كل مسئول فى مصر لازم يحس بنفسه حبتين، ولذلك يتكاتف كل موظفيه لمساعدته فى ذلك، فيمسك معظمهم طبلة المدح والتصفيق والاحتفاء بكل ما يفعله المسئول، وتظل القلة القليلة التى لا تقول إلا الحق منبوذة من الطبالين ومن المسئول رئيس الطبالين.
فما بالك إذا كان المسئول ليس عاديا، بل هو رئيس الدولة !!
هنا سيكون للتطبيل مذاق آخر، وللتصفيق صوت كصوت البلابل، والاحتفاء بأفعاله تكون كالاحتفاء بصعود ارمسترونج إلى القمر.!!
لا أحد ينظر إلى برنامجه الانتخابى، وهل فعلا الرئيس يسير فى مسار صحيح وينفذ وعوده ملتزما بالبرنامج الزمنى الموعود ؟؟
هذه هى الحقيقة التى اقتربت أن تكون جزءا من جين المواطنين، جين التطبيل وهو جين سائد عن الغالبية العظمى، متنحى عن القلة القليلة المنبوذة التى تراها الغالبية العظمى مصدرا للإزعاج وباحثين عن شهرة من ماركة "خالف تعرف".
هذه القلة هى المحرك الأساسى لنهضة الأمم خاصة الجزء الذى ينتقد الأخطاء آملا أن يجد مستمعا له فيتم تصحيحها، ولا نجد من الغالبية العظمى من محترفى التطبيل من يستمع إلى "توماس بين" حين قال: "حين يطرق الرقى باب أمة من الأمم يسأل: أهنا فكر حر فإن وجده دخل... وإلا مضى"، مشيرا إلى النقد ضمن مجمل مصطلح "فكر حر".
ولا أحد منهم يتذكر أيضا أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: "الساكت عن الحق شيطان أخرس".
أرجو أن تضع الغالبية العظمى-من محترفى التطبيل- فى اعتبارها أن النقد هو الحل السحرى الذى يقتل نظرية الحاكم الدكتاتور.
أرجوكم.. لا تعطوا الحاكم فرصة ليصبح دكتاتورا ظالما، بل انتقدوا أصغر أخطائه حتى يظل يسعى إلى إرضاء الشعب حتى يرضى عنه.
