عبارة مستفزة أو بالأحرى قنبلة نووية كثيرًا ما تقذف بها العديد من الزوجات فى عالمنا العربى، أزواجهن أثناء حدوث مشكلات أو خلافات زوجية- غالبًا ما تكون تافهة وبسيطة يمكن تفاديها وحلها بسهولة، حيث يجرحن كبرياءهم وكرامتهم ويدخلن معهم فى صراع وتحدٍ دون الاكتراث بالعواقب الوخيمة المترتبة على ذلك ودون المبالاة برد فعلهم الأشد قسوة وعنفًا فى هذه الحالة، حيث يضطر هؤلاء الأزواج إلى اللجوء لاستخدام قنبلة أكثر قوة ودمارًا ليثبتوا لهن رجولتهم وقوتهم وقدرتهم على الاستغناء والتضحية بهن بسرعة،: فيكون رد كل منهم على زوجته حينئذ: "أنتِ طالق"..
فالرجل بخلاف المرأة لا يتحمل القهر والإهانة، ولذلك علمنا خاتم الأنبياء والمرسلين أن نستعيذ بالله من قهر الرجال، لا قهر النساء، لأن المرأة بطبيعتها تتحمل الكلمات القاسية وتنساها أو تتناساها سريعًا، أما الرجل فلا يصبر على الإهانة ويتحول على إثرها إلى شخص آخر شرس ومؤذِ يبطش بمن أمامه وينفعل انفعالًا لا حدود له يكلفه كثيرا!
ومن هنا تبدأ الكارثة الحقيقية فتصحو الزوجة من انفعالها اللحظى على مأساة وأزمة خطيرة وتصاب بحالة من الذهول والندم والأسف والحسرة، التى تصيبها باكتئاب وحزن شديد لما ارتكبته فى حق نفسها وزوجها وأبنائها ثمرة هذا الزواج!!.. هؤلاء الأبناء الذين يدفعون ثمن هذا التهور والاندفاع غاليًا ويدخلون فى أزمات لا يعلم مداها سوى الله!
لا شك أن الكثير من الأزواج والزوجات يصعب عليهم ملك أنفسهم عند الغضب أو لا يمكنهم الحِلم والصبر على الاستفزاز والإهانة، ولكن على كل طرف أن يضع نصب عينيه فى كل وقت الأخطار الجسيمة المترتبة على وقوع أبغض الحلال عند الله خاصة إن كان بينهما أبناء!!
من المعروف أن كل شىء من الممكن حدوثه أثناء الغضب الشديد ولكن على الزوجة أن تتذكر أنها واقفة أمام زوجها الذى اختارته بمحض إرادتها وفضلته على سائر الرجال ليكون الصدر الحنون الذى تركن إليه وتستمد منه الأمن والأمان والراحة والحنان، هو أبو أطفالها وعائلهم وراعيهم فلا ينبغى على الإطلاق جرح كرامته ومس رجولته والتقليل من شأنه بهذه الطريقة المؤلمة والمهينة، حتى إن كان ذلك من باب الوعيد والتهديد، معتمدة على أن محبتها فى قلبه قد جاوزت المدى، وبالتالى لن يستطيع تطليقها بسهولة!!
كما يجب أن تعرف كل زوجة أن طلب الطلاق من غير بأس يعد منكرًا ومحرمًا، وقد نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
"أيما امرأة سألت زوجها طلاقًا من غير بأس، فحرام عليها رائحة الجنة".
إذن فحذف هذه العبارة، وما على شاكلتها ومعناها، من قاموس الزوجات ضرورة حتمية لأنها مهلكة ومدمرة فى الدنيا والآخرة.
أما الزوج الذى يُفترَض أن يكون أشد كظمًا للغيظ وأكثر حِلمًا وصبرًا على زوجته فى هذه الحالة فعليه أن يرد على عبارتها المستفزة سالفة الذكر ردًا ذكيًا وحكيمًا ويقول لها: "لأننى رجل لم أطلقك"، وينصرف عنها فورًا ويتركها وحيدة بعض الوقت لتهدأ، ويتسلح عندئذ بالدعاء والاستغفار فيقول مثلاً:
لا إله إلا أنت سبحانك إنى كنت من الظالمين.. لا إله إلا الله له الملك وله الحمد يحيى ويميت وهو على كل شىء قدير.. سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم".
الله أسأل أن يهدى نساء المؤمنين لما فيه الخير ويصرف عنهن السوء من الأقوال والأفعال، ويصلح ذات بين الأزواج والزوجات لتستقر الأسر المسلمة نفسيًا واجتماعيًا إنه ولى ذلك ومولاه.
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد ثابت
مقال جميل
عدد الردود 0
بواسطة:
تامر
اقرا كلامك اصدقك واشوف الصورة استعجب
العنوان كافى
عدد الردود 0
بواسطة:
أيمن
ما قل ودل
عدد الردود 0
بواسطة:
toto
تسلم إيدك
تسلم إيدك بجد
عدد الردود 0
بواسطة:
oS oS
جميل
عدد الردود 0
بواسطة:
تتج
تانتاغخخن
انت صح
عدد الردود 0
بواسطة:
مشمش
مقال جميل
مقال جميل شكرا ياقمر عليه
عدد الردود 0
بواسطة:
doaa
مقال جميل
جزاكى الله كل خير .
عدد الردود 0
بواسطة:
مصريه
سلمت يمينك
بجد اصبحنا فى حاجه ماسه للصبر
عدد الردود 0
بواسطة:
gigi
تحياتي لكي سيدة المقال