يقول الشاعر الكبير إبراهيم ناجى:
يا حبيباً زرتُ يوماً أيكهُ طائرَ الشوق يُغنى ألمى
لك إبطاءُ المُذِلِّ المُنعم وتجنِّى القادرِ المُحتكم
وحنينى لك يكوى أضلُعى والثّوانى جمراتٌ فى دمى
ويقول أحمد عبد المعطى حجازى:
"وجاء مساء وكنت على الطريق الملتوى أمشى
وقريتنا.. بحضن المغرب الشفقى، رؤى أفق
مخادع التلوين والنقش تنام على مشارفها ظلال نخيل
ومئذنة.. تلوّى ظلّها فى صفحة الترعة رؤى مسحورة تمشى
وكنت أرى عناق الزهر للزهر وأسمع غمغمات الطير للطير
وأصوات البهائم تختفى فى مدخل القرية وفى روائح خصب
عبير عناق، ورغبة كائنين اثنين أن يلدا"
لا أقارن بين الشعر العمودى وشعر التفعيلة.. فما كتبه حجازى لا يمت للشعر بصلة ومجرد "كلام فارغ"، ولكن فقط للرد على سيادته واستنكاره لصدور بيان للمثقفين الإسلاميين يعبر عن الامتعاض من لقاء الرئيس محمد مرسى بمجموعة محسوبة على الأدب والثقافة والإبداع.
قال حجازى إنه لا يعرف أى فرد من المثقفين الإسلاميين ولم يسمع بهم من قبل فهم "أساتذة فى بعض الكليات والجامعات"، وكأن أستاذ الجامعة "مبيض محارة" لا يعرف أى شىء عن الثقافة والفكر والأدب والإبداع والنقد والرواية والقصة والشعر، وكأنه هو ورفاقه الذين احتكروا صكوك "الثقافة"!
إن بيان المثقفين الإسلاميين لم يأت من فراغ.. وإنما جراء حقبة طويلة لتهميش وتجاهل كل مثقف له خلفية إسلامية، حتى ترسّخ فى أذهان الناس أن المثقف هو اليسارى أو العلمانى أو من يسب الله ورسوله فى رواياته ودوواوين شعره وقصصه، شجع على ذلك أن عمد الديكتاتور المخلوع حسنى مبارك إلى تدمير الثقافة وإقصاء المثقفين الإسلاميين وحرمانهم من دخول "عزبة اليسار" وزارة الثقافة سابقاً.
السؤال الذى يفرض نفسه بقوة: هل ورث الشيوعيون والعلمانيون واليساريون وزارة الثقافة؟ هل هى مسجلة باسمهم فى الشهر العقارى؟
أنظر للهيئة العامة للكتاب.. لا تطبع إلا لمن يُطلقون عليهم "مستنيرين" لا يعطون مكافآت إلا لأعضاء "الحظيرة" التى أسسها فاروق حسنى وزير الثقافة الأسبق.
وبالمثل أنظر ناحية مشروع مكتبة الأسرة الذى يطبع أعمالهم الغثة الرديئة التى لا علاقة لها بالفكر أو الأدب أو الثقافة؟
الهيئة العامة لقصور الثقافة.. المجلس الأعلى للثقافة.. المركز القومى للترجمة.. سيطرة تامة للشيوعيين والعلمانيين واليساريين.
جريدة "القاهرة" الناطقة بلسان وزارة الثقافة يرأس تحريرها اليسارى صلاح عيسى منذ أكثر من عشر سنوات.. ما مؤهلاته الخارقة؟ لماذا لا تستكتب الجريدة إلا من يعادون الإسلام وينكرون السنة ويروّجون للفكر الشيعى؟
وزير الثقافة صابر عرب استقال من منصبه خصيصاً ليحصل على جائزة الدولة التقديرية ثم عاد وزيراً مرة أخرى!
جوائز الدولة التقديرية تُمنح لأمثال سيد القمنى وحسن حنفى وأحمد رجب ووحيد حامد..
ما هذا الذى يحدث؟ ومن الذى حوّل هذه الوزارة إلى دولة مستقلة داخلة الدولة تخضع للحكم العلمانى الشيوعى؟
هل يُعقل أن عالماً فذاً مثل البروفيسور إبراهيم عوض الحاصل على الدكتوراه من جامعة أكسفورد والذى له نحو ثلاثمائة كتاب فى الفكر والثقافة والنقد والإسلاميات.. هل يعقل ألا يحصل على جائزة الدولة التقديرية؟!
هل يُعقل أن ناقداً كبيراً استثنائياً مثل البروفيسور حلمى محمد القاعود أستاذ البلاغة والنقد الأدبى والذى له نحو مائة كتاب ما بين القصة والرواية والنقد والإسلاميات.. هل يُعقل ألا يحصل على جائزة النيل فى الآداب؟
هل يُعقل ألا تُكرم الدكتوره زينب عبد العزيز أستاذ الحضارة وتاريخ الفن وصاحبة أول ترجمة لمعانى القرآن الكريم إلى اللغة الفرنسية وصاحبة عشرات الكتب فى التصدى للفكر الهدام؟
هل يُعقل ألا يحصل الدكتور محمد عباس أسطورة الفكر الإسلامى على جائزة الدولة التقديرية؟
وهل.. وهل...
المثقفون الإسلاميون ليسوا من سكان الكهف.. وليس ذنبهم أن حاصرهم النظام البائد ليدعى بعد ذلك روّاد الحظيرة أنهم لا يعرفونهم.. المثقفون الإسلاميون يعرفون قيمة الفكر والثقافة والأدب ويكتبون فى شتى التخصصات بداية من القصة وحتى النقد.. ويعرفون قيمة الإبداع الحقيقى.. وليس الإبداع المزعوم الذى يعنى التطاول على الذات الإلهية والتهكم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، والسخرية من القرآن الكريم.
المثقفون الإسلاميون لا يكفرون غيرهم.. ولا يريدون أية مكاسب مادية.. فقط يُريدون تحرير وزارة الثقافة من الهيمنة الشيوعية اليسارية العلمانية، فلا يعقل أن تكون وزارة ثقافة أكبر دولة فى الشرق الأوسط مختطفة من قبل قلة ضئيلة تهيج الفتنة وتزدرى دين الأمة.
المثقفون الإسلاميون مصريون ووطنيون ينتصرون لدينهم ويعشقون وطنهم، ويرفضون "تكويش" القلة العلمانية اليسارية على وزارة الثقافة وتبديد أموالها فيما لا ينفع الناس ولا يمكث فى الأرض.
المثقفون الإسلاميون لا يُحرّمون القصة أو الرواية أو المسرحية، ولكنهم يرفضون أن تتحول هذه الأعمال إلى تهجم على المقدسات وترويج للإباحية.
المثقفون الإسلاميون.. ثورة ضد ظلم وطغيان وجبروت العلمانية والشيوعية واليسار المستمر منذ ستين عاما.
لقد جاء لقاء الرئيس محمد مرسى بمثقفى اليسار والعلمانية لينكأ الجروح، وليؤكد أن وزارة الثقافة تحوّلت إلى لغز كبير يستعصى على الحل أو الفهم.. فها هو الرئيس الإسلامى الحافظ لكتاب الله لا يلتقى المثقفين الإسلاميين، ويحتفى بالمثقفين الذين ارتبطوا بحسنى مبارك وفاروق حسنى وكأنه لا يوجد ثورة تدعى "25 يناير" ولا يوجد "تيار إسلامى" ولا يوجد مثقفين إسلاميين..!
إن وزارة الثقافة بحاجة إلى تطهير سريع يبدأ بإقالة الوزير، وجميع المدراء فى الهيئات التابعة للوزارة وتغيير السياسة التحريرية لجريدة القاهرة وتغيير جميع الأعضاء المحكمين فى جائزة النيل وجائزة الدولة التقديرية، لأن جميعهم من اليساريين المتطرفيين، ومالم يحدث ذلك ستظل الوزارة مختطفة وستظل ثقافة الشعب المصرى فى الحضيض بفضل هؤلاء "الجهابذة" الذين احتكروا النشر والتوزيع والجوائز ونشر أعمالهم الرديئة الغثة.
فهل يستجيب الرئيس محمد مرسى ويفعلها قبل أن يهدم هؤلاء ما تبقى من القوة الناعمة لمصر؟
محمود القاعود يكتب: المثقفون الإسلاميون.. من.. ولماذا؟
الخميس، 13 سبتمبر 2012 05:05 م
أحمد عبد المعطى حجازى
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
علاء الدين سيد منصور
الأئساتذة الجامعيون لا يريدون النزول إلى مستوى الحاصلين على شهادات التطعيم وصناعة النسيح
عدد الردود 0
بواسطة:
سمير ندا
خريجو صنايع وحاملو دبلومات يسمون: أدباء كبارا. وعجبى!!!!!!!!