إنه لجو شديد الاختلاف شتان بين حياة المدن ومصانعها وسياراتها وطرقها المزدحمة، وبين الجلوس على حافة طريق ضيق.. التراب يملؤه.. تمكث على أرضه.. وتفزع إن مرت سيارة بجانبك.. من هول التراب الذى يتصاعد ليشق عنان السماء.
ولكن يمضى وقت طويل حتى تمر سيارة فى هذا الطريق لتصل لإحدى القرى الصغيرة على مرمى البصر من هنا، وبينما أنت على ذلك من هدوء الطريق تجلس القرفصاء وحدك على جانب البحيرة متأملاً، وتمسك بإحدى الحصى وتلقيها فى الماء وتتبعها بناظريك، ثم تتبع الدوائر الناتجة عن ملامستها الماء إلى أن تختفى أصغرها، ثم تغمض عينيك.. وتذكر أن حياتك أمواج كهذه يحدث بها هذا الاضطراب ثم يستقر سبب الاضطراب فى الأعماق ويعود السطح رائقًا كما كان، ولكن قد هوت الحصاة فى قاع الماء، ولكن عاد السطح رائقًا.
