"التحالف الشعبى": المصريون يتعاملون مع التكنولوجيا كمستخدم وليس منتجاً

قال الدكتور محمد نبيل صبرى المفكر الاقتصادى، إن التطور التكنولوجى فى العقود الأخيرة خلق نمطاً جديداً للإنتاج والنشاط الاقتصادى، لكى يصبح الاقتصاد بالمعرفة، يعتمد فى قيمته الأساسية على الإبداع والابتكار والملكية والفكرية وتضاءلت بجانبه أهمية الثروات الطبيعية مثل البترول والمعادن.

وأضاف صبرى، خلال الجلسة التى عقدها حزب التحالف الشعبى الاشتراكى تحت عنوان نحو إستراتيجية مبنية على القوى الثورية بمصر والعالم مساء أمس السبت، فى مقر الحزب، أن العاملين فى المجال الافتصادى الجديد يحتاجون إلى نوع جديد من التعامل، منتقداً ممارسة القهر من جانب الجهات المسئولة التى تقتل الإبداع.

وقال صبرى، إنه من الضرورى تبنى سياسة تعتمد على تشارك العاملين فى صنع القرار، وهو ما يعرف بالديمقراطية التشاركية لتحل محل الديمقراطية النيابية، مشيراً إلى أن الديمقراطية النيابية، هى اختيار شخص وتركه يعمل حتى نهاية مدته، مثل أعضاء مجلس الشعب والشورى، أما الديمقراطية التشاركية فمن يعمل بها مطالب بالشفافية، وبالتالى يسهل محاسبته وتشكيل رأى عام ضد أى تصرف غير مسئول.

وعن وضع قوى وعلاقات الإنتاج الجديدة فى المتجمع المصرى، أشار صبرى، إلى أن الاقتصاد المصرى ككل يعتمد على تكنولوجيات متخلفة تنتج قيمة مضافة متواضعة تحكم علينا بالفقر وبالتبعية، لافتاً إلى أن الزراعة تمثل 15% من النشاط الاقتصادى، مقابل 3% فى المتوسط العالمى، أما الصناعة والتى تمثل 35% من الدخل فهى تعتمد بنسبة 50% على استخراج الثروات المعدنية، وباقى الصناعات ذات التكنولوجيا بسيطة أبرزها الغزل والنسيج، أما عن الصناعات المعدنية والدوائية والتى تعطى قيمة مضافة عالية نسبياً، فهى لا تمثل سوى النذر اليسير من الاقتصاد المصرى، وبالتالى فإن الغالب الأعم من الشعب المصرى لا يقوم بالإنتاج من خلال تكنولوجيات متقدمة أو نشاط إبداعى.

وأوضح صبرى أن الوزارة فى عهد الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء الأسبق، عمدت إلى إدخال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لتحقيق دخل أكبر ومرتفع، موضحاً أن طبقاً لإحصائيات وزارة الاتصالات فى مصر عام 2010، أكدت أن عدد الشركات العاملة فى مجال تكنولوجيا المعلومات 4000 شركة بمعدل نمو 13% تستخدم 200 ألف عامل برأس مال قدره 45 مليار جنيه، موضحاً أن ذلك يمثل وزناً صغيراً نسبيا ولكنه ليس مهملاً، مشيراًَ إلى أن الشعب المصرى شغف بهذه التكنولوجيا كمستخدم وليس منتج، سواء بالعمل فى شركات تستخدم تلك التكنولوجيا أو من خلال المنازل، كما أن عدد مستخدمى المحمول بلغ 70 مليون مستخدم، وعدد مستخدمى الانترنت 23 مليون بمعدل زيادة سنوية 38% سنوياً.