الصبرُ واليأسُ والألمُ
والغدرُ والرعدُ والبرقُ
ومطرُ الشتاء.. ومطرُ أجسادنا فى الصيف
وسلالاتُ البشر
ومعانٍ كثيرة
والثقةُ مبدأها ومنتهاها
والعاطفةُ والشوق
والشوكُ فى صحارى الخريف
ماتت الزهور
وذبلت أوراقها
وتبقى من البحرِ ملحُه
الكيدُ والمكرُ والحسدُ والويل
والحروبُ الأهلية
والقبضةُ الأمنية
وثوراتُ العالم
والنظرياتُ الفاشلة
والمؤامراتُ الواهية
والخطر
والضجر
معانٍ فى طى الحرمان
وجثمان المهاجر الطريح
فى بحرٍ عاتٍ جارحٍ وجريح
ما كان ينوى إلا
أن يأكل من عرقِ يديه
لا من فضلات القصور
وكلـُنا يملأنا القصور
بأى ذنبٍ ذُبحوا
كرامةُ الشرق انتهكت
وغطرسة الغربِ بقيت
تـُخرجُ لسانها
إثرَ كلِّ قرض
ترقص فوق أشلائنا
رقصة القرد
فوق الطيور المذبوحة
بغابة دنشواى
الصيد الثمين لا يعدُ ثمينًا
حالما يقع
وهل وقعنا..
ووقعت معنا علومُ الأندلس
وكلُّ تراب دمشق
وكلُّ جمال بيروت
وكلُّ أنهار بغداد
وقِبلةُ القدسِ الأولى
وقُـبلةُ الحُر
على جبين أخيه
قبل أن يودعه بالميناء؟!
ما لبثت أن تبخرت
ويبقى الليلُ الحالك
وتبقى معه المهالك
يداعبه قمر حزين
ونجماتٌ ساهرات
باكيات
وتبقى أيضًا
فتياتٌ عاريات
يداعبن أنفسهن
أو يداعبهن
من كانوا من المفترض
أن يثأروا لنا
هنالك
فيما وراء البحر
أىّ جرحٍ غائرٍ هذا؟
أىّ وردٍ ذابلٍ هذا؟!
وأىّ ورقٍ طائحٍ؟
وأىّ مركبٍ سائح
سابح
يعرف مجراه
ولا يعرف هل سيرسو
فى دنيا جديدة
أم إلى الآخرة سينتهى؟!
عن أى وطن تتحدثون؟
عن أى شعب تتكلمون؟
وبأى أقلامٍ تكتبون؟
سكتت كلُّ قلوبكم
ونطقت كلُّ حناجركم
بما لا يجاوزها شبرًا واحدًا..
عن مصيرِ الغدر
عن الوطن القاسى
وعن نزيف البحر..!
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
Mido
رائع