نيويورك تايمز تنتقد سياسة أمريكا تجاه مصر وتتهمها بعدم الاهتمام بمعالجة المشاكل التى أدت للثورة

الخميس، 09 أغسطس 2012 03:15 م
نيويورك تايمز تنتقد سياسة أمريكا تجاه مصر وتتهمها بعدم الاهتمام بمعالجة المشاكل التى أدت للثورة الرئيس الأمريكى باراك أوباما
كتبت رباب فتحى ووكالات

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
انتقدت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية سياسة الإدارة الأمريكية وأداءها تجاه مصر، لافتة إلى أن الإدارة الأمريكية قد اقتصر نظرها فى مصر على التحول الديمقراطى فقط ولا تهتم بمعالجة المشاكل على الأصعدة الأخرى التى أدت إلى تفجر ثورة 25 يناير التى خلعت الرئيس السابق حسنى مبارك.

ورأت الصحيفة أن واشنطن فقدت قدرة تركيزها على فهم المشاكل الاجتماعية والاقتصادية التى أخرجت المصريين إلى الشوارع العام الماضى، وكيفية مساعدة البلد فى التصدى لها، نظرا لأنها قصرت نظرها على التركيز على التحول الديمقراطى - على حد تعبير الصحيفة.

وقالت إن واشنطن، بتركيز اهتمامها على الصراع بين النخب الحاكمة والتزامها بمعاهدة السلام مع إسرائيل فقط، فإنها تهمل بذلك مشاكل مصر الأكبر، التى دفعت بشعب غير مبال للإطاحة برئيس من منصبه الذى قبع فيه على مدى ثلاثة عقود.

ولفتت إلى أن واشنطن خاضت فى هذا الصراع الناشئ فى الأسابيع الأخيرة، حيث وصلت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون الشهر الماضى القاهرة معلنة أن واشنطن "تدعم عملية الانتقال الكامل للحكم المدنى"، وفى الأسبوع الماضى وصل وزير الدفاع ليون بانيتا يحمل نفس الرسالة.. معلنا أن واشنطن "ملتزمة بمساعدة السيادة المصرية لاستكمال التحول إلى حكم مدنى كامل".

وقالت الصحيفة "بالنسبة للساسة الأمريكيين الذين يكتفون بمشاهدة الثورة على شاشات التلفاز بدت الاحتجاجات وكأنها مظاهرات مؤيدة للديمقراطية، ولكن فى ميدان التحرير بالقاهرة كان الواقع مختلفا كثيرا".

ولفتت إلى أن الثورة المصرية، التى دامت 18 يوما، تراوحت مظالم المصريين فيها ما بين عدم وجود مساكن بأسعار معقولة إلى سوء الخدمات الصحية.. مشيرة إلى أن ما وحد هذه المجموعات المتباينة هو السخط من نظام مبارك الذى فقد اتصاله بمواطنيه منذ وقت طويل، وبدلا من ذلك عزز مؤيديه السياسيين.

وأضافت "واليوم يركز المصريون على تطهير هذا النظام السياسى المتحجر الذى يحول دون الحراك الاجتماعى ويتفشى الفساد فى أغلب أركانه، وأصبح الإصلاح الأمنى من أولويات الشعب المظلوم من قبل مسئولى المخابرات وضباط الشرطة الذين قادوا حملات الاعتقالات العشوائية وغير النظامية".

ورغم أن المصريين يتوقعون أن تتمكن حكومة ما بعد مبارك من معالجة هذه الشواغل، أعربت الصحيفة عن اعتقادها بأن تسليم السلطة للحكام المدنيين الجدد لن يحل مشكلاتها، بل إنه قد يساعد فى تفاقمها.. مشيرة إلى أنه من المؤكد أن جماعة الإخوان المسلمين ستركز على إصلاح المؤسسات المتعثرة لكنها ستسعى أيضا لإعادة هيكلة السلطة القضائية التى تنظر إلى نفسها على أنها خط دفاع مصر الأخير ضد الهجمة الإسلامية التى غمرت المجتمع على حد وصف الصحيفة.

وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن واشنطن بتركيزها على الصراع الدائر على السلطة فى مصر وتجاهل الإصلاحات التى يطالب بها المصريون، تسهل هذا الإغفال المريح، لذا رأت الصحيفة أنه بدلا من التركيز على انتقال السلطة، يتعين على أمريكا أن تحث حكام مصر الجدد على الاستجابة بطريقة أفضل لتلبية مطالب شعبهم الساخط.

واعتبرت الصحيفة أن تساؤلات واشنطن المستمرة عن موقف القاهرة من معاهدة السلام مع إسرائيل يعد بمثابة "هزيمة للذات"، وفى حالة تدهور الوضع الاقتصادى لمصر ولم تستطع الحكومة الجديدة تلبية احتياجات مواطنيها فإن السياسيين ذوى الشعبية سينهضون مدعين أنهم يستطيعون ذلك، وفى هذا الوضع الخطير سيستغل هؤلاء الساسة بالتأكيد موضوعا حساسا مثل اتفاقات كامب ديفيد لجذب الناخبين المحبطين.

وخلصت الصحيفة - فى ختام تعليقها - إلى أنه من الأرجح أن يتعثر قادة مصر المنتخبون أثناء توليهم زمام الأمور.. مشددة على ضرورة أن تكون واشنطن قادرة على مساعدتهم فى تجنب العثرات، ولكن فى حال لم تتخل أمريكا عن إهمالها للمشاكل الهيكلية فى مصر، فإن قادة البلاد الجدد يخاطرون بالوقوع فى نفس الشراك الذى وقع فيه أسلافهم.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة