د. صلاح على أحمد يكتب: صندوق دعم البحث العلمى ياريس

الثلاثاء، 11 سبتمبر 2012 10:10 ص
د. صلاح على أحمد يكتب: صندوق دعم البحث العلمى ياريس صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
سيادة الرئيس ـ تحية طيبة وبعد:
لقد شعرنا بتغييرات فى شتى مجالات الحياة فى مصر من مشاريع وبناء شركات وإصلاح أراضى وتغييرات قيادية وغيره الكثير.

ولكن مشكلة البحث العلمى لم تحل بعد، ونعتقد أنها أهم المشاكل التى تواجه مجتمعنا، والتى يجب النظر إليها أولا. وكما تعلم يا سيادة الرئيس وأنت أستاذ جامعى أن البحث العلمى هو الركيزة الأساسية لتحسين مستوى تفكيرنا وتعليمنا، والطريق لنهضة حقيقية، وبناء مجتمع علمى حضارى. وليس لنا خيار بغير التقدم العلمى والتكنولوجيا لكى نسارع بلاد مثل كوريا واليابان وماليزيا وأسبانيا والبرازيل.

لذا نتمنى يا سيادة الرئيس إنشاء صندوق عاجل لدعم البحث العلمى فى مصر، ودعم المشاريع العلمية على غرار ما يحدث فى أمريكا وألمانيا من مشاريع بحثية ممولة من الحكومة الفيدرالية، وحتى فى بلاد عربية مثل مؤسسة قطر للعلوم ومدينة الملك عبدالعزيز العلمية لتمويل الأبحاث العلمية. إن النهضة العلمية فى اليابان وألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية قامت على بناء المراكز البحثية، وتشغيل كثير من أفراد المجتمع فى البحث العلمى والمنتجات الصناعية.

نريد من سيادتكم يا سيادة الرئيس بناء صندوق برأس مال، لا يقل عن مليار جنيه سنويا لدعم المشاريع البحثية الجامعية فى كل جامعات ومعاهد مصر. وهذا يكون صندوقا تابعا لرئاسة الجمهورية ومختلفا عن ميزانية البحث العلمى ككل أو ميزانية كل جامعة على حده. إن آليات هذا المشروع يا سيادة الرئيس قد يكون من الممكن تطبيقها فى أقل من شهر بإعلان من سيادتك فى خطاب عام لكل الأمة بحيث تنهض الجامعات ويعمل الأساتذة والطلاب على تمويل هذا المشروع منذ بداية العام الدراسى الحالى، وتقدم المقترحات فى خلال شهر من إعلانه، ويتم الدعم للمشروع بعدها بعدة أسابيع. ولك يا سيادة الرئيس كل الخيارات فى مصدر تمويل هذا المشروع، سواء من دخل قناة السويس أو الدخل القومى من الضرائب ووسائل المواصلات، أو من الأموال المنهوبة والمسروقة فى الخارج من فلول النظام السابق.

إن هذا الأمر سوف يجلب على مصر الخير كله إن شاء الله ومنها ما يلى:

1- تشجيع الأساتذة والباحثين على البحث العلمى، وتقديم مشاريع بحثية حقيقية فى مصر. لك أن تتخيل يا سيادة الرئيس أن مليار جنيه مصرى ممكن أن تمول أكثر ألف مشروع سنوياً على مستوى جامعات ومعاهد الجمهورية. ويكون زيادة مرتبات الأساتذة مرتبطة بالمكافأة الشهرية من هذه المشاريع الممولة من سيادتكم، ويكون الأفضلية لأحسن مشاريع بحثية تخدم المجتمع المصرى.

2- كثير من الأساتذة المتميزين والعلماء سوف يرجعون إلى مصر الحبيبة، لعمل وتأسيس مشاريع بحثية مشتركة مع الأساتذة المحليين، وهذا سوف يخلق جواً من التعاون المشترك فى الداخل والخارج. وبل وكثير من الشركات سوف تبنى على هذه المشاريع البحثية الناجحة، وكثير من الشركات سوف تستثمر فى مصر.

3- بناء النهضة العلمية فى مصر، فكثير من أساتذة الجامعات المصرية لديهم خبرة، ولكن ينقصهم التمويل المادى للمشاريع البحثية. سيادة الرئيس تعلم جيدا أن دولة مثل إسرائيل تنفق 3% من دخلها القومى على البحث العلمى والاختراعات.

4- مشاريع بحثية لخدمة المجتمع والمساهمة فى حل مشكلة المرور والمياه والأمن والنظافة بطرق علمية مبسطة. وعلى نحو هذا سوف يفكر جميع أساتذة الجامعات فى حلول علمية جذرية لمشاكل المجتمع. هذه المشاريع سوف تساهم فى بناء المجتمع العلمى وإصلاح التعليم. التعليم يا سيادة الرئيس لن ينصلح إلا بالبحث العلمى وبناء القاعدة العلمية الصحيحة من الأساتذة والطلاب، وعليه تخريج جيل جيد من المدرسين فى جميع المراحل التعليمية.

5- توزيع المشاريع البحثية على الجامعات حتى تنهض الدولة من الناحية العلمية. هذه المشاريع سوف تخلق جواً من التنافس العلمى البناء وتشجيع شباب الباحثين. سوف تقسم بنسب على جامعات الأقاليم والمدن الكبرى، سواء بحيث تعطى تكافؤ فرص لكل الجامعات والمعاهد أن تنهض. سيادة الرئيس نهضة مصر العلمية لا تحل من خلال مشروع واحد فقط مثل مدينة زويل، بل يجب أن تنهض كثيراً من الجامعات الحكومية والخاصة معاً حتى تنهض مصرنا ككل. تعلم يا سيادة الرئيس أن أمريكا بها عشرات بل مئات من الجامعات المتقدمة البحثية التى تُدعم بتمويل حكومى للبحث العلمى.

6- تشغيل كثير من الشباب من خريجى الكليات العملية فى البحث العملى بدلا من البطالة أو تشغيلهم فى غير تخصصاتهم. سوف يتفرغ طلاب الماجستير والدكتوراه للبحث العلمى بشرط الحصول على تمويل كاف من صندوف البحث العلمى المقترح تحت سيادتكم بدلا من سفرهم إلى أمريكا وأوروبا وغيرها من البلدان للحصول على الدكتوراه والماجستير.
سيادة الرئيس سر على بركة الله وانهض بمصر علمياً وثقافياً وسياسياً واجتماعياً، وفى شتى جوانب الحياة.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة