التظاهرات تعكس تأثير التيار السلفى فى العالم العربى

السبت، 15 سبتمبر 2012 12:58 م
التظاهرات تعكس تأثير التيار السلفى فى العالم العربى صورة أرشيفية
دبى (أ ف ب)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تعكس التظاهرات العنيفة فى العالم العربى شجبا لفيلم مسىء للإسلام مدى تأثير السلفيين الذين يحشدون قواهم دفاعا عما يعتبرونه مقدسا مغتنمين مساحة الحريات الجديدة فى هذا الجزء من العالم.

وسمحت حركة الاحتجاجات فى العالم العربى لهذه المجموعات التى تتبع نهج "السلف الصالح"، وبعضها يؤمن بالعنف، باحتلال مقدمة المشهد وخصوصا فى ليبيا ومصر وتونس.

ويقول جان بيار فيليو أستاذ العلوم السياسية فى باريس إن "السلفيين يريدون خلق ميزان قوى فى الشارع متذرعين بالتنديد بالمس بالذات الإلهية".

يشار إلى أن القنوات الفضائية الدينية السعودية ساهمت بشكل كبير فى نشر الخطاب السلفى فى العالم الإسلامى خلال العقدين الأخيرين، لكن الجماعات السفلية خضعت للقمع فى بعض الدول العربية فى حين عملت أخرى على تشجيعها بشكل خفى.

وفى هذا السياق، يقول نشير نافع الباحث فى مركز دراسات "الجزيرة" ومقره قطر، إن النمو "الكبير للجماعات السلفية فى السنوات الأخيرة حصل بتشجيع من الأنظمة العربية لتفتيت الساحة الإسلامية والإسلام السياسى".

وخلافا للإخوان المسلمين المنظمين بشكل جيد ويعطون الأولوية للعمل السياسى، "هناك عشرات القوى والجماعات السلفية فى البلد الواحد لكن استخدام مصطلح واحد خيار سهل. وفى الغالب لا يشكل السلفيون تنظيمات بل يلتفون حول علماء"، بحسب الباحث.

ويتابع "هناك جماعات إسلامية اعتنقت الفكر السلفى بعد أن تسلحت مثل الجماعة الإسلامية فى مصر كما أن هناك جماعات سلفية تطورت إلى التسلح، فى الجزائر على سبيل المثال، لكن الغالبية غير مسلحة"، كما يستخدم بعض الأنظمة المجموعات السلفية "فزاعة"، كما يحدث فى سوريا حيث يرى الباحث أن "هناك مبالغة بوجود السلفيين".

من جهته، يقول ستيفان لاكروا كاتب العديد من المؤلفات حول السلفية وضمنها "الإسلاميون السعوديون والانتفاضة الغائبة" أن الخطاب السياسى للسلفيين ما يزال فى "مراحله التكوينية، والأولوية لديهم هى للإصلاح الدينى والاجتماعى".

ويعتقد فيليو أن مصطلح السلفى "مستخدم خصوصا للتمييز بين الإسلاميين الذين تدعمهم السعودية من جهة، والإخوان المسلمين من جهة أخرى. فقطر تتعهد الإخوان المسلمين اليوم فى حين تدعم السعودية الجماعات السلفية"، وبرز السلفيون الليبيون الذين قمعهم نظام العقيد معمر القذافى بعد تدمير قبور الأولياء، وعملوا على تدبير أمورهم عبر الانتظام فى مجموعات مسلحة.

وذكرت وسائل إعلام ليبية أن "كتيبة أنصار الشريعة" شنت هجوما على القنصلية الأمريكية فى بنغازى مساء الثلاثاء الماضى ما أدى إلى مقتل أربعة أمريكيين بينهم السفير، لكن هذه المجموعة نفت أن تكون وراء ذلك.
والهجوم كان ضمن مسيرة تندد بفيلم بعنوان "براءة المسلمين" الذى ألهب الشارع فى عدد من الدول الإسلامية.

وفى تونس، فرقت الشرطة الأربعاء تظاهرة لمئات السلفيين أمام السفارة الأمريكية للتنديد بالفيلم، وتتشكل الحركة السلفية فى تونس من تيارين رئيسيين الوعاظ الذين يرفضون العنف، وجماعات جهادية مسئولة عن هجمات تعرضت لها فى الآونة الأخيرة فعاليات ثقافية اعتبروها مخالفة للإسلام، ويوضح فيليو أن "غالبية السلفيين العرب ترفض الدخول فى عالم السياسة وتعمل كمجتمع مضاد مستعد لحشد قواه بكل عنف للرد على الإساءة للمقدسات".

بدوره، يقول لاكروا إن "بإمكان السلفيين تشجيع الفوضى فى دول لم يندمجوا فى منظومتها السياسية" مثل تونس أو ليبيا، فى المقابل "انضم قسم من السلفيين إلى الحراك السياسى فى مصر ما أدى إلى اعتدال فى خطابهم"، بحسب المصدر.

يذكر أن السلفيين حققوا مفاجأة كبيرة فى الانتخابات التشريعية فى مصر الشتاء الماضى حيث حصلوا على 25 فى المائة من أصوات الناخبين محتلين المرتبة الثانية بعد الإخوان المسلمين، أما بشير نافع فيختم قائلا إن "الصعود القوى للجماعات السلفية ظاهرة ستنكمش مع الحرية"، مشيرا إلى أن "الانفتاح السياسى سيعمل على تغيير القوى الإسلامية".





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة