شهدت معظم المدن والمحافظات السورية خروج آلاف المتظاهرين المنددين باستمرار حكم الرئيس السورى بشار الأسد، فى جمعة أطلقوا عليها "إدلب مقبرة الطائرات ورمز الانتصارات"، وقد شهدت عدة أحياء فى العاصمة السورية دمشق خروج مظاهرات حاشدة فى حيى القابون والقدم، بالإضافة إلى ريف دمشق، وحلب وريفها، ودرعا ومدينة دير الزور وإدلب.
وطالب المتظاهرون بإسقاط نظام الرئيس السورى بشار الأسد وتقديمه ورموز نظامه إلى المحاكمة بتهمة ارتكاب جرائم حرب ضد المدنيين العزل واستخدام الطائرات الحربية فى قصف المدن والبلدات السورية وهو ما أدى إلى سقوط نحو 32 ألف شهيد منذ اندلاع الثورة ضد حكم الأسد قبل نحو عام ونصف، بالإضافة إلى 200 ألف مصاب معظمهم أصيبوا بإعاقات مستديمة نتيجة للشظايا المتطايرة من القذائف والتى أدت إلى بتر أطراف معظم الجرحى.
وتصدت قوات الأمن والجيش السورى للمتظاهرين، وشهدت ساحات المساجد انتشارا أمنيا مكثفا بملابس مدنية، لإجهاض محاولات التظاهر، كما قامت بإطلاق الرصاص فى محاولة لتفريق جموع المحتجين الذين تمكنوا من تجميع أنفسهم ونظموا مظاهرات مناوئة لحكم الأسد، وذلك فى أحياء دمشق ودرعا ومدينتى دير الزور وإدلب مما أدى إلى سقوط العشرات ما بين قتيل وجريح.
وقال المجلس الأعلى لقيادة الثورة فى سوريا، فى بيان تلقى "اليوم السابع" نسخة منه، إن قوات النظام السورى قامت بقصف مساجد مدينة الرستن التابعة لمحافظة حمص، لمنع المدنيين من الدهاب إلى المساجد خوفا من تنظيم المظاهرات المناوئة لحكم الأسد.
وأضاف المجلس، أن كتيبة الفاروق التابعة للجيش السورى الحر، نجحت فى إلقاء القبض على 11 من الشبيحة الذين ساهموا فى تسليم عنصرين من الجيش الحر إلى الأمن العسكرى فى الرقة، وقامت كتيبة الفاروق بالتوجه إلى قرية "معيزيلة"، وعلى أثرها قام الشبيحة بإطلاق النار على عناصر الجيش الحر، مما أدى إلى مقتل بعض الشبيحة المؤيدين للأسد، كما توعدت كتيبة الفاروق بإلقاء القبض على شبيحة البلدة الذين يقومون بإلقاء القبض على الثوار وإرهاب المدنيين.
وسياسيا، وصل الموفد العربى والدولى الأخضر الإبراهيمى، إلى دمشق صباح أمس الجمعة فى أول مهمة له فى سوريا، واعتبر أن الأزمة فى هذا البلد "تتفاقم"، كما شدد على ضرورة "وقف النزيف"، وقال الإبراهيمى "قدمنا إلى سوريا للتشاور مع الإخوة السوريين، فهناك أزمة كبيرة فى سوريا واعتقد أنها تتفاقم".
وأضاف الإبراهيمى، "أعتقد أن لا أحد يختلف على ضرورة وقف النزيف وإعادة الوئام إلى أبناء الوطن الواحد، ونأمل بأن نوفق فى ذلك"، فيما أجرى الإبراهيمى محادثات مع "الحكومة السورية ومع ممثلين عن المعارضة والمجتمع المدنى"، بالإضافة إلى لقاء الرئيس السورى بشار الأسد.
وتعليقا على زيارة الإبراهيمى لسوريا، أجمعت معظم قوى المعارضة السورية فى الداخل السورى على رفض مهمة الإبراهيمى، التى قالوا عنها إنها تهدف إلى كسب الوقت، بهدف إرهاق الشعب السورى للارتضاء بأى حل ينهى الأزمة التى يمر بها النظام السورى.
وقال أبو عمار القربى الناشط السورى فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، إننا منذ بداية الثورة كانت مطالبنا واضحة ومعروفة وهى إسقاط النظام السورى وبعد ارتكاب المجازر وسفك الدماء أضيف إلى ذلك مطلب واحد وهو محاكمة النظام، وأى مبادرة أممية أو عربية لأن تنص على ذلك فنحن لن نقبلها على الإطلاق.
واتهم القربى المبعوث العربى والدولى، بالإضافة إلى المجتمع الدولى بالعمل على تمهيد عملية الخروج الآمن للأسد ونظامه، عبر خططهم، التى قال عنها إن الهدف منها كسب مزيد من الوقت، كما أكد أن الشعب السورى دفع مئات الآلاف من أبنائه ومستعد لتقديم آلاف أخرى فى سبيل استعادة حريته وكرامته والقصاص من جلاده – على حد قوله-.
الأسد يواجه المتظاهرين فى جمعة "إدلب مقبرة الطائرات ورمز الانتصارات" بـ"الطيران الحربى".. ومعارضة الداخل يرفضون مهمة الإبراهيمى.. ويؤكدون: هدفها كسب الوقت لإرهاق الشعب السورى لضمان الخروج الآمن للنظام
الجمعة، 14 سبتمبر 2012 04:56 م