عقيل حامد يكتب: العرب والمستقبل المجهول

الأحد، 16 سبتمبر 2012 12:36 ص
عقيل حامد يكتب: العرب والمستقبل المجهول صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يحتفل العالم يوم الثامن من سبتمبر من كل عام باليوم العالمى لمحو الأمية، حيث درجت الدول المتقدمة علميًّا وحضاريًّا منذ عقود على إزالة آثار التخلف والجهل بين شعوبها، وقدمت لمواطنيها كل ما بوسعها من وسائل مادية وعلمية وخدمية؛ من أجل ترفيههم وتفريغهم للعلم والتعلم، وبهذه الجهود الجبارة والهمم العالية وطِئَت أول قدم بشرية على سطح القمر عام تسعة وستين من القرن الماضى، ثم توالت الاستكشافات العلمية وازدهرت العلوم التكنولوجية، حتى فاقت كل التصورات فأصبح الواحد منَّا يسمع ويرى مباشرة ما يحدث فى هذا العالم كله، من شرقه إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه، وإن بَعدت المسافات واختلفت الأوقات، فحق لتلك البشرية أن تحتفل بمحو أمية القراءة والكتابة، بل احتفلت بعض شعوبها بمحو أمية استعمال الإنترنت والحاسوب، فى حين بقيت دول العالم الثالث ومنها الشعوب العربية تعيش فى جهل حالك وظلام دامس، ووصل عدد الذين لا يعرفون القراءة والكتابة فيها إلى عشرات الملايين من الناس، وفى كل يوم تضيف الشعوب العربية الآلاف من أبنائها إلى قائمة الأميين، وبينما نجحت الدول المتقدمة فى محو أمية القراءة والكتابة وباشرت محو أمية استعمال الإنترنت والحاسوب والتكنولوجيا المتقدمة؛ احتلت الدول العربية المرتبة الأولى فى محو البشرية، وخاصة فى هذه الفترة، فقد محت الشعوب العربية من أبنائها عشرات الآلاف فى شهور قليلة، وهى مازالت مصرَّة على زيادة نسبة محو أبنائها، وربما لعقود مقبلة، وبمقابل هذه الزيادة تزداد نِسَبُ أعداد الأرامل والأيتام والمشردين، لتزداد هذه الشعوب بؤسًا إلى بؤسها وشقاء إلى شقائها، ومن النسبة والتناسب نستخلص نتيجة واحدة واضحة المعالم، هى أن الشعوب العربية مقبلة على مستقبل مجهول مظلم هالك، بعد أن ساد مجتمعاتها الأنانية وحب الانتقام.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة