أكدت وكالة الطاقة الدولية، التى تواجه دعوات للسحب من مخزونات النفط الاستراتيجية، اليوم الأربعاء، أنه من المنتظر أن يظل الطلب العالمى على النفط ضعيفاًَ فى الثمانية عشر شهراً المقبلة، مضيفة أن إمدادات منظمة أوبك عند مستويات مريحة.
وأبلغت مصادر "رويترز" أن الولايات المتحدة تدرس السحب من مخزونات الطوارئ بهدف المساعدة فى كبح أسعار النفط المرتفعة، وأن دولا أخرى بوكالة الطاقة قد تحذو حذوها مثل فرنسا وبريطانيا.
ويعارض بعض أعضاء الوكالة الإفراج عن النفط من المخزونات الاستراتيجية، بالرغم من أن رئيستها قالت فى الآونة الأخيرة إن ارتفاع أسعار النفط مبعث قلق.
وفى تقريرها الشهرى لم تذكر الوكالة التى تقدم المشورة بشأن سياسة الطاقة للدول الصناعية غير مرة واحدة وجود "شائعات بالسوق عن سحب وشيك من المخزونات الاستراتيجية الأمريكية" فى الوقت الذى رسمت فيه صورة للعرض والطلب توحى بأن مثل هذا السحب لن يكون ضروريا.
وأبقت الوكالة توقعاتها لنمو الطلب العالمى على النفط فى العام المقبل دون تغيير تقريبا عند نحو 0.8 مليون برميل يوميا أو 0.9% فى كل من 2012 و2013.
وقالت، "هذا النمو المتواضع يعود إلى تأثير ضعف النشاط الاقتصادى العالمى وارتفاع أسعار النفط وارتفاع مستوى كفاءة استخدام الطاقة على مستوى العالم".
وأضافت أن نمو إنتاج أوبك فى أغسطس بقيادة نيجيريا وأنجولا والعراق لم يعوض أثر التعطل المفاجئ للإنتاج فى دول خارج أوبك مثل الولايات المتحدة، حيث نال إعصار من الإنتاج وتعثر الإمدادات من بحر الشمال نتيجة إضراب فى النرويج وصيانة مقررة.
إلا أن إنتاج النفط العالمى ارتفع مليونى برميل يومياً على أساس مقارنة سنوى بفضل زيادة إنتاج أوبك التى تضخ أكثر كثيرا من المستويات التى تطلبها السوق، لذلك تساهم فى ارتفاع المخزونات بدرجة كبيرة فى شتى أنحاء العالم.
وقالت وكالة الطاقة، إنه من المتوقع نمو الطلب على خام أوبك 1.3 مليون برميل يومياً فى الربع الثالث من 2012 إلى 31.1 مليون برميل يومياً، بسبب ارتفاع موسمى فى الطلب بواقع 1.4 مليون برميل يوميا.
لكن انتعاشا متوقعا فى إمدادات الدول غير الأعضاء فى أوبك فى الربع الأخير من 2012 من المتوقع أن يقلص الطلب على خام أوبك نحو 0.5 مليون برميل يومياً إلى 30.6 مليون برميل يوميا فحسب مقابل إنتاجها الحالى البالغ 31.55 مليون برميل يوميا.
وصعدت أسعار النفط إلى 117 دولارا للبرميل فى أغسطس بفعل توقعات لجولة جديدة من التيسير النقدى فى الولايات المتحدة ووسط توترات بين إيران والغرب بشأن برنامج طهران النووى.
وقالت الوكالة، إن التقديرات تفيد بارتفاع صادرات النفط الإيرانية قليلا فى أغسطس إلى 1.1 مليون برميل يوميا من أقل من مليون برميل يوميا فى يوليو.
وأوضحت أنه "من المنتظر أن تعزز الصين وكوريا الجنوبية والهند ودول أخرى شراء الخام فى سبتمبر، علاوة على ذلك أفادت تقارير بأن شحنة بيعت عبر القطاع الخاص بعدما سمحت طهران للمرة الأولى ببيع النفط خارج شركة النفط الحكومية فى مسعى للحفاظ على الصادرات".
لكنها أضافت أن ارتفاع الصادرات، ربما يكون مؤقتا إذ اقترح مسئولون أمريكيون وأوروبيون تشديد العقوبات مجدداً، نظراً لعدم تحقيق تقدم فى المحادثات مع طهران بشأن برنامجها النووى.
وعلى صعيد المخزونات، انكمشت مخزونات الخام بشركات القطاع بمنظمة التعاون الاقتصادى والتنمية بواقع 16.5 مليون برميل فى يوليو و23.7 مليون برميل وفق تقديرات مبدئية لشهر أغسطس مع ارتفاع معدلات تشغيل المصافى.
وقالت الوكالة، إن ارتفاع إجمالى مخزونات شركات القطاع 10.6 مليون برميل فى يوليو أقل من المستوى الطبيعى، وإن بيانات أولية تشير إلى حدوث تراجع فى أغسطس فى مخالفة للعوامل الموسمية.
وكالة الطاقة: الإمدادات وفيرة بسوق النفط العالمية
الخميس، 13 سبتمبر 2012 03:11 ص