قبل تدهور حالته الصحية واشتداد المرض عليه خص المخرج المبدع الراحل إسماعيل عبد الحافظ "اليوم السابع" بحوار سياسى من الدرجة الأولى، حاول فيه قراءة المشهد السياسى وتطورات الأحداث التى تشهدها مصر فى الفترة الحالية، حيث أكد شيخ المخرجين، أن التيارات المتأسلمة التى تمكنت من الوصول إلى مراكز قيادية فى الدولة بعد ثورة 25 يناير، سوف تتحكم فى الفن، وستحاصر المبدعين وتحجم حريتهم، معلناً إيمانه العميق بثورة يوليو ومبادئها والقومية العربية، ويشير مخرج روائع الدراما التليفزيونية "ليالى الحلمية" و"الشهد والدموع"، و"الوسية" إلى أن ثورة يناير جاءت لتحررنا من العبودية التى سجننا فيها النظام القديم.
◄◄ ما رأيك فى ثورة 25 يناير وما
أعقبها من توترات داخلية لحقت بالشارع المصرى، وأدت إلى بغض بعض أبناء الشعب لها؟
- الثورة وضعتنا على الطريق الصحيح وحررتنا من العبودية التى سجننا فيها النظام السابق، لكن من يظن أنها نجحت واهم، حيث قفز عليها كل من الإخوان والجيش، وأفقدوا الميدان شرعيته لفترات طويلة، ونتج عن ذلك مجلس شعب غير معبر عن الثورة.
◄◄ تقصد أن الانتخابات التى أتت بنواب الجماعة إلى المجلس كانت مزورة؟
- لا أقصد ذلك، فالانتخابات كانت نزيهة إلى حد ما، لكن الشعب انخدع فى الوجوه التى اتخذت من «قال الله وقال الرسول» منبرا لحض الناس على انتخابهم، وبعد نجاحهم لم يحققوا آمال وطموحات الشعب المصرى الذى وثق بهم، لكن لن ينخدع الشعب المصرى فى الإخوان والسلفيين مرة أخرى.
◄◄ هل ترى أن الإخوان والسلفيين انكشفوا على حقيقتهم بعد وصولهم إلى مواقع المسئولية؟
- هم الذين كشفوا عن أنفسهم وانزلقوا إلى كشف ما بداخلهم بسرعة، وأعلنوا عن رغبتهم فى الاستحواذ على كل شىء، وتصوروا أن الطريق مباح لديهم لتحويل مصر من دولة مدنية لدولة دينية، وهذا دليل على التخبط فى آرائهم، وبالقانون لابد أن «يتلموا» وما فعلوه لمناصرة حازم أبو إسماعيل ورفضهم المواد القانونية التى نصت على عزله يعتبر «بلطجة».
◄◄ هناك من يرى أن تيار الإسلام السياسى يرغب فى محاصرة الفن ويشرّع قوانين للحد من الإبداع؟
- من حقهم لأن هذا يرجع لمنطقهم وهو «التخلف العقلى»، وهذا ليس جديداً عليهم فدائماً يتخذون من الدين ستارا ليحرفوا الكلم عن مواضعه، وأقول لهم «لو انتم بتوع ربنا اتقوا الله اللى بتعملوه بره العقل»، كما أود أن أنبه الشعب المصرى ممن يريدون أن يأخذونا للعصور الوسطى.
◄◄ ما السلبيات التى وقعت فيها التيارات المتأسلمة من وجهة نظرك؟
- الرغبة السريعة والجامحة فى الاستيلاء وامتلاك البلد، بعدما شعروا أنها مغنم لهم وهرعوا خلف الغنيمة، وهذا يوصف بالتهريج، إضافة إلى أنهم لم يقدموا أمارة واحدة تثبت حسن نواياهم تجاه الشعب المصرى.
◄◄ قدمت رؤية للثورة السلمية فى مسلسلك «أكتوبر الآخر» فهل كنت تتنبأ بحدوث ثورة على أرض الواقع؟
- لم أتوقع قيام ثورة عقب المسلسل، لكن أخذنا على عاتقنا مواجهة الفساد، والمعروف أن واجب الدراما دق ناقوس الخطر، وفى الجزء الخامس من مسلسل «ليالى الحلمية» تعرضنا لحادثة وجيه أباظة الشهيرة عندما طالبوا جمال وعلاء مبارك مشاركته فى توكيلات السيارات بأوامر من والدهم، وبعدها توقف «ليالى الحلمية»، لكننا لم نتعرض لأى اضطهاد بعد عرض مسلسل «أكتوبر الآخر»، حيث كان هناك وعى عند الكوادر الكبيرة بمعنى أنهم تركوا «اللى يتكلم يتكلم والفساد شغال».
◄◄ ما السبب وراء إقبالك هذا العام على تقديم دراما صعيدية وسط أعمال كثيرة اتخذت نفس الطابع؟
- الدراما الصعيدية بوجه خاص محببة لدى المشاهد، وبالنسبة لى قدمت تجربتين فيها فقط هما «خالتى صفية والدير» و«حدائق الشيطان» وثالث تجربة هى مسلسلى «ابن ليل» بطولة يوسف شعبان ومجدى كامل وفريال يوسف، وإنتاج شركة صوت القاهرة، وأتعشم أن يحوز على إعجاب الجمهور مثل أعمالى الصعيدية السابقة.
◄◄ ما حقيقة المشاكل الإنتاجية التى تتعقب المسلسل فى تلك الفترة؟
- المشاكل الإنتاجية نابعة من نقص السيولة المالية فى أجهزة الحكومة، لأن البلد تمر بأزمة حقيقية فى نواحيها الاقتصادية، ونحن استطاعنا تصوير "13" ساعة، ويتبقى لنا سبع ساعات تصوير لانتهاء المسلسل، ويعكف حاليا الموسيقار عمار الشريعى على وضع الموسيقى والألحان للكلمات التى كتبها الشاعر سيد حجاب للمسلسل، وسيتغنى بها المطرب على الحجار.
إسماعيل عبد الحافظ فى حوار لـ"اليوم السابع" قبل مرضه: أؤمن بالقومية العربية وثورة يوليو.. وأخشى مما هو قادم.. وأتمنى نجاح ثورة يناير التى حررتنا من العبودية
الخميس، 13 سبتمبر 2012 07:47 م
إسماعيل عبد الحافظ
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة