د. مصطفى النجار

كيف ندافع عن رسولنا؟

الأربعاء، 12 سبتمبر 2012 06:08 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عقب الإعلان عن بدء إنتاج فيلم مسىء لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) شارك فيه بعض أقباط المهجر طبقا لما ذكرته بعض الوسائل الإعلامية بدأت بوادر معركة قادمة أعادت لذهنى معركة الرسوم المسيئة التى نشرت فى الدانمارك ومن قبلها موقعة رواية وليمة لأعشاب البحر التى تسببت فى أزمة كبيرة حين تم نشرها فى مصر. شاهدت أكثر من عشر دقائق من الفيلم على موقع اليوتيوب وهو فيلم ساقط فنيا بامتياز وفاشل على جميع المستويات صنعه مجموعة من الهواة الذين لم يجهدوا أنفسهم قليلا لإجادة صناعة التشويه المقصود بشخص النبى الكريم ودين الإسلام. من صنعوه هم مجموعة من السفهاء من فاقدى العقول، أعمى التطرف عيونهم وقلوبهم وسيطرت عليهم الكراهية وانطلقوا فى طريق الغى وزرع الفتن عبر الكذب والتدليس وبث الإفك.

ندين بشدة كل سفالة وتطاول وإساءة على رسولنا محمد (صلى الله عليه وسلم) وكذلك ندين الإساءة لكل الأديان والأنبياء أيا كان مصدرها، ونؤكد أنه لن ينجح ألف فيلم فاشل مثل هذا الفيلم فى تشويه شخص الرسول الذى تعلمت منه البشرية حسن الخلق، ونحيى موقف الكنيسة المصرية التى أعلنت فى بيان لها تبرؤها من هؤلاء ومما فعلوه، ولكن هناك محددات مهمة ينبغى الأخذ بها فى هذه الأزمة، أولا: يقع على الدولة الدور الأول فى متابعة ما حدث وتقصى الحقائق فيه وبحث كل السبل الممكنة لمساءلة هؤلاء ومحاسبتهم على جرمهم وهذا دور لا يمكن إغفاله وتقع مسؤوليته كاملة على الدولة. ثانيا: يجب أن يكون للكنيسة المصرية دور إرشادى مع هؤلاء المتطرفين – ما أمكن – لأنهم يتسببون بفعلهم فى إثارة موجات من الكراهية والبغض والرغبة فى الانتقام قد لا تحمد عقباها وسيصطلى بنارها الجميع لأن التطرف يقابله تطرف.

ثالثا: كل الغيورين على دينهم ومن احترقت قلوبهم وهم يرون الإساءة المتدنية لشخص رسول الله صلى الله عليه وسلم مشاعركم هذه هى دليل حب واحترام لنبينا الكريم وتؤجرون عليها ولكن يجب أن نضبط هذه المشاعر حتى لا تخرج بنا عن الموضوعية وتؤدى بنا إلى تعميم نظلم به أبرياء لا ذنب لهم ولا يد فيما فعله هؤلاء السفهاء. رابعا: وسائل الإعلام خاصة القنوات الدينية الإسلامية يجب أن تتعامل مع الأمر بكثير من الحكمة وأن تبتعد عن لغة تهييج المشاعر واستثارتها لأن بداية العنف خطاب مؤثر يمس العواطف الدينية ويستثيرها لأقصى حد فتخرج هذه المشاعر عن حد الاعتدال وتؤدى بصاحبها إلى ممارسة العنف لتفريغ طاقة الغضب بداخله وهذا ما نخشاه. خامسا: ظهور الفيلم فى هذا التوقيت الحرج يلقى بظلال من الشك والريبة على الجهات التى وقفت خلف هذا العمل ودعمته ويجعلنا نتريث فى الانجرار لمعركة تتصاعد تدريجيا ويريد هؤلاء جرنا إليها ليحققوا أهدافا خسيسة قد يكون من بينها إثارة موجة عنف طائفية فى مصر تسيل فيها الدماء وتضطرب البلاد لتتوقف مسيرة الوطن بعد خطواته الأولى إلى الأمام، وهذا شك يعضده تحركات بعض الأقباط بالخارج فى عدد من الدول الغربية لتثبيت فكرة الاضطهاد الدينى وطلب فتح باب اللجوء لأقباط مصر إلى هذه الدول.

هذه محددات هامة يجب النظر لها ونحن نتعامل مع الأزمة ويبقى ضرورة الفعل الإيجابى الذى يتمثل فى وسائل عملية وابتكار آليات جديدة يمكن بها تقديم صورة الإسلام الحقيقى للعالم وتعريف العالم بشخصية رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، يجب أن يتحول الغضب إلى طاقة بناء وإبداع وقد نخرج من بعض المحن بكثير من المنح إذا تعاملنا معها بشكل مختلف يعنى بالفعل الإيجابى.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 3

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد

رائع

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد الواعى

مقاطعه امريكا

عدد الردود 0

بواسطة:

hhamed

مقاطعة اقتصادية

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة