لم يدرك مقدمو ومروجو فيلم الإساءة لمشاعر إخوتنا المسلمين فى معتقدهم وديانتهم أنهم أهانوا وأصابوا الأقباط المسيحيين فى مصر، والأقباط الأصلاء فى المهجر، بجرح عميق لإحداث فتنة طائفية، لأنهم خالفوا بكل المقاييس والمعايير تعاليم الكتاب المقدس ومحبة المسيح للعالم أجمع، حيث قدم ذاته فداء للبشرية كلها، لم يبرز منهم إلا الردىء والانتقام لذواتهم من أجل تصفية حسابات على المستوى الشخصى أو مكاسب واهية لصالح قوى مهيمنة على العالم "أمريكا" مصاصة الدماء التى ترتدى ثوب الرياء المزركش بألوان الحرباء، وتلك المكاسب تكمن فى وعود تمكين هؤلاء من أن يصبحوا رؤساء ورؤساء وزارات وتكوين نظام وتقسيم مصر بإنشاء الدولة القبطية التى روج لها المدعو "موريس صادق" قيادة من قيادات منظمات حقوق الإنسان من قبل، ومن أعطى شرعية لهؤلاء ليروجوا لهذا الفيلم هى نفسها الذئب الذى يرتدى ثوب الحمل، ويستنكر ويشجب هذا الحدث، لتشير للعالم إلى أنها تتمتع بتنفيذها الديمقراطية وحقوق الإنسان، ولكن فى الحقيقة هى أرسلت إشارة استطلاع مفادها جس مدى تماسك نسيج مصر فى إرسالية نشر الفتنة، فهى تعرف أن هناك بعض الاحتقانات والتعصبات الدينية الموجودة على الساحة من المرضى صيادى المكاسب والأرباح على حساب زرع الفتن دون أن يعلموا أن أبناء مصر - مسيحيين ومسلمين - قوة متماسكة نسجتها الأوردة معًا وأصبحت دائرة واحدة، جرى فى عروقهم ماء نهر النيل وامتزجت الحروب بدمائهم، وجمعتهم الكوارث والمحن، ومن هنا كل قبطى مسيحى داخل الوطن أو كل قبطى أصيل فى المهجر يرفض ويدين بكل شدة ما حدث، وليعلم هؤلاء - بعوض إثارة الفتن – أنه لم ولن يُخدع المصريون ولا يمكن أن يفكروا بفكر الواحد دون الآخر، وهذا الحدث مرفوض بكل أشكال الرفض، ومقاضاة مثيريه سواء كان من أقباط المهجر أو من المتعصبين الأمريكان الحاملين اسم "رجل الدين" هو إعادة لمراجعة المصريين لأنفسهم، ولنفكر جميعًا أننا على شفا حفرة من النار بسبب أعدائنا من الخارج ومعاونيهم من الداخل ممَّن يبحثون عن الجلوس فى أعلى القمم حتى ولو على جثث ورقاب الشهداء من المصريين الأصلاء، وانتزاع اسم مصر الذى منذ القديم حير ويحير العالم فى حضارتها ومباركة الله لأرضها وعلومها وعلمها وترابط أهلها، ومن أبرز الأعياد التى تجمع المصريين "عيد النيروز"، ولكى لا ننهى حديثنا فإننا مازلنا وسنظل نرفض كل الرفض أى إساءة لمعتقدات ودين الآخر بأى شكل كان، وفى أى مكان ولا نفتح بوابات أو ثغرات للفتن والتعصب، ونجتزُّ كل شوكة تريد إسالة دماء المصريين أو قتلهم للنيل من مصرنا.
رفعت يونان عزيز يكتب: لا للإساءة لإخوتنا المسلمين
الخميس، 13 سبتمبر 2012 02:52 م