انفصل أبوه عن والدته، وهو ابن الثانية عشرة، وعاش برفقة أمه، وأشقائه حياة لا يوجد فى قاموسها مصطلح يسمى"السعادة"، وعندما اشتد عوده وراح يبنى نفسه بنفسه وجد والدته بين أحضان زوجها الجديد، فكان يلجأ لوالده يشكو إليه همه، لكن الأب فارق الحياة، فاضطر أن يبقى مع والدته وزوجها داخل جدران منزل واحد تدب الخلافات بينهم كثيراً، بينما يسود الهدوء قليلاً، حتى أصبحت الحياة لا تطاق مع زوج الأم الذى حول حياتهم إلى جحيم فقرر الابن أن يرحم والدته وأشقائه من هذا الكابوس الذى نغص حياتهم فقرر قتله.
التقت "اليوم السابع" بالمتهم "طارق.ع.ع، عاطل"، "20 سنة" شاب بدين الجسد يتحرك بصعوبة بسبب الألم فى قدمه، وبيده اليسرى طعنة سكين، يحدق نظره فى الأرض باستمرار، يضرب بيده على رأسه أحيانا، يكرر جملة واحدة طوال الحديث معه "ماعرفش عملت كده ليه".
قال "طارق" إنه كان يعيش برفقة والده ووالدته حياة بسيطة مثل أى أسرة مصرية، لكن الخلافات بدأت تدب بين والديه وسرعان ما تم إسدال الستار على الحياة الزوجية بينهما حيث كان "الطلاق" كلمة النهاية فى حياة مليئة بالمشاكل، لافتا إلى أن قلبه كاد يتمزق على والديه لكنه اختار أمه للبقاء معها، حيث كانت الأقرب إلى قلبه فهى الأم الحنون التى تخاف عليه دائماً، مضيفاً بأن والدته التى كانت دائما تؤكد له بأنه هو وأشقائه لا تعوضهم كنوز الدنيا، وأنها قررت أن تسخر باقى عمرها لخدمتهم بعدما طلقها والدتهم، لكن سرعان ما انهارت الأم أمام شهواتها وسلمت قلبها لأول رجل طرق بابها يطلب الزواج منها، وفضلت سعادتها على حساب أولادها.
وأوضح المتهم أنه بين ليلة وضحها وجدوا رجلا غريبا لم يعرفوه من قبل يرقد مع والدتهم على فراش والدهم، وبالرغم من صعوبة المشهد وسوء معاملة زوج الأب لهم إلا أنهم تجلدوا بالصبر حتى "تسير المراكب"، لكن حياتهم شهدت تقلبات بين اللحظة والأخرى، فالقلق والتوتر والشاجر أشياء كالماء والهواء داخل المنزل، بينما لحظات السعادة والهدوء تذهب سريعا، بسبب وجود رجل غريب وقف حائلاً بين أم وأولادها.
يتوقف المتهم قليلاً عن الكلام ويتمتم قائلاً "منها لله أمى" ثم يتابع حديثه بأن زوج الأم "محمد" كان يعمل سائقاً، لكنه تراخى عن العمل وفضل السهر طوال الليل والنوم معظم النهار، حتى أصبحت المشاكل المادية تحاصر حياتهم، فطلب من "طارق" النزول للعمل والإنفاق على أشقائه ووالدته وزوجها، لكن الابن تشاجر مع زوج أم وعايره بالجلوس فى المنزل مثل النساء وانتظار منحة من ابن زوجته، وأضاف المتهم أن يوم الحادث استيقظ من نومه على "خناقة" بين والدته وزوجها، وسمع الزوج يسب أمه فجن جنونه وقفز من سرير نومه وأمسك بجلباب زوج والدته.
جرى زوج الأم نحو المطبخ واستل سكينا وأشهرها فى وجه"طارق" فصرخت الأم واحتضنت ابنها وجذبتها فى إحدى غرف المنزل بعيداً عن زوجها، بينما دخل الزوج خلفه وأصاب الابن بطعنه فى يده، فاستدار "طارق" نحو زوج والدته واختطف السكين من يده، وطعنه بها فى صدره ليسقط غارقاً فى دمائه.
كان العميد جمال نفادى مأمور مركز شرطة البدرشين تلقى إشارة من مستشفى البدرشين بوصول مواطن جثة هامدة إثر إصابته بطعنة نافذة فى الصدر، فانتقل المقدم محمد أبو غالب، رئيس مباحث البدرشين، ومعاونه الرائد هانى إسماعيل، معاون المباحث، إلى مكان الواقعة، وتبين أن الجثة لسائق يدعى "محمد. إ. ص" 43 سنة، وأفادت التحريات والتحقيقات التى قادها العميد خالد عميش مفتش مباحث جنوب الجيزة بأن وراء ارتكاب الواقعة ابن زوجة القتيل "طارق. ع. ع" عاطل، "20 سنة، فتم استئذان النيابة واقتحام منزل المتهم للقبض عليه إلا أنه كان قد هرب إلى موقف السيارات بالبدرشين، فتمت مطاردته والقبض عليه واعترف بارتكابه الواقعة، وبإخطار اللواء أحمد سالم الناغى مساعد وزير الداخلية مدير أمن الجيزة أحال المتهم للنيابة لمباشرة التحقيقات.