إسماعيل عبد الحافظ.. رحلة الشهد والدموع بدأت بـ"ليالى الحلمية" و"عدى النهار" و"خالتى صفية والدير".. وانتهت بتخلى الدولة عن علاجه

الخميس، 13 سبتمبر 2012 01:54 م
إسماعيل عبد الحافظ.. رحلة الشهد والدموع بدأت بـ"ليالى الحلمية" و"عدى النهار" و"خالتى صفية والدير".. وانتهت بتخلى الدولة عن علاجه إسماعيل عبدالحافظ
كتب العباس السكرى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بقدر ما عشق المخرج الكبير الراحل إسماعيل عبد الحافظ الحارة الشعبية وتأثر بها، بقدر ما تخلت عنه الدولة وتقاعست فى علاجه أيام مرضه الأخيرة، حيث رحل أهم مخرجى الدراما المصرية عن عالمنا، اليوم الخميس، بأحد المستشفيات الفرنسية، بعد رحلة أثرى خلالها الشاشة الصغيرة بأعمال مميزة فى الحقل الدرامى.

رفض عبدالحافظ تقييد حريته، فأبحر خلال أعماله فى واقع الحارة الشعبية برومانسيتها وشهامتها ووطنية رجالها، وأبرز نماذجها الطيبة التى تجلت فى تضحية أبنائها من أجل تحرير البلاد من الإنجليز بالثورات التى أشعلت ضمائر البشر داخل الوطن العربى.

اجتاحته عواصف الحب فانفعل خلف الكاميرا بالخير والشر، وأظهره على الشاشة فى صورة الرجل والأنثى، ولعل مسلسل "خالتى صفية والدير" بطولة بوسى وممدوح عبد العليم، رسالة تحمل مضموناً كبيراً، حيث تحولت المرأة العاشقة إلى أنثى ترغب فى الانتقام بعد إهدار كرامتها فى الحب.

قبض إسماعيل عبد الحافظ على جمرات النار طوال رحلته الإبداعية بغوصه فى هموم الوطن والمواطن المصرى بتقديمه مسلسل "ليالى الحلمية" مع صديقه الكاتب الراحل أسامة أنور عكاشة، واستطاعا رصد حقبات زمنية من أهم تاريخ مصر فى تلك الفترة.

وبما أن المخرج الكبير ينتمى لجيل ثورة يوليو، ويؤمن بالقومية العربية، حرص على تقديم وثيقة "الشهد والدموع" بطولة يوسف شعبان، ليدلل بها على عظمة الثورة وما تبعها من أحداث فى هذا العصر من تأميم ممتلكات وأراض وقصور، وأيضا مسلسل "عدى النهار" بطولة صلاح السعدنى.

ولم تكتف كاميرا إسماعيل عبد الحافظ بتقديم أعمال من نوعية واحدة، بل قدم الدراما بكل أنواعها الاجتماعية والسياسية والشعبية والصعيدية، على رأسها مسلسلات "الشهد والدموع، ليالى الحلمية بأجزائها الخمسة، امرأة من زمن الحب، خالتى صفية والدير، سامحونى مكنش قصدى، حدائق الشيطان، المصراوية، إضافة إلى آخر أعماله ابن ليل".

تأتى وفاة المخرج الرائع بعد رحلة مرض قصيرة، بدأت أول أيام عيد الفطر الماضى، أدت إلى مكوثه داخل مستشفى السلام الدولى بالمعادى، 16 يوما، إثر تعرضه لالتهاب رئوى حاد، ثم غادرها الثلاثاء الماضى متوجها لفرنسا لاستكمال علاجه وداهمه الموت هناك.

وخلال فترة تلقيه علاجه فى مستشفى السلام الدولى، تخلت الدولة عنه وتجاهلت ما قدمه المبدع طوال حياته لتلفزيون الدولة وللعالم المصرى، وطالبت نقابة المهن السينمائية وزير الإعلام صلاح عبد المقصود وثروت مكى رئيس اتحاد الإذاعة والتلفزيون بالمساهمة فى علاج المخرج الكبير كتقدير لمسيرته الفنية، لكن تخاذلت وزارة الإعلام والتلفزيون فى الرد على النقابة.

وعقب تدهور حالة المخرج الصحية أمر الأطباء بسرعة علاجه فى أحد المستشفيات بفرنسا، وهاتف ابنه الفنان محمد عبد الحافظ نقابة السينمائيين، لكى يسهلوا إجراءات الطائرة الخاصة التى ستنقله لفرنسا، وخاطبت النقابة شركة صوت القاهرة وقام سعد عباس بتوفير 150 ألف جنيه من أجر المخرج على مسلسله الأخير "ابن ليل" الذى أنتجته الشركة، كما خاطبت النقابة محمد صابر عرب وزير الثقافة لإبلاغ الرئاسة بالأمر، وتدخل الصحفى عمرو الليثى فى القضية وصرح بأنه تحدث مع المتحدث الرسمى للرئاسة ياسر على عن توفير طائرة للمخرج، وعقب إبلاغه طلب المتحدث باسم رئاسة الجمهورية تقارير طبية تثبت سرعة سفره للخارج، وقام الفنان أشرف عبد الغفور نقيب الممثلين بإرسالها لرئاسة الجمهورية على أمل أن يتلقى ردا سريعا حول تجهيز طائرة خاصة لنقل المخرج، لكن كان الصمت جوابهم.

وسافر المخرج الكبير الراحل على نفقته الخاصة لباريس بعدما ساءت حالته الصحية، وتخاذلت الدولة عن علاجه.


موضوعات متعلقة:

رحل عمدة الدراما العربية وترك مدرسة فى الإخراج التلفزيونى

رحيل المخرج الكبير إسماعيل عبد الحافظ ووصول الجثمان غداً





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة