عمرو وجدى يكتب: حرية التعبير المسمومة.. والإساءة للرسول
الأحد، 16 سبتمبر 2012 04:47 م
صورة أرشيفية
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مازال يعتقد الكثيرون أن الإساءة الى أى شخص، وتشويه الرموز والمعتقدات الدينية والتطاول على الرسل والأنبياء ما هو إلا حرية للفكر والتعبير وإبداء الرأى.
ولا أعرف ما هى العلاقة بين الإساءة والتطاول على أى إنسان وبين حرية الرأى والتعبير.
فهؤلاء لا يفهمون المعنى الحقيقى لحرية الرأى والتعبير، يدركون أن بمقدورهم سب وقذف ما يشاءون دون رابط تحت ستار الحرية، ويعتقدون أن الأديان شىء مباح لهم يعبثون فيها كما يشاءون.
فحرية الرأى والتعبير فى أبسط تعريفاتها هى الحرية فى التعبير عن الأفكار والآراء عن طريق الكلام أو الكتابة أو عمل فنى بدون رقابة أو قيود حكومية بشرط أن لا يمثل طريقة ومضمون الأفكار أو الآراء ما يمكن اعتباره خرقاً لقوانين وأعراف الدولة أو إساءة للأديان أو تشويها للرموز.
أقول هذا بمناسبة الفيلم الهابط الذى قام بعض من أقباط المهجر بمشاركة القس الأمريكى المتطرف تيرى جونز بعرضه فى الولايات المتحدة الأمريكية ويسىء إلى الرسول الكريم محمد ( صلى الله عليه وسلم)، فهو بالتأكيد عمل متدن ومقزز ويثير الاشمئزاز يهدف إلى إحداث الفتنة بين المسلمين والمسيحيين وبث الكراهية بينهم، ويعكس كم الحقد والضغينة التى يحملها هؤلاء المرضى إلى الإسلام والمسلمين.
ويعتبر هذا العمل الفاشل حلقة جديدة فى سلسلة طويلة لم ولن تنتهى للمساس بالإسلام وبالنبى محمد بدأت – فى العصر الحديث- بصدور عدد من المطبوعات التى أساءت للرسول وكان من أهمها رواية "آيات شيطانية" للكاتب البريطانى من أصل هندى سلمان رشدى والتى صدرت فى عام 1988، ثم جاء التصاعد فى الإساءة والبذاءة إلى الإسلام والرسول الكريم عقب أحداث 11 سبتمبر بصدور العديد من الكتب المسيئة للنبى مثل كتاب "نبى الخراب" الذى وصف الرسول محمد بقاطع الطريق الذى استعمل البطش والاغتيالات والخداع للوصول إلى السلطة المطلقة، ثم قيام صحيفة دانمركية بنشر صور كاريكاتورية مسيئة للرسول فى عام 2005، وإنتاج فيلم هولندى يناقش الظلم الذى تتعرض له النساء فى الثقافات الإسلامية، ثم أخيرا إنتاج فيلم محمد رسول الإسلام الذى يسعى لتحميل الرسول عليه الصلاة والسلام مسئولية هجمات سبتمبر، والتشكيك فى الإسلام، وأنه ليس رسالة سماوية بل هو اختراع بشرى، وأنه لا يحمل سلاماً للأرض بل يحرّض على كراهية البشر وسفك الدماء، بالإضافة إلى احتوائه على قدر كبير من التطاول والمشاهد البذيئة والجنسية فى حق رسول الله صلى الله عليه وسلم وزوجاته وصحابته.
ولكن يجب أن يعرف كل متطاول ومتطرف وفاقد للعقل أن ولا حتى ألف فيلم أو رواية أو كتاب تستطيع تشويه صورة سيد البشرية وأشرف الخلق الذى علم – ومازال يعلم – الإنسانية حتى الآن، وقال عنه المستشرقون الأجانب مثل أرنولد توينبى ولامارتين وبرنارد شو بأنه ليس هناك إنسان على وجه الأرض أعظم من النبى محمد، وأن العالم أحوج ما يكون إلى رجل فى تفكيره.
ولا عجب أن يتم عرض هذا الفيلم فى الذكرى الحادية عشرة لأحداث 11 سبتمبر والمتهم فيها المسلمون بارتكابها وهم منها براء، وكأن هؤلاء المتطرفون يريدون أن يثبتوا للعالم أن الإسلام دين خراب ودمار وعنف يدعو إلى محاربة الأديان الأخرى، ولكن لن يستطيعوا وسيفشلون فشلا ذريعا، وسيكون هذا الفيلم وبالا عليهم، فهم يقدمون بذكاؤهم المحدود أكبر خدمة للإسلام وعلينا أن نتذكر كم عدد الأمريكيين الذين اعتنقوا الإسلام بعد أحداث 11 سبتمبر بالرغم من كل محاولات التشويه المستميتة التى تمت ضد الإسلام والمسلمين فى ذلك الوقت، وكيف تحولت الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للإسلام وللرسول الكريم إلى مصدر هام للمعلومات عن الإسلام فى مدة قصيرة.
إن هذه المحاولات الخسيسة لازدراء الأديان وتشويهها ترفضها جميع الكتب السماوية، وجميع الأعراف والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان، فقد ورد – على سبيل المثال - فى العهد الدولى للحقوق المدنية والسياسية فى المادة رقم 19 فقرة 3 أن ممارسة الحقوق المنصوص عليها فى الفقرة 2 - والتى تنص على أن لكل إنسان الحق فى حرية التعبير- من هذه المادة واجبات ومسئوليات خاصة، وعلى ذلك يجوز إخضاعها لبعض القيود ولكن شريطة أن تكون محددة بنص القانون وأن تكون ضرورية:
- لاحترام حقوق الآخرين أو سمعتهم
- لحماية الأمن القومى أو النظام العام أو الصحة العامة أو الآداب العامة.
وورد فى المادة 20 أيضا فقرة 2 بأن تحظر بالقانون أية دعوة إلى الكراهية القومية أو العنصرية أو الدينية تشكل تحريضا على التمييز أو العداوة أو العنف.
ولقد آن الأوان للوقوف والتصدى لمثل تلك البذاءات والإساءات التى تحض على الكراهية والعنصرية وتدعو الى العنف. فعلى الولايات المتحدة أن توقف عرض الفيلم المسىء وفورا حتى لا تكتسب مزيدا من الكراهية والعداء من أكثر من مليار مسلم حول العالم، وحتى تعرف جيدا أن تلك المحاولات الدنيــئة هى التى تصنع بيئة جيدة وأرضا خصبة للتطرف حــول العــالم، وعلى الأمم المتحدة اتخاذ قرار بتجريم ازدراء الأديان وضرورة وضع حد للتصرفات التى تسىء إلى الإسلام والمسلمين، وعلى منظمة التعاون الإسلامى وجامعة الدول العربية التحرك فورا وعدم الاكتفاء بإصدار بيانات الشجب والإدانة والاستنكار، فلابد من وقفة حازمة واتخاذ مواقف سياسية قوية وإيجابية لأنه لا أمل فى تعايش إنسانى حقيقى إلا باحترام الأديان والمعتقدات.
وبما أن هناك خيطا رفيعا يفصل بين حرية الرأى والتعبير وبين الإساءة والتطاول، فهناك خيط أرفع يفصل بين حق التظاهر السلمى وبين استخدام العنف والتخريب والتدمير... أعرف أن من حق المسلمين جميعا أن يتظاهروا ويحتجوا ويعربوا عن غضبهم إزاء هذه السفالات، ولكن لا يجب ألا نرد الإساءة بالإساءة لأن ديننا أمرنا بذلك، فالتعدى على المنشآت واقتحام السفارات وقتل أفراد لا ذنب لهم مثل ما حدث أمام السفارة الأمريكية بالقاهرة والقنصلية الأمريكية فى بنغازى وغيرها ليس هو الحل لأن هذا من شأنه أن يزيد الإساءة للرسول الكريم، وحتى لا نثبت التهمة على أنفسنا كمسلمين بأن دعاة عنف وأن ديننا دين كراهية.
على عقلاء هذا الدين وهذه الأمة أن يستغلوا الفرصة لشن هجوم مضاد للتعريف بالإسلام الصحيح إسلام السماحة والرقى والتقدم وليس الإسلام الخطأ الذى يريد المتعصبون والمتطرفون من المسلمين والمسيحيين تقديمه، وأن يوجهوا هذا الغضب الذى اجتاح العالمين العربى والإسلامى فى الطريق الذى يحقق الأهداف والغايات لنصرة الرسول الكريم.
مشاركة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد محمد حسنى
حرية التعبير عن المسمومة والاساءة للرسول
بجد الله ينور
عدد الردود 0
بواسطة:
basant tarek
17 من سبتمبر 2012
tmaaaaaaam 2wiiiiiii bgd alah ybark beko