وزير الآثار من الوادى الجديد: لولا الثورة ما كنت وزيرا.. وتسلمت الوزارة وديونها تتجاوز المليار جنيه.. وكنت رافضا لنقل معبد "هييس" خوفا من تدميره.. ولا صحة لما يتردد عن نية الإسلاميين لتدمير الآثار

قام الدكتور محمد إبراهيم، وزير الدولة لشئون الآثار، بزيارة تفقدية للمناطق الأثرية بمحافظة الوادى الجديد، صباح اليوم السبت، والتقى بالمحافظ اللواء طارق مهدى، ثم توجه فى زيارة خاطفة لمعبد هيبس الرمز الرسمى للمحافظة، والذى أوشكت أعمال الترميم فيه على الانتهاء، كما زار مقابر البجوات.

وأكد وزير الآثار، أنه كان من أعضاء اللجنة التى قررت عام 2003 عدم الموافقة على نقل معبد هيبس، خوفا عليه من التدمير، وأوصت بترميمه فى موقعه، حيث أوشكت أعمال الترميم على الانتهاء، مؤكدا أنه سيتم افتتاحه فى أقرب وقت ممكن رسميا أمام الزوار.
وبعد ذلك عقد الوزير مؤتمرا صحفيا بمقر أكاديمية البحث العلمى بالخارجة بحضور المحافظ وعدد من القيادات التنفيذية.

وقال الدكتور محمد إبراهيم، وزير الآثار، إنه لولا الثورة المصرية لما كان وزيرا للآثار على الإطلاق، وأنه تسلم الوزارة وحجم مديونيتها أكثر من مليار جنيه، ومُطالب بدفع 50 مليون جنيه شهريا كرواتب للموظفين، وعلى الرغم من ذلك يعتمد كليا على التمويل الذاتى، وهو ما جعله يحول العمل بالوزارة إلى نظام العمل المؤسسى، والابتعاد عن القرارات المنفردة ويضع استراتيجية عمل تعتمد على إعادة بلورة فكرة تقديم المنتج التسويقى الأثرى للزائر وخاصة للسائح المصرى والعربى والأفريقى بهدف فتح آفاق تسويقية جديدة من خلال معرفة طباع وثقافة واهتمامات تلك الشعوب سواء العربية أو الأفريقية تجاه السياحة الأثرية المصرية، مؤكدا استمرار الوزارة فى مشروع المتحف المصرى الكبير، وفقا لإطار زمنى محدد حتى لا يتعرض لخسائر تصل إلى 4 ملايين جنيه فى اليوم.

وأضاف وزير الآثار أن المرحلة القادمة تحتاج لتضافر الجهود من كافة الأطراف من أجل تحقيق أعلى معدلات النجاح فى منظومة العمل، مؤكدا أنه لا صحة لما كان يطلقه البعض بشأن سيطرة التيار الإسلامى على الحكم وتوجهاته نحو تدمير الآثار المصرية، معتبرا تلك الدعوات ماهى إلا فزاعة كان يستخدمها أشخاص لمصالح وأغراض شخصية مستدلا على ذلك أن أحد أعضاء الأحزاب الإسلامية كان يعاونه فى وضع مشروع قانون يجرم الاعتداء على المناطق الأثرية.

وعن ظاهرة النصب بالآثار المنتشرة بالمحافظة، قال وزير الآثار، إن تلك الظاهرة السلبية لابد أن يتصدى لها كل أبناء المحافظة بشكل صارم حتى لا ينعكس أثر ذلك على الحركة السياحية والمجتمعية، وأن القانون الذى يحمى الحقوق الفكرية لكل ما هو مصرى وأثرى موجود وتم تعميمه ليشمل الصور وليس المنحوتات فقط، والسعى لجعل القانون دوليا وليس محليا، وعندها سيتوقف دور وزارة الآثار ويبدأ دور أجهزة أخرى لن تنجز مهامها إلا بالدعم الشعبى من المواطنين.

من جانبه قال اللواء طارق مهدى، محافظ الوادى الجديد، إن زيارة وزير الآثار تأتى فى إطار تفعيل منظومة التنمية الشاملة على أرض المحافظة والتى تتضمن زيارات لوزراء السياحة والبيئة والثقافة والآثار، مؤكدا أن تكبد وزير الآثار فى قطع تلك المسافة برا ينبع من إيمانه بمدى أهمية ما تحتويه المحافظة من كنوز أثرية متنوعة، مؤكدا أن وزير الآثار سيتفقد أهم المواقع الأثرية بالمحافظة، ويشاهد أول تجربة لتشغيل بانوراما الصوت والضوء بمتحف هيبس، تمهيدا لافتتاحه قريبا، وكذلك يتوجه لمدينة الداخلة لمتابعة المناطق الأثرية بها.