د. أشرف بلبع

لماذا نتحمس لحزب الدستور؟

الثلاثاء، 11 سبتمبر 2012 05:02 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التوازن هو كلمة السر فى اكتمال الديمقراطية بأى بلد. لن تستقيم حياة سياسية بوجود قطب وحيد تراصت له أسباب القوة وحولة تدور شراذم كثيرة فى رد فعل دائم، يستتبع تلقائيا وجود قطب وحيد، انخفاض فى مستوى شفافية الحكم وانحدار فى ممارسته للديمقراطية الحقة.

عاشت مصر فى معية القطب الواحد طوال ستين عاما ولم تقم ثورة يناير إلا للقضاء على هذه المنظومة الفاسدة التى خنقت الحرية والديمقراطية فى مصر وأذلت المصريين. مازلنا نتعرض حتى هذه اللحظة لخطر استمرار القطب الوحيد مستأثرا بكل شىء. حان الوقت تماما بعد كل التضحيات التى قدمت فى ثورة يناير أن يعيد المصريون التوازن لحياتهم السياسية بإنشاء عدة أقطاب قوية فى مواجهة القطب الموجود. هذا هو بالضبط سبب حماستنا لحزب الدستور.

يتميز حزب الدستور بأنه وحدة الحزب الوسطى الذى يتماشى تماما مع طبيعة المصريين وعدم استغراقهم فى الأيديولوجيات، والذى يؤمن فى نفس الوقت بأن الدين لله والوطن للجميع بما يستتبع هذا من فصل الدين عن السياسة وليس عن حياة المجتمع. يتميز حزب الدستور بتبنية لأهداف ثورة يناير وهى التى تتمحور حول التطهير الشامل من كل الفساد الذى عطب الدولة المصرية وإرساء توجة التغيير كطريق وحيد لفتح الطريق نحو نهضة مصر والمصريين، وهو ما يؤمن لهم ارتفاع مستوى معيشتهم جميعا ويحفظ لكل مصرى كرامته الإنسانية. لن يكون حزب الدستور هو الوحيد الذى يتبنى أهداف ثورة يناير، ولكنه سيكون وحدة الذى يناضل فقط من أجل هدف النهضة وليس لحماية جماعة أو الدفاع عن أيديولوجية بعينها أو الترتيب المستميت لوصول رئيسة رئيسا للجمهورية.

الحقيقة أن كل المصريين الوسطيين المستنيرين الذين رتبوا للثورة طوال عام 2010 ثم أشعلوا شرارتها فى يناير التالى واستمروا فى الميدان طوال الثمانية عشر يوما الأولى التى تحدث عن سموها ونبلها الجميع هم من يقيمون اليوم حزب الدستور بكل الحماس. هؤلاء النبلاء هم من يقدمون جهدهم فداء لمصر وبدون أى غرض. هذه النوعية النبيلة الناشطة المبادرة الثائرة هى دعائم حزب الدستور، كل منهم وحدة مستقلة مفكرة ثائرة مبادرة فاعلة. حزب الدستور هو حشد من الرؤوس وليس قطيعا يؤمر فينفذ. حزب الدستور يملؤنا حماسا لأن عماده فرد فريد بشخصه وقدراته، ولأن جميع هؤلاء كانوا يتشوقون كى يجدوا كيانا يبذلوا فيه معا. الطيور على أشكالها تقع وقد وجدت ضالتها فى حزب الدستور.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة