارك المخرجة السورية واحة الراهب فى المهرجان بفيلم «رؤى حالمة» الذى أنتج عام 2003، عن حقوق المرأة وحقوق الإنسان بشكل عام، وأشارت الراهب إلى أن ديكتاتورية بشار الأسد ووالده الراحل حافظ الأسد، منعتهما كمبدعين سوريين من تقديم أفكارهما ومناقشتها بكل حرية، خاصة أن معظم الإنتاج السائد كان من إنتاج الدولة، وعندما دخل الإنتاج الخاص أخذوا حرية غير ملموسة لمناقشة أفكارهم.
ومن بين أهم الندوات التى أقامها المهرجان ندوة النجمة التركية ميلتم كامبول التى خطفت الأضواء فى ندوتها عقب عرض فيلمها «متاهة» ورغم ما شهدته الندوة من سوء تنظيم وعدم وجود كراسى لتجلس عليها النجمة التركية، لكن ميلتم استطاعت احتواء الموقف وتعاملت بسهولة مع الأمر، وأشارت خلال الندوة إلى أنها لا تعرف الكثير عن السينما المصرية ولكنها شاهدت بعض الأفلام الحديثة ومنها فيلم «ميكرفون» الذى تحبه كثيرا، كما كانت عضوة لجنة تحكيم بإحدى دورات مهرجان القاهرة السينمائى.
وأوضحت النجمة التركية أن دورها فى الفيلم كان شديد الصعوبة وأنها تدربت حوالى شهرين حتى تتقن تجسيد دور ضابط الشرطة الذى يطارد مجموعة منظمة من الإرهابيين، مشيرة إلى أن أحداث الفيلم مستوحى من أحداث حقيقية، حيث شهدت تركيا مجموعة من التفجيرات التى راح ضحيتها العديد من الشباب والأطفال والنساء وكانت بمثابة قضية رأى عام فى تركيا.
وأضافت ميلتم أن إتقانها لرياضة الدفاع عن النفس الصينية مكنتها وساعدتها كثيرا على إتقان الدور، لأنه يتطلب لياقة بدنية فى بعض مشاهد الجرى والمطاردات والضرب أيضا، وأنها أيضاً جلست مع نساء يعملن فى مهن مشابهة حتى تعرف كيف تخرج انفعالاتهن وأحاسيسهن، ولاحظت أنهن أثناء عملهن لا يرسمن على وشوشهن أى ملامح حزن أو فرح.
وعن سر عشقها للسينما وتركيزها أكثر فى الأفلام السينمائية قالت النجمة التركية إنها لا تفضل العمل فى الدراما التليفزيونية وأنها تميل أكثر إلى السينما، خصوصا أن الأخيرة تبقى فى ذاكرة الجمهور أكثر، وأن الإنتاج السينمائى فى تركيا بالسنوات الأخيرة زاد كثيرا، وشهد تطورا أيضا على مستوى المضمون والتقنية والإخراج والتمثيل، وهو ما جعل الأفلام التركية تشارك بقوة فى العديد من المهرجانات السينمائية.
وعرضت فى إطار المهرجان مجموعة من أفلام الثورة السورية صورها مخرجون شباب، وتغلبوا من خلالها على العوائق التى اعترضت طريقهم أثناء تسجيلها ومنها أفلام «أحمر» و«ذكريات على الحاجز» و«ذاكرة الدموع»، وظهرت فى تلك الأفلام شخصيات ورموز بسيطة من الثورة السورية انتقدت وعبرت عن غضبها من ديكتاتورية الرئيس السورى بشار الأسد وقتله الأبرياء، وأنهم عاشوا حوالى 40 عاما مكممى الأفواه، كما انتقدت فيلم «على حدود عمر المختار» موقف بعض نجوم سوريا، وأبرزهم دريد لحام، الذين يساندون النظام السورى الحالى.
وأقيمت عقب عرض الأفلام السورية ندوة بعنوان «دور السينما فى دعم السورية الثورية» أدارها الناقد الأمير أباظة وحضرها الكاتب والشاعر حكم البابا وعبدالحكيم قطيفان والأخوان أحمد ومحمد ملص والمخرجة واحة الراهب، حيث أوضح الأمير أباظة أن إدارة المهرجان حرصت على إقامة تلك الفعالية تضامنا مع السورية الثورية، وذلك فى الوقت الذى ما زال البعض ينتظر مصير الثورة لكى يقرر هل يحتفل بها أم لا، بينما انتقد الناقد مجدى الطيب موقف المخرجين السوريين وقال إنه يجب عليهم أن يبقوا فى سوريا لكى يدافعوا عنها بدلا من أن يخرجوا ويهربوا منها لكى يعرضوا أفلامهم بالخارج، وهو ما أثار جدلا كبيرا فى الندوة ما بين مؤيد ومعارض.
بينما اعتذرت الفنانة بوسى عن حضور ندوة تكريمها التى كان من المقرر إقامتها ضمن فعاليات المهرجان، حيث علمت «اليوم السابع» أن الفنانة اكتفت بحضور حفل الافتتاح وتسلم درع التكريم ثم غادرت بعد ذلك لظروف خاصة.
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة