لاتزال ردود الفعل الكويتية تتواصل إزاء التصريح الذى نشرته شبكة الخليج الفارسى على لسان عضو اللجنة البرلمانية لشئون الأمن القومى فى مجلس الشورى الإيرانى محمد كريم عابدى الذى كشف عما يمكن اتخاذه من تدابير إيرانية من حماية لشيعة الكويت فى حال حدوث أى اختلال أمنى فيها، مشيرا إلى وجود قوات قادرة على التدخل العسكرى على الحدود الكويتية العراقية وعدم السماح على حد قوله بتكرار ما شهدته البحرين من تدخل عسكرى خليجى.
وطالب نواب إسلاميون من مجلس 2009 ومجلس 2012 المبطل الحكومة بسرعة الرد على هذه التصريحات التى تعد إشعالا للفتنة الطائفية وتهديدا مباشرا للكويت، كما دعوا الكويتيين الشيعة إلى الرد على تلك التصريحات، مؤكدين أن شيعة الكويت كويتيون يعيشون بأمان وسلام بجانب إخوانهم متساوون جميعا بالحقوق والواجبات.
وقد أصدر التجمع الإسلامى السلفى بيانا دعا إلى أخذ الحيطة والحذر من التغلغل الإيرانى، مؤكدا أن الشيعة فى الكويت أشد حرصا وحفاظا على بلادهم، موضحا أن الكويت تعلمت من تجربة الغزو العراقى الغاشم أن أى تهديدات مهما كانت سخيفة ولا مسئولة يجب أخذها بعين الاعتبار والعمل الجاد داخليا وخارجيا إزاءها، لذلك يجب عدم الاستهانة بتصريحات عضو مجلس الشورى الإيرانى أو غيرها.
وأضاف التجمع أنه يجب على السلطات الكويتية طلب استيضاح بشأن السياسة الإيرانية تجاه الكويت ودول الخليج، كما يجب داخليا أخذ الحيطة والحذر من التغلغل الإيرانى مهما كانت صفته دبلوماسى أو تجارى أو غيره، مطالبا بألا يستهين أى كويتى، داعيا الشعب الكويتى أن يقف صفا واحدا تجاه هذه التهديدات ويبذل الغالى والنفيس فى الدفاع عن أرضه ووطنه.
بدوره، رأى النائب على الدقباسى أن النائب الإيرانى المدعو عايدى والذى صرح بإمكانية دخول إيران دولة الكويت ليس أول مسئول إيرانى يطلق مثل هذه التهديدات، ويجىء تهديده فى إطار التهديدات المستمرة التى يطلقها عدد من المسئولين الإيرانيين أحيانا بحرق الخليج! وضمن الأعمال العدائية المتواصلة.
وقال الدقباسى أتوقع أن يعلق الجانب الإيرانى بأن هذا التصريح غير المسئول ليس صحيحا أو أنه خطأ بالترجمة، ولكنه فى الحقيقة رسالة وقد وصلت لنا حتى إن نفوها، مشددا على أن الأهم فى تقديره ليس الرد على الاعتداءات اللفظية وإنما أخذها على محمل الجد، ولأنها متواصلة ومتزامنة مع أعمال عدائية وتصريحات أخرى متشابهة.
وأضاف أن هذه التصريحات العدوانية تجىء مع اشتداد الثورة السورية وقرب انتصارها ومع استمرار التضييق الاقتصادى الغربى عبر العقوبات على إيران، وليست صدفة أن يتم ضبط شبكة تجسس إيرانية أخيرا بالكويت، مشيرا إلى التدخل الإيرانى فى البحرين واليمن والإمارات وسوريا والعراق.
كما استنكر مجلس العلاقات الخليجية الدولية (كوغر) تهديد عضو اللجنة البرلمانية لشئون الأمن القومى والسياسة الخارجية فى إيران محمد كريم عابدى لدول الخليج والكويت بشكل خاص، داعيا الدول الخليجية إلى تبنى موقف موحد وحازم تجاه التهديدات التى يطلقها النواب ورجال الدين والسياسيون الإيرانيون ضد أمن واستقرار شعب الخليج ووحدته الوطنية.
وقال رئيس المنتدى الخليجى للأمن والسلام بكوغر (جى بى إس) والمنسق العام لمنظمات (كوغر) فرع الكويت العقيد فهد الشليمى - فى تصريح صحفى له اليوم - إن التصريحات التى أطلقها عابدى تؤكد أن هناك أصواتا إيرانية متطرفة، تعمل دائما على تأجيج نار الفتنة بين شعب إيران الشقيق والمسلم وبين الشعب الخليجى، تارة من أجل التكسب الانتخابى وتارة أخرى لتنفيذ أجندة تصدير الفوضى لدول الخليج، عن طريق التدخل السافر بشئون هذه الدول الخليجة، واستخدام ورقة الطائفية فى الخليج كورقة تلعب بها لتنفيذ أجندتها، فى الوقت الذى مازالت دول الخليج حتى هذه اللحظة كحكومات وشعوب لم تتدخل بالشأن الإيرانى، إيمانا بمبدأ حسن الجوار وعدم التدخل بشئون الدول.
ودعا الشليمى المواطنين الشيعة فى الخليج وفى الكويت إلى ضرورة التصدى لمن يحاول استغلالهم فى تنفيذ أجندته، ومنع تسويق الكذبة الإيرانية بأن ولاء الشيعة لإيران وليس للخليج، من خلال التصريحات الصحافية التى تستنكر تنصيب إيران نفسها حامية لشيعة الخليج وآخرها تصريح عابدى، وضرورة تصدى الحكومات الخليجية وبكل حزم لكل من يحاول ضرب الوحدة الوطنية من أى طائفة كانت.
وأضاف الشليمى أنه يجب على المجتمع الخليجى والكويتى بشكل خاص العمل على تفويت الفرصة على متطرفى كل من الشيعة والسنة، من استغلال مثل هذه التهديدات الإيرانية.
وكان رئيس اللجنة البرلمانية لشئون الأمن القومى والسياسة الخارجية فى مجلس الشورى الإيرانى علاء الدين بروجردى قد نفى نفيا قاطعا تقريرا صحافيا حول اعتزام بلاده التدخل فى الكويت، غير أن تصريح عضو اللجنة محمد كريم عابدى لايزال منشورا على موقع شبكة الخليج الفارسى الإخبارية ولم يتضمن الموقع أى نفى من عابدى نفسه.
استمرار ردود الفعل المستنكرة لتصريحات نائب إيرانى بمهاجمة الكويت
الأحد، 16 سبتمبر 2012 11:05 ص