قالت مجلة (فورن بوليسى) الأمريكية اليوم السبتن إن الأحداث والاحتجاجات التى شهدتها معظم دول العالم الإسلامى والعربى بسبب عرض فيلم أمريكى يسىء للرسول محمد صلى الله عليه وسلم، إنما تمثل بداية مرحلة جديدة ستتواصل فيها أعمال العنف تجاه الولايات المتحدة فى هذه المنطقة من العالم لتصبح أمرا شائعا ومعتادا عليه.
وأرجعت المجلة فى سياق تحليل إخبارى أوردته على موقعها الإلكترونى الأسباب الكامنة وراء ذلك من وجهة نظرها إلى 3 عوامل رئيسية، أولها الاختلاف الجذرى القائم بين القيم المبادىء التى تتبناها واشنطن بوصفها "مبادئ أساسية لا غنى عنها" وبين القيم والعناصر المشكلة للثقافة العربية والإسلامية.
وأوضحت "أنه فى الوقت الذى يمنح فيه الأمريكيون الأولوية لحرية الرأى والتعبير باعتبارها قيما أصيلة يجب الحفاظ عليها وصونها تحت أى ظروف، يرى العالم العربى الحفاظ على هيبة المقدسات الدينية أمرا نافذا وقيما لا يمكن أبدا انتهاكه أو المساس به أيا كانت الظروف أو الاعتبارات" .
ورجحت المجلة أن تشهد الفترة القادمة، نتيجة للتطور التكنولوجى السريع، تكرار مثل هذه الحوادث التى تتعرض لمقدسات المسلمين وعقائدهم ومن ثم إثارة مشاعر الغضب والاحتقان بداخلهم نتيجة سيل الإهانات التى يعترضون لها، فيما تمتنع الإدارة الأمريكية عن اتخاذ أى قرارات أو إجراءات من شأنها الحد من حقوق مواطنيها فى التعبير عن آرائهم حتى وإن كانت تلك الإجراءات بغيضة لدى البعض.
واعتبرت (فورن بوليسى) أن العامل الثانى يتمثل فى انعدام ثقة الشارع العربى والإسلامى فى واشنطن، لافتة إلى أنه على الرغم من سعى إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما للوقوف إلى جانب الشعوب العربية التى خرجت مطالبة برحيل أنظمتها الاستبدادية إبان أحداث الربيع العربى العام الماضى، غير أن الدعم الأمريكى المترسخ للأنظمة العربية السلطوية، جرد واشنطن من أية مصداقية أو شفافية.
ورأت أن العامل الثالث يكمن فى خروج ديمقراطيات ناشئة فى دول الربيع العربى أضفت مزيدا من التعقيد على المشهد السياسى حيث تحرص الحكومات الجديدة على شعبيتها.
وخلصت المجلة إلى أن العنف والاضطرابات التى أشعلها الفيلم المسيء للنبى محمد (صلى الله عليه وسلم) ستخفت على الأرجح فى المستقبل القريب لكنها أكدت فى الوقت نفسه على أنها ليست "زوبعة فنجان" أو حادثا يمر مرور الكرام.
فورن بوليسى: سلسلة أعمال العنف ضد أمريكا لن تتوقف بعد اليوم
السبت، 15 سبتمبر 2012 04:43 م