وأضاف المهدى فى خطبته بحضور آلاف المصلين بالجامع الأزهر ونقلها التلفزيون الحكومى عبر الهواء مباشرة، أن الله جعل من البشر فئة مجرمة تتصدى للأنبياء عبر عنهم مرة بالمجرمين ومرة أخرى بشياطين الأنس والجن وهم لا يؤمنون بالآخرة فهم أعداء للرسول ولدينه وللكتاب الذى أنزل عليه ويمثلون خطرا على الدين والأمة والهوية، وعلى الأمة أن تستعد لمنازلة هؤلاء المجرمين والصراع بين الحق والباطل قدر محتوم، وعداوة اليهود للإسلام متأصلة إلى يوم القيامة والآلة الصهيونية فى العالم مسيطرة على العالم وتكون الرأى العام، مشيرا إلى أننا لم نستغرب مما حدث من الإساءة لرسول الله لأنها تتكرر بجانب الإساءة للقرآن الكريم وحرق المصحف فالمسألة خطيرة فى أن ستشعر أن ديننا يهاجم ويخطط له ويتآمر عليه.
وأوضح أن الحل هو أن نكون نموذجا فريدا لأخلاق محمد صلى الله عليه وسلم ومنهجه فى تطبيقه على كل مجالات الحياة فهذا هو الفيصل فى أن المسلم يحب النبى ويطيعه من عدمه، ويجب على كل مسلم أن يعيد النظر فى ذلك فى نفسه وعلاقاته كلها.
والأمر الثانى أن نظهر الغضب على انتهاك حرمة نبينا وهذا أمر مشروع ولكن ذلك محكوم بأخلاق الاسلام وعدم إنزال الضرر على أى إنسان لأن الأجانب أخذوا منا عهدا بالإقامة والأمان وهم لم يقوموا بإيذاء الرسول، فالأولى بنا أن نبحث عن من يمول هذه الأعمال الإجرامية من الشركات والمؤسسات فنقاطع منتجاتها لأن المقاطعة الاقتصادية هى الفاعلة فى هذا العصر.
وأشاد خطيب الأزهر بتصريحات الرئيس محمد مرسى ببروكسل أمس بالإعلان أن معاداة رسول الله هى معاداة للأمة الإسلامية كلها وأن سيدنا محمد خط أحمر إلى جانب تكليف السفارات بمتابعة هؤلاء المجرمين بالقوانين الدولية فى ازدراء الأديان، مؤكدا أن التخريب والقتل مصيدة يقيمها الصهاينة مثلما فعلوا فى برج أمريكا حتى يشوهوا سمعة المسلمين والتدخل فى شئوننا الداخلية فيجب النظر للأمر نظرة موضوعية، فديننا يمنع التخريب والضرر والاعتداء على المعاهدين.
واختتم المهدى خطبته قائلا: لابد أن نكون عقلاء فى إظهار الغضب وأن نكون إيجابيين فى اتباع سنة رسول الله.




