الباعة الجائلون مشكلة مستعصية فى مصر، خاصة فى المناطق السياحية، التى يرتبط الباعة فيها بالمكان ويكون من الصعب نقلهم إلى مكان آخر بعيد عن المناطق السياحية والتى تكون فى أغلبها أثرية، وفى الفترة الأخيرة ظهرت مشكلة انتشار الباعة الجائلين فى منطقة الأهرامات وحول أبو الهول، وهو ما أدى لانتشار القمامة وأصبح المكان أشبه بالعشوائى، وهو ما دفع قيادات وزارة الآثار التنسيق مع شرطة السياحة والآثار التابعة لوزارة الداخلية لإزالة تعديات الباعة الجائلين فى منطقة الأهرامات، وبالفعل تم الاتفاق على نقل هؤلاء الباعة فى أماكن أخرى.
"اليوم السابع" تجول فى منطقة الهرم واستطلع رأى الباعة الجائلين هناك حول التعديلات فى الأماكن وإزالة بعضهم، وبمجرد وصولنا لمكان الباعة الجائلين ومعرفتهم أننا صحافة رحب بنا جميع الباعة وهرول أحدهم ويدعى الحاج إسماعيل حمد، وقال لـ"اليوم السابع" "أنا قبل أى شىء، عاوز أحمل لكم أمانة لرئيس الوزراء، قولوا له الحج إسماعيل بتاع الهرم بيسلم عليك وبيشكرك جدا"، مضيفا أنه "عندما زار الدكتور هشام قنديل منطقة الهرم الأثرية، ذهب إلى الباعة الجائلين وحرص على السماع لمشاكلهم، وأخبرته وقتها أنى أعانى مشاكل فى عينى وأحتاج إلى عملية ولا أملك أموالا لعملها فطلب منى رقم تيلفونى، وبعد ساعة من انصرافه من الهرم، فوجئت بمكتبه الخاص يتصل بى ويطلب منى الذهاب لمقر مجلس الوزراء بالملف الطبى الخاص بى، وعلى الفور ذهبت وقابلنى مدير مكتبه وحصل منى على الملف، واطلع عليه ثم كتب توصيه من مكتب رئيس الوزراء وطلب منى الذهاب بها إلى المستشفى وبالفعل ذهبت، وسأجرى عملية فى عينى خلال الأيام المقبلة".
وأضاف حمد، بالنسبة للباعة الجائلين فى المنطقة هم أحرص الناس على نظافتها والقضاء على البلطجة والمتسولين، لأن هذا من شأنه تحسين أوضاعهم، وكلما استقرت الأمور كان هذا من مصلحتهم، مؤكدا أنه وجميع الباعة الجائلين فى المنطقة مع تطوير أوضاعهم وتخصيص أماكن لهم، لكنهم يرفضون بناء أكشاك ويفضلون أن تكون "استاندات" حتى يتمكنوا من عرض بضاعتهم.
وقال الحاج عبد النبى السيد إنهم يعملون فى هذه المنطقة منذ 30 عاما، دون رخصة أو تأمين أو معاش، مؤكدا أنه مع تقنين وضع الباعة الجائلين فى المنطقة وهو المشروع الذى تريد الآثار والداخلية إقامته، لأن هذا التقنين سيؤدى إلى القضاء على البلطجة والتسول، والعشوائيات الناتجة عن هذا.
بينما قال فريد السبكى أحد الباعة الجائلين، إنهم يواجهون العديد من المشاكل ويريدون من الآثار والداخلية حلها، مثل بناء دورة مياه لهم، وتوسيع المنطقة لأنهم 72 فردا والمكان لا يسعهم جميعا، وبالتالى يعملون "يوم ويوم"، نصفهم يعمل فى يوم والنصف الآخر لا يعمل، وفى اليوم التالى يحدث العكس، كما نطالب الداخلية بمنحنا تصاريح للبيع فى هذه المناطق التى نعمل فيها منذ عشرات الأعوام، وحتى لا يأتى بلطجية على أنهم باعة، كما نطالب بتخصيص معاش وتأمين لنا.