يبدو أن الحياة تبدو كلعبة الشطرنج بكل ملوكها ووزرائها.. الخطوات بطيئة ومهيمنة تتمتع بذكاء خارق أو بغباء مهين، ولا مكان للون الرمادى بين سطور وتفاصيل هذه اللعبة، حيث إنك إذا أردت أن تخترقها وتخوضها كاملة، فينبغى عليك اختيار أحد اللونين، إما أبيض أو أسود.
وعليك بالتركيز الشديد، حيث إنه بخطوة واحدة وحركة قصيرة تستطيع أن تنال ما تريد وفى أسرع وقت، أما إذا سيطر عليك غباؤك، وتزعمت بأنك القادر الوحيد على أن تحصل على كل شىء، وأن تسيطر على الموقف بوسطية، فتأكد بأنك ستخسر كل شىء.
تجربة الحياة قد تكون قاسية ومريرة لمن اختار أن يخوضها تحت شعار اللاوعى واللاشعور واللامبالاة، يتحرك فيها بدون تفكير؛ يتساهل فى أموره؛ ويتبع أهواءه، ويكون نتيجة ذلك أن يخسر أغلى وأعز ما يمتلك، ويشعر أنه ضحية لم يصنعها سوى تفكيرمعتم وتحركات عقيمة.
فيجب علينا ومن البداية أن نخوض تجربة الحياه الحقيقية بخطوات بيضاء ثابتة، وأن نترك الأوهام واللاشعور جانبا، ونقدم أنفسنا للحقيقة كما هى حتى نحصل على ما نريد، ونجعل من الحياه المقدرة علينا لعبة ذكية نديرها بأنفسنا، ولا نجعل تسلطها وأوهامها المزيفة تعترينا ونركض وراءها بسذاجة لا تناسبها ولا تناسب ما خلقنا من أجله.
الحياة تقذف إلينا يوما بعد يوم كثيرا من الأحداث فى اعتقادى أنها ليست أحداثا جارية ويومية. إذا تفقدنا لما يدور بها بعين البصيرة سنجد أنها مجموعة من التساؤلات والتناقضات، يسهل على من يتأمل بها قليلا أن يتعلم ويتعرف على حقيقة الحياة.
لا أستطيع أن أقر بأنه لابد وأن يمضى على كل منا زمنا طويلا ودهرا كاملا، كى يعرف حقيقة الحياة، ويتعرف على سراديقها وخباياها.. التفكير وحده قادر على خوض التجربة بنجاح وخطوات بطيئة تتمتع بذكاء ونجاح خير من خطوات سريعة تقود إلى الفشل، وحتما سيكون الوقوع فيها فادحاً.
إذا نظرنا إلى لعبة الشطرنج بأعين مختلفة، سنجد بين مربعاتها البيضاء والسوداء سر الحياه الذى يغفله الكثير منا.
الحياة مليئة بمكونات مترابطة متلاصة وملتحمة من الحب والعمل والنجاح والعلم والصداقة، وإذا كانت البداية ناجحة، فحتماً ستكون النهاية مفرحة.
ما نتبعه من البداية يقودنا إلى شكل النهاية، وبهذا لابد وأن نعمل على البدايات الصحيحة، لكى لا تقتل سعادتنا وتدفن ابتساماتنا وتموت قلوبنا.. القدر المحتم عليك من صنعك فأحسن إلى ما تصنعه فى حياتك.
شطرنج
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
