مثقفون يطلقون مبادرة "إيوتوبيا" لتوحيد الشعوب ضد الرأسمالية

السبت، 01 سبتمبر 2012 04:31 م
مثقفون يطلقون مبادرة "إيوتوبيا" لتوحيد الشعوب ضد الرأسمالية عزت القمحاوى
كتب بلال رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أطلق عدد من المثقفين مبادرة بعنوان "إيوتوبيا- Eutopia"، وهى مبادرة عالمية لاتحاد الشعوب فى مكافحة الرأسمالية العالمية، عبر مقاطعة الشركات وسلاسل المتاجر العالمية ودعم المنتجين المحليين، داعين جميع الغاضبين الديمقراطيين فى العالم للاتحاد معًا، ووقع على بيان المبادرة كل من الكاتب عزت القمحاوى، حسين محمود، وأرماندو نيشى إيطاليا، محمد هشام.

وذكر بيان المبادرة على صفحة التواصل الاجتماعى الشهير "فيس بوك" أنه بعد عامين من الثورات واحتجاجات الغضب، التى شملت مناطق واسعة من الكرة الأرضية، لم تنجح الشعوب فى تحقيق تطلعاتها إلى العدالة والحرية، بل أصبحت عرضة، أكثر من أى وقت مضى، لخطر السقوط فى مستنقع التعصب، الذى يتخذ مظهرًا دينيًا جنوب المتوسط ومظهرًا يمينيًا قوميًا متطرفًا فى شماله.

وفى حين يبدو العدو واضحًا فى ثورات العرب، وهو الديكتاتور العسكرى، يبدو مموهًا ولا مرئيًا فى احتجاجات أوروبا وأمريكا الشمالية. وقد أثبت عاما المواجهة فى البلاد العربية أن الديكتاتورية العسكرية العربية ليست سوى وكيل محلى فاشل للعدو الواحد الذى يجب أن نكشف معًا عنه بوضوح، وهو قوة الرأسمالية المتوحشة.

وأوضح البيان أن هذه القوة هى التى تمنح الأنظمة الديكتاتورية فى الشرق الأوسط الفرصة تلو الأخرى للبقاء فى السلطة ولو كان الثمن ذبح الشعوب، من خلال تشكيل لجان دولية متتابعة لا تفعل شيئًا سوى استهلاك الوقت. وبالمثل فإنها تمنح الحكومات الأكثر فشلاً فى أوروبا الفرصة للاستمرار من خلال جدولة ديونها ومنحها القروض الجديدة.

وأضاف، هذا الضغط الذى مورس على شعوب عريقة المدنية كالمصرى والسورى والتونسى، يدفع بهذه الشعوب إلى التطرف الطائفى، بينما يقود الإذلال الاقتصادى شعوب الضفة الأخرى للمتوسط إلى تطرف نازى يشبه ذلك الذى شهدته ألمانيا بسبب إذلالها بعد الحرب الأوروبية الأولى.

وأشار الموقعون على البيان إلى أن كل ما يهم الرأسمالية العالمية هو الاحتفاظ بالأرباح الفاحشة التى يجنيها كبار اللاعبين، وتبذل كل جهودها لإجهاض الثورات من أجل تحاشى الإصلاح الإنسانى الحقيقى داخل منظومة الاقتصاد العالمى الغارقة فى الأنشطة الطفيلية، مثل الإعلان والمعالجة التجميلية الصرفة للسلع وكذلك صناعات الترفيه بكل أشكالها بحيث صار العامل أو الزارع الواحد يحمل على كتفيه عشرة من ممثلى ومخرجى الإعلانات ومندوبى المبيعات ورؤساء البنوك وموظفى البورصات إلى آخر هذا الصف الطويل من المهن غير الضرورية التى تستهلك ثمانين بالمائة من سعر المنتج.

لهذا يدعو الموقعون على هذا البيان كل من يشعرون بالظلم الطاغى على عصرنا وعلى العالم إلى ترجمة غضبهم فى عدة خطوات، وهى: الامتناع عن شراء السلع التى يتم الإعلان عنها بكثافة والتى يتم إخفاؤها وراء شكل مبهر، والامتناع عن شراء ماركات الملابس ولعب الأطفال العابرة للحدود وتعويضها بمنتجات صغار الصناع المحليين، ومحاولة ضرب سلاسل التوزيع الطويلة للسلع الغذائية والوصول إلى المنتجين الأصليين من المزارعين والصيادين ومربى الماشية، وعدم الاستجابة للتعديلات المتسارعة فى تكنولوجيا الاتصالات التى تضيف إمكانيات غير ضرورية للمستهلك من أجل استنزافه ماديًا بتكرار شراء أجهزة الهاتف والكمبيوتر.

وأشار البيان إلى أن هذه المقاومة السلبية التى جربها الشعب الهندى المسالم تحت قيادة المهاتما غاندى قابلة للتحقيق الآن على مستوى العالم، حيث لا سبيل إلى التغيير إلا من خلال توحيد "قوى فضح الوهم" لكى تكون "عولمة الاحتجاج والإيوتوبيا" ضد عولمة الاستغلال.
وأوضح البيان أن "الإيوتوبيا" كلمة مشتقة من اليونانية القديمة وهى لغة متوسطية تعنى "المكان الطيب الذى نعيش فيه سويا" (من eu وتعنى طيب، وtopia وتعنى المكان الذى فيه سويا)، وهى كلمة بعيدة فى المعنى عن اليوتوبيا، والتى تعنى اللامكان، التجريدية وغير الواقعية على الشاكلة التى تم استيعابها وتطبيقها فى أوروبا)، وتعبر عن صراع من أسفل العالم لتنوير مسار الجميع على أمل إيجابى فى الوصول إلى الحياة معا على نحو طيب، وأن "الإيوتوبيا" ليست صورة أو ممارسة فلسفية وإنما هى مبدأ للعمل المشترك من أجل حياة أفضل للجميع ومن أجل الجميع، بمهاجمة نظم الظلم فى هذا العالم والذى دعينا كلنا للعيش فيه والذى نعرفه على أنه مكان ينعدم فيه واقع الحقيقة: العدل.

وأضاف، أن "غضبنا الديمقراطى" قد يبدو للشعوب الأوروبية والأمريكية – الشمالية قديمًا عفا عليه الزمن، فقد استيقظ لديهم الضمير البيئى والمنظومة الأخلاقية للعلاقة المستدامة بين الاقتصاد والبيئة وقواعد التجارة العادلة النزيهة، والعودة إلى الزراعة البيولوجية، وكبح سرعة النمو ومناهضة العولمة، إلى آخر هذه القناعات الديمقراطية الإنسانية التى بدأت ممارستها ونشرها منذ السبعينيات من القرن الماضى، ولكن لأن هذه الإجراءات لم تصل فى شمال العالم إلى مبتغاها حتى الآن والأزمة ما تزال تفتك بمواطنيه، فإن المعركة ضد هذا التغول ضد كل ما هو إنسانى يجب أن تستمر.

إننا فى جنوب المتوسط، ونحن نبدأ مسيرة الديمقراطية نريد أن نبدأها، معا، ضد هذا العدو المشترك، منطلقين ليس من قوة السلاح، وإنما من مبادئ العدالة الاجتماعية والتعايش الطيب بيننا جميعا، يجمعنا التاريخ المشترك وتجمعنا الحياة على الكوكب نفسه.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة