على حسن السعدنى يكتب: النسيان نعمة

الخميس، 13 سبتمبر 2012 09:04 م
على حسن السعدنى يكتب: النسيان نعمة صورة ارشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تخيل أنك لا تستطيع أن تنسى، وأنك تتذكر كل المصائب والأحداث فى حياتك، وتكون حاضرة أمام عينيك، هل تستطيع العيش؟ هل تستطيع تحمل كل الضغوط فى وقت واحد؟

تخيل كل المآسى التى تعرضت لها أثناء الطفولة من مضايقات أو ذكريات حزينة كفقدان أخٍ أو أمٍّ أو أبٍ أو أختٍ أو صديقٍ، أو تعرضت للضرب والتعذيب أو السجن أو أى شىء آخر فى أى مرحلة عمرية، فلكل هذه الصفات والأحداث ألم مرير تعيشه ويؤثر على حياتك بشكل سلبى، حينها لولا أن ميزة النسيان موجودة فى البشر لما استطاعوا التكيف والعيش والتغلب على كل الأحداث الأليمة، فجعل الله النسيان أداة تصفية وتنقية لكل ما يواجهه الفرد فى حياته، ولهذا جاءت تسمية الإنسان من هذه الصفة العظيمة، وتعمل هذه الميزة بطريقة فريدة ومعجزة وملائمة لكى تكون نعمة على صاحبها لا نقمة، فهى تعزل عنصر الزمان وعامل المكان لحادثة مؤلمة مر بها شخص ما عن إلهامه الحاضر وذاكرته الآنية إلى مكان بعيد داخل عقله الباطن.

على شكل نقاط صغيره تتحول من نقاط سلبية إلى نقاط إيجابية عن طريق استخراج المواعظ والعبر والدروس المستفادة من الحوادث السابقة، وجعلها حوافز ودوافع نافعة لعيش مستقبل أفضل، بل إن ميزة النسيان تكون دافعًا بعد أن تحول السلبيات إلى إيجابيات، إلى فعل المعجزات وتسطير الأعمال الخالدة، فكم شخصٍ تعرض لحادثة مؤلمة عاد بعدها مبدعًا فى مجال ما أدبى أو علمى أو طبى أو صناعى أو اجتماعى أو فنى أو أى مجال آخر من مجالات الحياة، وفى الغالب يكون نوع هذا الإبداع مرتبطًا بنوع تلك الحادثة التى تعرض لها ذلك المبدع، فسبحان الله الذى جعل هذه الصفة فى عباده.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة