سيطرت الأحداث الجارية، والإساءة للرسول الكريم، والتظاهرات التى تعم أرجاء الدول العربية على خطب الجمعه اليوم، حيث دعا الخطباء الأمة الإسلامية إلى ضرورة التصدى لأصحاب الهجمة الشرسة على الرسول، من خلال التمسك بتعاليم النبى، ومقاطعة منتجاتهم الاقتصادية والتى تعد سلاحا فعالا.
كان مئات المتظاهرين، قد أدوا صلاة الجمعة اليوم فى مليونية رفض الإساءة للرسول داخل مسجد عمر مكرم بميدان التحرير، وبالقرب من السفارة الأمريكية، وسط الغازات المسيلة للدموع التى ملات المسجد ومحيط المكان حوله، نتيجة الاشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن المركزى.
وطالب خطيب الجمعة، بضرورة تكاتف الجميع من أجل الدفاع عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - لأن الدفاع عن الرسول هو دفاع عن الإسلام فى شخص نبيه المصطفى من خلال الحذر من اليهود، والاستعداد لهم مستشهدا بقول الله تعالى: "ولتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين كفروا"، موضحا أن من صنعوا الفيلم المسىء للرسول، أرادوا الفتنة بين المسلمين وغيرهم وبعضهم البعض فى كل أنحاء الأرض، محذرا من أن هذه الفتنة تصيب الجميع مسلمين ومسيحين وليس الذين ظلموا فقط.
وشدد الخطيب، على ضرورة ضبط النفس، وعدم الانجراف وراء دعوات الاشتباك، وضرورة منع ما يحدث طاعة لله ورسوله، قائلا فلنقف جميعا وقفة سلمية، ولتستمر ثورتنا ثورة سلمية كما شهد لها العالم بأسره.
وأضاف الدكتور محمد المختار المهدى فى خطبته بالجامع الأزهر، أن حب رسول الله فريضة بل هو جزء من الإيمان، ويجب أن يقترن بالتبجيل والاحترام لمكانة رسول الله "صلى الله عليه وسلم"، ويأتى ذلك من احترام القرآن الكريم للرسول وجعل له مكانة كبيرة.
وأضاف المهدى فى خطبته بحضور آلاف المصلين بالجامع الأزهر، أن الله جعل من البشر فئة مجرمة تتصدى للأنبياء عبر عنهم مرة بالمجرمين ومرة أخرى بشياطين الأنس والجن وهم لا يؤمنون بالآخرة فهم أعداء للرسول ولدينه وللكتاب الذى أنزل عليه ويمثلون خطرا على الدين والأمة والهوية، وعلى الأمة أن تستعد لمنازلة هؤلاء المجرمين والصراع بين الحق والباطل قدر محتوم، وعداوة اليهود للإسلام متأصلة إلى يوم القيامة والآلة الصهيونية فى العالم مسيطرة على العالم وتكون الرأى العام، مشيرا إلى أننا لم نستغرب مما حدث من الإساءة لرسول الله لأنها تتكرر بجانب الإساءة للقرآن الكريم وحرق المصحف فالمسألة خطيرة فى أن ستشعر أن ديننا يهاجم ويخطط له ويتآمر عليه.
وأوضح أن الحل هو أن نكون نموذجا فريدا لأخلاق محمد صلى الله عليه وسلم ومنهجه فى تطبيقه على كل مجالات الحياة فهذا هو الفيصل فى أن المسلم يحب النبى ويطيعه من عدمه، ويجب على كل مسلم أن يعيد النظر فى ذلك فى نفسه وعلاقاته كلها.
والأمر الثانى أن نظهر الغضب على انتهاك حرمة نبينا وهذا أمر مشروع ولكن ذلك محكوم بأخلاق الإسلام وعدم إنزال الضرر على أى إنسان لأن الأجانب أخذوا منا عهدا بالإقامة والأمان وهم لم يقوموا بإيذاء الرسول، فالأولى بنا أن نبحث عن من يمول هذه الأعمال الإجرامية من الشركات والمؤسسات فنقاطع منتجاتها لأن المقاطعة الاقتصادية هى الفاعلة فى هذا العصر.
وأشاد خطيب الأزهر بتصريحات الرئيس محمد مرسى ببروكسل أمس بالإعلان أن معاداة رسول الله هى معاداة للأمة الإسلامية كلها، وأن سيدنا محمد خط أحمر إلى جانب تكليف السفارات بمتابعة هؤلاء المجرمين بالقوانين الدولية فى ازدراء الأديان، مؤكدا أن التخريب والقتل مصيدة يقيمها الصهاينة مثلما فعلوا فى برج أمريكا حتى يشوهوا سمعة المسلمين والتدخل فى شئوننا الداخلية فيجب النظر للأمر نظرة موضوعية، فديننا يمنع التخريب والضرر والاعتداء على المعاهدين.
واختتم المهدى خطبته قائلا: لابد أن نكون عقلاء فى إظهار الغضب وأن نكون إيجابيين فى أتباع سنة رسول الله.
وجه الشيخ جمال صابر المنسق العام لحملة "لازم حازم" رسالة إلى المتطاولين على الرسول صلى الله عليه وسلم، قائلا: "إن ما يحدث فى الوقت الحالى هو بمثابة إعداد لحرب على الإسلام، لكن المسلمين لا يخافون من دبابتكم أو أسلحتكم أو أساطيلكم التى تحركت، فإذا كانت معكم الصواريخ والأسلحة فنحن الله معنا، وإن كان لديكم الأموال التى تنفقونها فى الحروب فإن الله يبشركم بقوله (إنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ)"، فرد المتظاهرون "الله أكبر الله أكبر".
وأضاف المنسق لحملة "لازم حازم" خلال خطبة الجمعة اليوم بميدان التحرير، قائلا: "لا نخاف من جيوشكم أو أسلحتكم والذى كان يمنعنا عنكم الحكام المجرمون الذين كانوا جاثمين على صدورنا، ووجه حديثه للمصلين قائلا: "أعدوا أنفسكم للقاء عدوكم والجيوش الغربية ولا بد أن تنصروا دينكم وسوف تنصرون لأن الله معكم، لأن فى المسلمين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، والأمة تحتاج إلى رجال لا أنصاف رجال، ولابد أن يكون هناك رجال يؤمنون بالقضية على أنها حرب صليبية، ولابد من التحرك ضد من قتل إخواننا فى العراق وفلسطين وسوريا وغيرها، لأنهم يعدون لحرب"، متساءلا "هل أنتم مستعدون للقائهم"، فرد المتظاهرون "نعم نعم الله أكبر الله أكبر والعزة للإسلام".
وتابع: أعدوا أنفسكم للجهاد العسكرى لمواجهة العدو الذى منعنا عنه الحكام الظالمون ولابد من التحرك لنصرة نبينا، لأن أمريكا إذا أرادت استرضاء المسلمين لفعلت وحاكمت المجرمين ممن سبوا نبينا الكريم.
ووجه خطيب التحرير رسالة للدكتور محمد مرسى، رئيس الجمهورية قائلا: "الدكتور مرسى حفظه الله لابد أن يعلم أن هؤلاء الذين جاءوا إلى السفارة الأمريكية كانت غضبتهم لنصرة نبيهم وعلى الأمن أن يتعامل معهم بأسلوب أفضل، فعليه أن يثبت أنه ليس أمن مبارك وعلى الرئيس أن يأمر بإخراج الذين غضبوا لنصرة رسول الله من السجون بقرار فورى، بالإضافة إلى قرار حاسم بشأن الذين تطاولوا على شخص نبينا الكريم.
وقال صابر، أن الشباب الذين خرجوا لنصرة النبى الكريم خرجوا لعدم وجود موقف من القيادات السياسية أو رجال الدين، متسائلا "أين شيخ الأزهر؟"، كما وجه حديثه لنصارى العالم قائلا: "لا تلقوا بالحجارة وبيوتكم من زجاج، أيها النصارى فى العالم نحن نقرأ كتابنا ليل نهار ويبث عبر القنوات والإذاعات ولا نستحى من كلمة واحدة فيه، فهل تستطيعون أنتم أن تقرأون كتابكم أو أناشيدكم؟"، موضحا أن المسلمين لن يقوموا بإلقاء الإنجيل أو المساس به لأنهم يتعاملون بخلق الإسلام، قائلا: "لولا تعاليم ديننا لسالت أنهار من الدماء، لافتا إلى أن هناك مخططا لإحداث فتنة طائفية فى مصر، مشيرا إلى أن المسلمين حموا الكنائس من الهجوم فى الفترة السابقة".
وختم الخطبة برسالة للجيوش الغربية التى تتحرك ضد الإسلام "القبور أعدت لكم فى مصر"، ورسالة أخرى للمتظاهرين: "ما الفائدة من ضرب رجال الشرطة أو قتلهم، أعدوا أنفسكم للقاء المتطاولون على النبى".
وأضاف الدكتور عبد الحفيظ غزال خطيب مسجد الفتح برمسيس، أن الغرب والشرق يكيدون للإسلام كيدا، وهى سنة قديمة تربوا عليها لإهانة رسول الله - صلى الله عليه وسلم- وللتغلب على نصرة الإسلام، مؤكدا أن الغرب يدرك جيدا أن الإسلام هو الدين الوحيد الذى ينتشر كالسرطان، ويجب أن ننتصر عليهم بمعاملات النبى، مشيرا إلى أنه عار على الأمة الإسلامية أن يكون بها أمىّ والله تعالى نزل على رسوله الكريم {ن والقلم وما يسطرون}، وبالتالى يجب على المسلمين أن يتغلبوا على الغرب بالعلم.
وأكد غزال، أن الاعتراض والغضب لا يكون بالمظاهرات وخراب المنشآت العامة، بل هى وقفة مع النفس وقوة بشرية واقتصادية، لتكون هى المصدرة للنور حتى يخرج الناس من الظلمات، لافتا إلى أن ما يحدث الآن من الغرب هى إشارات لهدم الأمة الإسلامية، ويجب التغلب عليها بالعلم فنحن جيل بلا هوية وهم لديهم مؤشرات بأن مصر ستصبح من أفضل 10 دول متقدمة صناعيا وتجاريا وعلميا فى العالم، منددا بقتل السفراء والأجانب.
من جانبه، طالب خطيب مسجد الاستقامة بالجيزة، جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامى، بعقد اجتماع عاجل وطارئ، يتقدمان من خلاله باحتجاج رسمى لمنظمة الأمم المتحدة، حول إنتاج الفيلم المسىء للرسول – صلى الله عليه وسلم - وضرورة محاسبة القائمين عليه، وأن يهددوا فيه بالانسحاب من المنظمة فى حالة عدم الاستجابة لهذين المطلبين.
وأكد خطيب الاستقامة خلال خطبة الجمعة اليوم، أن مهاجمة وسب الرسول – صلى الله عليه وسلم - أصبحت الآن فكرا ومنهجا منظما وله مؤسسات تقوم عليه وتدعمه، وليس بالأشخاص بعينهم كما كان من قبل، مضيفا أن هذا الفيلم المسىء للرسول له أهداف كثيرة من بينها عرقلة مسيرة الدول الإسلامية العربية عقب ثورات الربيع العربى.
وأوضح خطيب الاستقامة، أن من بين أهداف هذا الفيلم المسىء للرسول إحداث فتنة بين المسلمين والمسيحيين الذين يعيشون جنبا إلى جنب للبلدان العربية والإسلامية، مؤكدا أن القائمين على الفيلم أرادوا من خلاله أن يقوم المسلمون بمهاجمة السفارات الأمريكية والأجنبية بدولهم، حتى تتعرض بلدانها لعقوبات تعرقل مسيرة استقرارهم الوطنى.
وأشار خطيب المسجد، إلى أن ممثلى الأزهر الشريف بالجمعية التأسيسية للدستور، طالبوا بوضع قوانين على مستوى العالم كله وليس مصر فقط، تجرم الاعتداء على الأديان السماوية والعقائد، وتفرض عقوبات على القائمين بمهاجمة الرموز الدينية والرسل فى كل الأديان.
وأشار الشيخ حسن سعيد خطيب مسجد الرحمة بالهرم، قال الشيخ حسن سعيد، خطيب مسجد الرحمة بالهرم، أن ما يحدث الآن أمام السفارة الأمريكية، من أعمال عنف وشغب ومحاولات من جانب بعض المتطرفين لقتل إخوانهم من أفراد الشرطة، أمر تنهى عنه الشريعة الإسلامية أشد النهى.
وأوضح سعيد، خلال خطبة الجمعة، أن من يقومون بهذا العمل مأجورون، ولهم أجندات خاصة يريدون من خلالها إحداث فتنة فى البلاد وفوضى، كما حدث فى ليبيا الأيام الماضية بعد مقتل السفير الأمريكى هناك، لافتاً إلى أن مصر أعطت الأمان لكل سفير أو ممثل لدولة أجنبية على أرضها، حتى ولو كان كافراً مشركاً.
وأشار سعيد إلى أن وجود واجبات على كل مسلم أن يقوم بها تجاه ما يتم من تشويه لرسول الإسلام، أولها طاعة النبى فى كل أمر والانتهاء عما انتهى، والالتزام بالتعاليم الإسلامية السمحة، داعياً الله أن يهلك كل من ساهم فى صناعة الفيلم المسىء للرسول وتحرقهم بنار جهنم يوم القيامة.
ومن جانبه، أعلن خطيب مسجد مصطفى محمود، رفضه للاعتداء على السفارة الأمريكية فى القاهرة، أو أى ممتلكات عامة أو خاصة للرد على الفيلم المسىء للرسول - صلى الله عليه وسلم- مشددا على ضرورة قتال أمريكا ولكن ليس من خلال الهجوم على سفاراتها.
وأكد الخطيب، على وجود مخططات أمريكية صهيونية حالية تحاك للإيقاع بين المسلمين والمسحيين فى مصر، مضيفا أن الفيلم المسىء حلقة من حلقات هذا السيناريو، ومحاولة للتمهيد للمنظمات "الصهيو أمريكية" لتأييد مطالب تقسيم مصر إلى دويلات بعد الوقيعة بين مسلميها مسيحييها، داعيا المسلمين إلى عدم الإساءة للمسيحيين المصريين، باعتبارهم إخوة لهم وشركاء فى الوطن، مشيرا إلى وجود قلة منهم فى الخارج هى التى تسىء وتستحق أن يلعنها الجميع، بما فيهم المسيحيين الذين يرفضون أى إساءة، مقترحا تشكيل لجنة من علماء المسلمين فى مصر ورجال الأعمال، لبحث كيفية نصر الرسول - صلى الله عليه وسلم - سواء بالعمل أو بالمال أو بالفكر والمقترحات والمشروعات، رافضا أن تكون الهبة الحالية كما سبقها من هبات أيام الرسوم فى الصحف الدينماركية قبل أعوام.
طالب الشيخ محمود شعبان أحد علماء الأزهر وخطيب مسجد النور بالعباسية، حكام المسلمين العرب بمقاطعة المنتجات الاقتصادية، الذين أساءوا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم- ومقاطعة أعمالهم قائلا: "عندما سُبّ المجلس العسكرى الدنيا قامت وقعدت وعندما أخطأ شخصا فى الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية أخذ حقه، فلماذا لم نتحرك لنصرة الرسول - صلى الله عليه وسلم.
وطالب خطيب مسجد النور بالعباسية، خلال خطبته اليوم الحكام المسلمين، أن يسعوا إلى تقديم هؤلاء المجرمين لمحاكمة عاجلة وقصاص عادل، مطالبا الأمم المتحدة بإصدار قرار عاجل يجرم الإساءة للرسول الكريم وسائر الرسل، بعقاب رادع.
ورفض شعبان، الاعتداء على السفارة الأمريكية من قبل شباب المتظاهرين، قائلا: "لم يقتل أحد فى بيوتنا الذى يقتل هو من سب رسول الله"، منددا بقتل السفير الأمريكى فى ليبيا وبأى اعتداء على السفارات فى بقاع الأرض، مشيرا إلى أن الذى يقتل ويقام عليه الحد هو المسىء لرسول الله - صلى الله عليه وسلم.
وأشار الخطيب، إلى ضرورة تحرك الدعاة بالاعتراض بالضوابط الشرعية لنصرة رسول الله، مناشد المتظاهرين أمام السفارات بعدم الاقتتال مع الشرطة والعسكر، قائلا: إنهم مسلمين وواجبهم هو حماية الأجانب فى و
طننا، منتقدا شيخ الـزهر ومفتى الجمهورية مشبههما بـ"أصماء الأفواه" لعدم تحركهم لنصرة رسول الله.
ومن جانبه دعا الشيخ حافظ سلامة، زعيم المقاومة الشعبية بالسويس، خلال كلمته عقب صلاة الجمعة بمسجد النور بالعباسية، المصلين وشباب المسلمين إلى الذهاب إلى ميدان التحرير للمشاركة فى مليونية "إلا رسول الله" التى دعت إليها كل القوى الإسلامية للمطالبة بالقصاص والقضاء العادل ضد من أساء للرسول، قائلا: "على أمريكا أن تراعى مصالحها فى كافة بقاع أراضى المسلمين لتقديم الجناة والقصاص العاجل".
الفيلم المسىء يسيطر على خطب جمعة اليوم.. خطيب "الأزهر": عداوة اليهود للإسلام متأصلة إلى يوم القيامة.. و"النور" يطالب بمقاطعة منتجات المسيئين للرسول.. و"الرحمة": ما يحدث أمام السفارة ينفذه مأجورون
الجمعة، 14 سبتمبر 2012 03:40 م
خطبة جمعة – أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة